يستقبل أبناء مدينة تعز شهر رمضان المبارك بفرحة منقوصة يكدرها حصار مليشيات الحوثي المتواصل منذ ثمان سنوات، وارتفاع غير مسبوق للأسعار، وأوضاع اقتصادية منهارة جعلت المواطن غير قادر على توفير الاحتياجات الأساسية لأسرته.
وتشهد أسواق المدينة ارتفاعا كبيرا في أسعار المواد الغذائية والخضروات، بسبب طويل الطريق ووعورتها جراء الحصار الحوثي، إلا أن الأمر تضاعف أكثر بالتزامن مع إقبال شهر رمضان، وعدم وجود رقابة تضع حدا لجشع التجار.
فرحة منقوصة
يقول الحاج محمد الدبعي، إن شهر رمضان أقبل هذا العام وأوضاعنا أكثر سواء من العام الذي مضى، وإذا كنا لم نستطع توفير الأشياء الضرورة من دقيق وسكر وأرز وغيرها، فكيف سنستطيع توفير احتياجات شهر رمضان التي أصبحت عندنا كماليات.
وأضاف الدبعي في حديث لـ" الصحوة نت، قائلا" لم تعد فرحة رمضان كما كانت سابقا، حيث كنا نستعد لرمضان قبل وصوله بأيام، ونعمل على توفير كل شيئ وبالزيادة، أما الأن فالحرب قتلت فرحة رمضان، وقتلت كل شيئ جميل في هذه البلاد المنكوبة.
وأوضح أنه خلال رمضان الماضي فطر وأسرته بضعة أيام بتمر، وأكملوا بقية الشهر بالإفطار بالماء، أما هذا الشهر فيعتقد أن فطوره سيكون كله بالماء، خاصة مع ارتفاع أسعار التمر بشكل أكبر من الماضي، وأصبح التجار لا يتعاملون إلا بالريال السعودي، مع غياب الجمعيات الخيرية التي كانت تتواجد خلال رمضان على الأقل.
ومنذ سنوات والمواطن اليمني يكابد الحياة الصعبة، ويعاني من ارتفاع الأسعار سنة بعد أخرى، في ظل استمرار الحرب، الأمر الذي معه توسعت رقعة الفقر وارتفاع نسبة المواطنين الذي لا يستطيعون توفير لقمة العيش، حتى أصبحوا بالملايين بحسب تقارير وبيانات منظمات الأمم المتحدة.
ارتفاع الأسعار وانعدام الأعمال
من جهته قال المواطن ناظم سعيد، إنه يمتلك دراجة نارية وتعد مصدر رزقه الوحيد، وكانت تساعده على توفير بعضا من مصاريف الحياة، إلى جانب ما تصرفه المنظمات الإغاثية من مواد، اما الان وبعد أن قلصت تلك المنظمات مساعداتها، تضاعفت المعاناة بشكل كبير.
وأضاف في حديث مع الصحوة نت، أن رمضان أصبح يمثل ضيفا ثقيلا بعد أن كان قدومه يمثل فرحة لدى الجميع، أصبحنا نحسب كم تبقى لوصول رمضان ليس فرحا بقدومه وإنما خوفا من مرور الأيام سريعا ونحن لم نستطيع توفير متطلباته البسيطة، خاصة مع ارتفاع الأسعار وانعدام العمل.
وواصل قائلا" نحن لدينا القدرة على التأقلم مع الظروف وتحمل المعاناة، لكن لا نستطيع قتل فرحة أطفالنا، لذا نكابد ونتحمل مزيدا من المعاناة، وللأسف الظروف لا تقف بجانبنا وإنما ضدنا، نعمل منذ السادسة صباحا، حتى الثامنة مساء، وبالكاد نستطيع توفير قيمة البترول ومصاريف اليوم، كل شيئ أصبح سعره مرتفع، ولا نستطيع عمل شيئ، والشكوى لله وحده.
الحصار يضاعف المعاناة
بدوره قال أحد التجار إن ما تشهده المدينة من غلاء في المواد الغذائية الأساسية يعود إلى ارتفاع تكاليف النقل جراء استمرار انقطاع الخطوط الرئيسية بسبب الحصار الذي تفرضه مليشيات لحوثي الانقلابية على المدينة منذ سنوات.
وأضاف في حديث مع الصحوة نت، إن التجار أجبروا على أن يسلكوا طرقا وعرة وقطع مسافات طويلة والتعرض للمخاطر في الطرقات البديلة، وانتشار النقاط والجبايات مما ضاعف التكلفة التي تضاعف معاناة المواطنين.
ولفت إلى ضعف الإقبال على الأسواق بسبب الحالة الاقتصادية التي تمر بها اليمن وتعز على وجه الخصوص نتيجة الحصار الحوثي، مشيرا إلى أن المواطنين يكتفون فقط بشراء الحاجات الأساسية منصرفين عن مستلزمات شهر رمضان بسبب تردي الوضع المعيشي.