"اعتقلونا وتعرضنا لإهانات وعمليات اذلال وترويع وجهت لنا في السجون، وخرجنا بتعهد دفع اتاوات كبيره تفوق رؤوس اموالنا البسيطة"، هكذا تحدث "محمد خالد" مالك بقالة في حي السلخانة في محافظة الحديدة (غرب اليمن) عما تعرض له من قبل ميلشيات الحوثي التي بدأت حملة جديدة مكثفة لفرض إتاوات مع بداية شهر رمضان.
وقال "محمد"، إنه اضطر لإغلاق بقالته ودفع جزء من قيمتها الدكان لمليشيات الحوثي، وما تبقى من راس ماله نزح به وباهله الى محافظة أخرى بحثا عن حياة تليق به وبأسرته، وقال: "الحياة لم تعد تطاق هنا".
واستأنفت مليشيات الحوثي الإرهابية، حملة جبايات واسعة مع بداية شهر رمضان واستهدفت الجميع بمن فيهم الصيادين ومالكي البسطات وكافة البائعين، حتى بائعات اللحوح في الأسواق الشعبية، في جائحة نهب لم يسبق لها مثيل تشهدها المحافظة، التي ترزح تحت سيطرة الميلشيات منذ ثمان سنوات.
وقال محمد في حديث لـ"الصحوة نت"، "لم أكن الوحيد المحتجز في سجن الامن المركزي الذي تسيطر عليه المليشيات، ولكن هناك العشرات من مالكي المحلات الصغيرة تطالبهم المليشيات بدفع اتاوات باهظة تحت مسمى الزكاة".
الجائحة الحوثية
"نعمان" بائع ومربي أغنام في مديرية المنصورية هو الأخر يشكو من تزايد الجبايات وقال: "وسعت مليشيات الحوثي من تسلطها ونهبها للمواطنين، باسم الزكاة وباسم المجهود الحربي وباسم القدس وباسم الحسين والمولد، كل مناسباتهم التي لا لا تحصى يدفعها المواطن البسيط من قوت اطفاله".
وأضاف في حديث لـ"الصحوة نت"، "هناك عشرات المزارعين ومربي الماشية والنحل، ممن لم يستطيعوا دفع الاموال لمليشيات الحوثي تم اعتقالهم وتهديدهم بتفليق تهم كيدية عليهم أنهم يتبعون العدوان"، لافتا "أن لمشرف الحوثي ينزل للأسواق يجمع الاموال باستمرار".
الجائحة الحوثية لم تكتفِ بعمليات النهب والابتزاز المواطنين التهديد والوعيد، لكنها ذهبت لتوظيف هذه الممارسات والجرائم الى ارتكاب جرائم اخرى مضاعفة، هذا ما يؤكده المواطن "سعد شوعي" الذي فر من مديرية باجل الى مديرية حيس المحررة.
وأفاد سعد "حين يرفض المواطن دفع هذه الأموال، تكون تهمته جاهزة بانه يتعامل مع العدوان، وكثير من المواطنين ذهبوا ضحية لهذه الوشايات والتقارير الكيدية التي اطاحت بحياتهم واستقرارهم".
وقال في حديث لـ"الصحوة نت"، "هناك الكثير من المواطنين مغيبين في سجون الحوثي بتهم ملفقة، والواقع ان هؤلاء ليس لهم ناقة ولا جمل في السياسة فقط لأنهم رفضوا دفع مال واتاوات للمشرفين الذين باتوا يتحكمون برقاب الناس واموالهم وارزاقهم".
حملات جبايات لإثراء لمشرفين
وأفادت مصادر في الغرفة التجارية بمحافظة الحديدة، بأن محمد عياش قحيم المحافظ المعين من قبل مليشيات الحوثي، يتم تحريكه من قبل مشرف مليشيات الحوثي في محافظة ومن الكحلاني المنتحل صفة مدير امن المحافظة، ويدفع به مدججا بالمسلحين والمشرفيين لابتزاز التجار واصحاب رؤوس الاموال منذ دخول شهر رمضان الكريم.
ووفقا للمصادر "فإن عدد من مشرفي المليشيات الحوثية بالمحافظة اجتمعوا مع عدد من مدراء المكاتب التنفيذية ومدراء المديريات والواجبات، ومدراء اقسام ومشرفيين لوضع خطط وصفت بالصارمة لنهب الاموال تحت مبرر الاموال الزكوية".
وأوضحت "وزعت مليشيات الحوثي عدد ممن تسميهم بالمؤمنين على المساجد بمديريات المحافظة، وهم عناصر قادمة من صعدة، لحث الناس على دفع، الاموال لقتال ما تسميه بالعدوان حسب وصفها".
ولم تكتفي مليشيات الحوثي الارهابية باستغلال عشرات المناسبات الطائفية التي لا تنتهي طوال العام، ويتجرع المواطنين بسببها جرعات قاتلة، ويتم فيها نهب أموال المواطنين الخاصة تحت لافتات هذه المناسبات وزادوا على ذلك إضافة شهر رمضان كموسم للجبايات.
وترافق حملات الجباية الحوثية قوات مدججة بالسلاح لإرهاب المواطنين، وابتزاز التجار بإغلاق محلاتهم، وكل تلك الأموال تذهب لصالح جبهات القتال الحوثية وإثراء قيادات الميلشيات في المحافظة الذي ازدادت تخمتهم خلال السنوات الماضية من الحرب.
وفي ديسمبر/ كانون أول 2020 حاولت ميلشيات الحوثي تنفيذ أكبر عملية سطو على ممتلكات المواطنين من سكان عزلة القصرة التابعة لمديرية بيت الفقيه، وهاجمت مناطقهم بحملة عسكرية أسفرت عن مقتل مواطن وجرح نحو 20 بينهم كبار سن، بعد أن تصدوا لجرافات باشرت تدمير أراضيهم.
وتسعى الميلشيات عبر نافذين من قياداتها لمصادرة أرض واسعة تعتبر مصدر معيشة السكان، وتبلغ مساحتها أكثر من 10 كلم، يستفيد منها أكثر من خمسة آلاف من أهالي المنطقة، وهي عبارة عن مساق ومراع مند مئات السنين.
ويعيش المواطنين في مدينة الحديدة وضع معيشي سيئ مع ارتفاع الأسعار واستمرار حرب الميلشيات ضدهم، في الوقت التي تعد اهم مصدر إيرادي للميلشيات عبر ميناء الحديدة التي تدخل عبره كافة المشتقات النفطية للمناطق الأكثر كثافة سكانية في اليمن.