شهدت محافظة مارب اليوم استقبالاً رسميًا وشعبيًا حاشداً للمختطفين المحررين من سجون مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
وكان قد وصل صباح اليوم إلى مطار تداوين بمحافظة مأرب 89 أسيراً ومختطفاً من المدنيين، والتي غيبتهم المليشيا الحوثية لثمان سنوات في زنازينها وأخضعتهم لشتى أنواع التعذيب والحرمان. وضمن المحررين الصحفيين الأربعة التي حكمت عليهم المليشيا بالإعدام في ابريل 2020م، إضافة إلى نجل نائب رئيس الجمهورية السابق الفريق الركن علي محسن صالح.
وكان في استقبال المحررين كلاً من رئيس اللجنة التفاوضية الحكومية هادي هيج، والمفتش العام للقوات المسلحة اللواء الركن عادل القميري، ووكيلا محافظة مأرب عبدالله احمد الباكري ومحمد المعوضي، ووكيل وزارة الاعلام أحمد ربيع ووكيل وزارة النفط شوقي المخلافي وقيادات الأحزاب السياسية وأهالي عدد من المختطفين والأسرى وعدد من القيادات العسكرية والأمنية والمدينة ووكلاء عدد من المحافظات.
واستطلع "الصحوة نت" آراء عدد من المحررين والمواطنين الذين كانوا في استقبالهم بمطار تداوين صباح اليوم، والذي شهد مراسم استقبال المحررين أثناء وصولهم من صنعاء على متن طائرات الصليب الأحمر الدولي.
سعادة لا توصف
المختطف المحرر من سجون مليشيا الحوثي شعيب الشايمي، قال لـ "الصحوة نت " إنه يشعر "بسعادة وفرحة تغمرني لا استطيع ان أصفها".
لكن الشايمي، قال إن فرحته لن تكتمل إلا "بخروج جميع المختطفين لدى مليشيات الحوثي".
ووجه الشايمي، رسالة للمليشيا الحوثية وهو يستنشق عبير الحرية، قائلاً: "مهما طغى وتجبر إلا أننا سنستنشق هواء الحرية". موجهاً رسالة إلى رفاقه الذين ما يزالون رهن الاختطاف قائلاً: رسالتي لهم أن يثبتوا ويصابروا فمهما طالت سوف يأتي فرج الله قريب بإذن الله ".
مشاعر جياشة
وعن شعور الجماهير، قال الكاتب الصحفي حسين الصوفي، "مرت علينا سنوات لم نستطع أن نفرح من قلوبنا، كل المناسبات الذي مرت علينا لم تكن تلك الضحكة التي نألفها قبل الحرب".
وأضاف لـ"الصحوة نت ": اعتقد أننا ضحكنا وكنا سعداء قليل خلال هذه السنوات الثمان، مرتين مرة في الخروج الأول لزملاء والمرة الثانية هي اليوم، ضحكنا بجل مشاعرنا حينما استقبلنا اليوم الزملاء وعانقناهم".
وعن مشهد الاستقبال، قال الصوفي: كان مشهد اليوم مفعم بالمشاعر الجياشة والفياضة، وشعرنا بأن أرواحنا تحلق في الفضاء، وأيضاً اكتظت أرواحنا بالأمل أن غداً سيكون انتصار الجمهورية والتضحيات هؤلاء سوف تُثمر انتصار بإذن الله تعالى".
أجواء عيدية بالانتصار على السجان
الناشط نايف العماد، وصف أجواء استقبال المحررين في مطار مأرب وشوارع المدينة بأنها "أجواء عيديه بامتياز". مضيفاً لـ"الصحوة نت": فرح وسرور بتحرير هؤلاء الأبطال الذين انتصروا على جلادهم وانتصروا على سجانهم".
وأضاف العماد: مما زادنا فرح عندما رأينا أمهات المختطفين وهن يستقبلن أولادهن الذين غيّبتهم عنهن المليشيا ثمان سنوات وأكثر، فكان الفرح سيد الموقف.
واعتبر الناشط العماد، أن الاستقبال الجماهيري، كان لائقاً بالأبطال المحررين وبمأرب، ويليق بالجمهورية والدولة واللجنة المنظمة والأمن الكوادر الطبية، والحشد من المدنيين مأرب يليق بالأحرار".
وحول الاستقبال أيضاً قال الصوفي، إنه يأتي من باب الإقرار "بنضال هؤلاء الأبطال، وهو أيضاً نوع من رد الجميل وواحدية النضال والهدف والشراكة والمصير".
مشاعر أم وانتصار وطن
ومن ضمن مشاهد استقبال المحررين، يروي الصوفي لـ"الصحوة نت" مشهداً إنسانياً لإحدى الأمهات وهي تبحث عن ولدها، كان شاهداً عليه في خضم المواقف الإنسانية الكثيفة أثناء استقبال المحررين في مطار تداوين بمارب.
يقول الصوفي لـ"الصحوة نت ": كانت تنتظر ابنها المختطف منذُ سنوات عندما هبطت الطائرة الأولى لم يكن موجوداً فخالجها خوف الأمومة أن ابنها ليس موجوداً".
ويضيف: بينما كانت تعاني الخوف والهلع جاءها أحد الأبطال الذين كانوا الطائرة الأولى وقال لها ابنك موجود يا أماه في الطائرة الثانية، وقال لها مازحاً أنتِ الذي غلطتي سميتي ابنك بحرف الميم يعني من "قال لك تسمي بحرف الميم" لأن الكشف مرتب حسب ترتيب الأبجدية ".
ويتابع الصوفي: تلك لحظة مشاعر الأم ربما هي مشاعر اليمنيين اليوم التي ترجمها هذا الخروج الحافل للأبطال بهذه المعنويات العظيمة التي تقول إن الغد وإن خلاص هذا العصابة سيأتي لا محالة.. مؤكداً أن "تضحياتهم لم تكن مجاناً بل دفعوا من تضحيتها صحتهم وحريتهم وحياتهم ومعناتهم وستثمر هذه التضحيات انتصاراً ناجزاً للوطن والشعب".