كعادتها تجعل مليشيات الحوثي شهر رمضان كغيره من المناسبات الدينية موسما لجباية ونهب أموال المواطنين، ولإثراء أفرادها وقياداتها، في حين يعيش أبناء الشعب اليمني ظروفا معيشة صعبة وحالة فقر لامثيل لها .
وتنتظر مليشيات الحوثي الإجرامية هذه المناسبات بفارغ الصبر وتحولها من مواسم طاعات وعبادات إلى موسم جباية ونهب وثراء وتستغلها بصورة بشعة بذرائع مختلفة .
يقول محمد وهان ( صاحب بسطة ) إن الحوثيين من أول أيام رمضان كثفوا نزولهم على أصحاب المحلات والبسطات وفرضوا عليهم جبايات مالية كبيرة تحت مسميات مختلفة ما أنزل بها من سلطان ويضطر الناس لدفعها لتجنب الاختطاف والاعتداء والإهانة وكذا مضاعفة المبلغ.
وأشار محمد إلى أن الحوثي يفرض عليهم جبايات مالية خلال أشهر العام ولكن يضاعفها مع المواسم الدينية وفي شهر رمضان المبارك ولا يستطيع المواطن الامتناع عن دفعها خوفا على حياته و مصدر رزقه .
نهب طوال السنة
فيما يقول التاجر ضيف الله إن الجبايات التي يفرضها الحوثي على أصحاب المحلات التجارية أثقلت كواهلنا وكثير من التجار لا يستطيع الاستمرار في ظل فرض هذه الجبايات المستمرة طول أشهر العام ولم يعد لدينا فائدة غير أننا نشقي لجيب الحوثة.
ويضف " إن الحوثيين كرهوا الناس بالمناسبات الدينية وأصبحوا يتمنوا عدم مجيئها حيث أنها أصبحت مرتبطة بأذهانهم بالجبايات وفرض الإتاوات التي أثقلت كاهلهم .
وتقوم فرق الجبايات الحوثية بالنزول إلى الشوارع وإلزام المحال التجارية بدفع مبالغ متفاوتة بحسب النشاط التجاري وتحت لافتات متعدد كالزكاة والخمس والجهاد منذ بداية شهر رمضان المبارك .
حملات الجباية شملت الباعة المتجولين على العربات ومفترشي الأرصفة؛ وهو ما أجبر الغالبية منهم على الانقطاع عن البيع والمكوث في منازلهم، نظراً إلى عدم قدرتهم على سداد المبالغ التي تطلبها الميليشيا منهم، والتي تلجأ إلى مصادرة سلعهم بدلاً من المبالغ النقدية.
رفع الأسعار مقابل دفع الجبايات
ولم تكتف الميليشيا بتلك الجبايات والإتاوات؛ بل إنها تفرض على الباعة التبرع للمناسبات والاحتفالات الخاصة بها نقداً أو عيناً، وتطلب منهم رفع الأسعار لتعويض خسائرهم.
ويؤكد أحمد النويه ( صاحب محل ملابس ) أن مليشيات الحوثي فرضت على التجار مبالغ مالية كبيرة وأجبرتهم على دفعها بالقوة او تقوم بإغلاق المحل واقتياد أي شخص يمتنع عن دفعها إلى السجن ، مضيفا " الحوثي يفرض علينا هذه الإتاوات ونحن نرفع سعر السلعة والمواطن هو من يتحمل عبء تلك الإتاوات .
طريقة جديدة للنهب
ولجأت الميليشيات الحوثية، أخيراً، إلى ابتكار طريقة جديدة لجمع المزيد من أموال اليمنيين من خلال وضعها صناديق مخصصة لجمع التبرعات النقدية داخل عشرات المحال التجارية الصغيرة والمتوسطة وعلى بوابات المساجد بأحياء وحارات متفرقة.
وذكرت مصادر مطلعة إن الميليشيات الحوثية أصدرت تعليمات جديدة لمشرفيها والموالين لها تحثهم لجمع تبرعات نقدية من السكان في مديريات صنعاء وذلك عبر صناديق التبرعات التي وضعتها بالتزامن مع حلول شهر رمضان في عدة محال تجارية، بحجة جمع تبرعات لمن تسميهم «المتعففين» و«المحرومين»، على حد زعمها.