قضية إخفاء الأستاذ محمد قحطان كل هذه السنوات دليل إضافي على السلوك الإجرامي لمليشيا الحوثي وصفحة في كتاب أسود سيبقى يؤرخ للأجيال المتعاقبة حكاية هذه الحقبة من الإجرام بحق اليمن واليمنيين ، قحطان سياسي يمتلك أفقا بسعة اليمن الكبير ومناضلا بسلاح الكلمة والرأي دفاعا عن قيم الشراكة والالتقاء ، فتشوا عن المشاريع الوطنية التي كانت تؤسس لاجواء من التفاهم والحوار فحتما ستجدون لقحطان بصمة فيها وتأملوا في شضايا الصخور التي كانت تعيق مسيرة القوى الوطنية فستجدون أثرا لمعول قحطان عليها ، فيما كانت القوى السياسية في الوطن العربي تغرق في خصامها العبثي القديم كانت القوى اليمنية قد تجاوزت تلك المراحل بكثير وتخرج من ضيق الأنزواء في أنانية المكونات الى الأفق الوطني وكان قحطان أحد رواد هذا الخط والنهج .
ثمان سنوات غيب فيها قحطان عن أداء دوره الوطني وقبل ذلك في أن يعيش حياته بحرية طالما كان صوته مجاهرا بها كحق خلق يوم أن نفخت الروح في الإنسان وتنتزع معه ، خطف قحطان من بيته وأسرته والمسؤولية بالكامل على من خطفه وأخفاه كما هي أيضا مسؤولية جميع مؤسسات الدولة وقواها تجاه مواطن يمني أولا وثانيا لسداد دين مستحق في عنق القوى الوطنية لرجل أمضى حياته ينسج حبال الوصل والشراكة بينها .
في ذكرى اعتقال قحطان الثامنة يجب أن يرتفع الصوت عاليا للمطالبة بالإفراج عنه وعن كل مختطف أو مغيب من أبناء هذا الوطن فقحطان يمثل حالة رمزية لاستهداف كل لقوى الوطن الحية التي ترى فيها جماعة الحوثي تهديدا وجوديا لها كجماعة تعيش على العنف و تفتيت المجتمع وفرزه ولإن كان محمد قحطان حين كان في أوج عطائه نموذجاً للإصلاح في عمله الدؤوب في لملمة شتات هذا الوطن فهو بالمثل مثالاً حياً على التضحية والبذل الذي يقدمه الإصلاح في المعركة الوطنية وقبل ذلك وبعده هو نموذج لليمن الذي يخوض معركة الحياة في وجه قوى الموت .