يحل العيد هذا العام على النازحين في مأرب ضيفًا ثقيلاً في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع الأسعار، فيما كثير من الأسر النازحة لم تستعد لاستقبال العيد بسبب ارتفاع للأسعار المواد الغذائية والملابس والاحتياجات المنزلية أضعاف مضاعفة.
ويشتكي المواطنون والنازحون من ارتفاع الأسعار في المواد الغذائية والملابس ومتطلبات العيد مع الأيام الأخيرة في شهر رمضان، والتي وصلت إلى مستويات غير مسبوق، في ظل ضعف الرقابة لحماية للمستهلك من جشع التجار واستغلالهم ظروف البلاد.
وتكتظ مارب بنحو 4 ملايين من السكان والنازحين، وتضم نحو 60% من النازحين على مستوى الجمهورية الذين فروا من بطش مليشيا الحوثي الإرهابية، وتعد ملاذاً لآلاف الباحثين عن الرزق في المدينة التي تشهد استقراراً وحراكاً تنموياً كبيراً.
هذا العدد الهائل والمتزايد لسكان مدينة مارب، ضاعف الطلب على السلع والخدمات والملبوسات، الأمر الذي استغله التجّار لرفع الأسعار وتحقيق الثراء السريع، وهو ما شكّل عبئاً على الأسر النازحة التي تعاني أوضاعاً اقتصادية ومعيشية صعبة، وفق ما قاله العديد ممن استطلع آرائهم "الصحوة نت".
أسعار خيالية
تقول هناء محمد، إنها لم تشتر ملابس العيد لأولادها الأربعة، بسبب غلاء الأسعار". مضيفة لـ"الصحوة نت" إن" الأوضاع والإمكانيات معروفة، الرواتب تتأخر لثلاثة أشهر، والأسعار تضاعفت بشكل كبير عن السنة الماضية.
أم اسلام، ربة منزل، تقول لـ"الصحوة نت" إن "الأسعار في مأرب خيالية، اشتريت الملابس والحاجات الضرورية بـ 300 ألف ريال، والتجار يتعذروا أن السبب بفارق سعر الصرف.
وعن الاقبال على الشراء، يقول تاجر مواد غذائية، فضل عدم ذكر اسمه، إن اقبال الناس على الشراء مرتبط بالظروف المعيشة للناس، فعندما تتوقف الرواتب يكون الإقبال ضعيف.
ويضيف أن "إقبال الناس هذا العام أقل من العام السابق بسبب تأخر المرتبات". وبرأيه ان "الظروف المعيشية مرتبطة بالرواتب، والرواتب متأخرة وفي كثير من العلاوات والإكراميات حذفت أو سقطت".
وعن سبب ارتفاع الأسعار، يوضح لـ"الصحوة نت" أن ارتفاع أسعار السلع مرتبط بارتفاع أسعار الصرف". موضحاً أن "كل بضاعتنا مستوردة بالدولار.
رقية ناصر، مواطنة نازحة، تقول إن متطلبات العيد تثقل كاهل المواطن النازح، خصوصاً وأن قيمة فستان طفلة أو طقم ملابس لطفل كحد أدنى 30 ألف ريال.
وتضيف لـ"الصحوة نت": اشتريت فستان بـ34 ألف ريال والتاجر يتعذر أنه يشتري من صنعاء وهذا بسبب فارق سعر الصرف".
جشع التجار وضعف الرقابة
وعن الرقابة من الجهات الرسمية، يقول التاجر عارف يحيى، إن "الرقابة ضعيفة من مكتب الصناعة في مراقبة التجار المستوردين، ويقومون بحملة تفقد إذا نزل سعر الصرف لكن عندما يكون سعر الصرف ثابت ما ينزلوا للتفتيش".
النازحة أم يوسف، تقول لـ"الصحوة نت" "بالعافية نقدر نشتري ملابس العيد الضرورية للأولاد أما أنا وأبوهم نلبس الحاصل، نفرح العيال بالعيد والعيد عيد العافية أيش نعمل لا نكسر فرحتهم بالعيد أما احنا نتحمل ونصبر على الهم في ظل هذه الأوضاع".
وتضيف بصوت مثقل بالهوم: "كنا في بلادنا معنا مصدر دخل من أرضنا الزراعية، ومعنا بقر وغنم، وبيوتنا حقنا ملك، لكن هنا معنا الرواتب معتمدين عليها وهي متأخرة لا نعرف أن بهذا الراتب نشتري ملابس عيد أو حاجات العيد أو إيجار البيت".
ورغم ارتفاع الأسعار وأوضاع النازحين المتدهورة إلا أن أسواق مدينة مارب تشهد ازدحاماً شديداً وإقبالاً غير مسبوق على شراء مستلزمات العديد من المواطنين، فيما عجز البعض عن شراء كل ما يحتاجونه من سلع وملبوسات وفقاً لما رصده مراسل "الصحوة نت" الذي طاف أسواق المدينة في ليالي رمضان الأخيرة.
وتسببت مليشيا الحوثي الإرهابية منذ انقلابها أواخر العام 2014 بتردي الأوضاع في البلاد، وصنعت أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم، ناهيك عن استمرار نهبها لرواتب الموظفين وعائدات النفط والموانئ في مناطق سيطرتها.
