قبيل أذان المغرب ينتشر شباب مدينة عدن في طرقات وشوارع المدينة لتوزيع وجبة إفطار خفيفة على المارة في مشاهد متكررة تراها كل عام خلال شهر رمضان المبارك.
وتجسد هذه المبادرات القيم النبيلة التي يتحلى بها أبناء مدينة عدن وروح التسامح والعطاء من خلال وقوف العشرات في شوارع مدينة عدن لتوزيع الافطار على المواطنين الذين ادركهم موعد الافطار قبل ان يصلو الى منازلهم .
وتستمر هذه المبادرات المجتمعية طيلة شهر رمضان المبارك لتظهر لك العاصمة المؤقتة عدن وهي تعيش حالة من الوئام والسلام المجتمعي في شهر رمضان وتجسد أحد نماذج الخير والتكافل المجتمعي بين ابناء المدينة .
وتبقى هذه المبادرات التي لاقت استحسان المواطنين والمتنقلين احدى سمات شهر رمضان المبارك في المدينة وهي على كل حال اعمال متجذرة في مدينة عدن التي عرفت بمدينة التعايش والتصالح والترابط الاجتماعي .

التكافل المجتمعي
يقول مسؤول مبادرة " ولك مثل أجره " حمزة الناخبي أن مبادرتهم بدئت في عام ٢٠١٢ واستمرت على الدوام حتى الآن ٢٠٢٣ تجسيدا لحالة الوئام والسلام والتكافل المجتمعي بين ابناء المدينة .
ويضيف الناخبي في تصريح خاص لـ " الصحوة نت " أن مبادرتهم توزعت على 3 نقاط في 3 مناطق من مناطق المدينة يتم فيها توزيع التمور الماء والسمبوسة والعصير للمارة الذين ادركهم موعد الإفطار .
ويؤكد الناخبي أن مبادرتهم تعمل على توزيع قرابة 250 وجبة بشكل يومي حسب الكثافة السكانية للمارة، مشيراً إلى أن كمية التوزيع ترتفع من منتصف شهر رمضان وحتى نهايته 700 وجبة افطار يتم توزيعها بشكل يومي.
وأشار الناخبي إلى أن الهدف من هذه المبادرة هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم حول إفطار الصائم وأجره العظيم عند الله اضافة الى حالة الوئام والسلام والتكافل الذي تزرعه مثل هذه المبادرات اوساط المجتمعات .
وتطرق الى ان مبادرتهم في عملية توزيع الإفطار للمارة بالطرقات تستهدف بشكل يومي اكثر من 700 صائم في جولة كالتكس وجولة ضمران في مديرية المنصورة بتكلفه اجمالية تصل قرابة " 80 " الف ريال يمني .
وأوضح أن هذه المبادرة الرمضانية لم تقتصر على توزيع الإفطار في الطرقات فقط وانما شملت عمليات توزيع المواد الغذائية لمساعدة الناس خلال شهر الخير حسب الامكانيات والدعم المتوفر والذي يتم جمعه من فاعلين الخير والدعوات التي نطلقها عبر موقع التواصل الاجتماعي .

روحانية وألفة
يقول رئيس مبادرة أنامل الخير الشبابية التنموية مياس ارسلان أن مبادرتهم بدأت قبل 3 سنوات واستمرت حتى الآن في عملية توزيع الإفطار للصائمين المسافرين والمتنقلين بين مديريات المدينة والذين أدركهم وقت الإفطار في شوارع المدينة.
ويضيف أرسلان في تصريح خاص لـ " الصحوة نت " المشروع بدء كفكرة من احد مساجد الحارة قبل 3 اعوم ثم بدئنا بتوسيع مجال افطار الصائم على مستوى الحارات وشملت عملية الافطار 3 مديريات هي الشيخ عثمان ودار سعد وكريتر.
ويشير الى انه بعد إشهار إقامة الافطار للصائمين يتم جمع بعض الدعم من فاعلي الخير والانطلاق بالية المشاركة المجتمعية من اسر الحارة المستهدفة ودعوة جميع منازل الحارة لإقامة افطارا جماعيا ايضا مليء بالروحانية والألفة بين ابناء المجتمع.
ويؤكد أن المبادرة تهدف من خلال هذه المشاريع إلى إفطار الصائمين ونيل الأجر والثواب من الله وتفعيل المشاركة المجتمعية وتوحيد وتكاتف المجتمع فيما بينهم البين اضافة الى الحث على فعل الخير بين اوساط المجتمع صناعه الألفة بين افراد المجتمع .
ويوضح أرسلان أن الدعم الكبير لمبادرتهم التي تستهدف اكثر من 100 شخص يوميا يتم من خلال الجهود الذاتية والمشاركة المجتمعية وربات البيوت وأسر أعضاء المبادرة اضافة الى دعم بسيط يقدم من فاعلين لتوفير التمور والمشروبات والمياه.