"مظاهر استقبال شهر رمضان باهته بعدن هذا العام وليست ملفتة، وجوه الناس في الشوارع معبرة كثيراً عن الوضع" يتحدث "سامي عبد الله" (32 عاماً)، ويعزو ذلك إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية التي انعكست سلبا على معيشة المواطنين وقدراتهم الشرائية.
ويأتي شهر رمضان هذا العام في الوقت الذي تزداد فيه الظروف الاقتصادية للمواطنين سوءاً ويواصل الريال اليمني انهياره امام العملات الأجنبية لتشكل عبأ جديدا على المواطنين في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن)، وتحديد منذ أربع سنوات تفاقم الوضع كثيراً.
وقال سامي في حديث لـ "الصحوة نت"، "الناس في عدن واليمنيين بشكل عام يقاومون لتوفير متطلبات الحياة اليومية بصعوبة نتيجة الغلاء الفاحش حيث أصبح الكثير من الناس غير قادرين على شراء الأساسيات لأطفالهم ناهيك عن الكماليات".
وأضاف: "ان تدهور الوضع المعيشي تسبب بالاستغناء عن الكثير من أصناف الأطعمة التي تعود المواطنين في عدن أن تكون جزء من موائدهم الرمضانية بسبب ارتفاع أسعارها بشكل جنوني، في حين أصبحت العديد من الأسر غير قادرة على شراء حتى أبسط الضروريات".
وفي العادة ما إن يقترب شهر رمضان حتى يبدأ المواطنون بالتحضير له بشراء بعض الاحتياجات، الا ان الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة تسببت هذا العام بعزوف الكثير من المواطنين عن الشراء بشكل لافت في كثير من الأسواق الرئيسة بالمدينة.
وخلال التجول في أسواق عدن خلال الأيام الحالية، يتكون لأي شخص عابر انطباع عن الأوضاع المعيشية لسكان المدينة، حيث يظهر العجز عن الشراء في وجوه الناس بالقرب من المحلات التجارية، كل المتسوقين يبحثون عن الأرز والسكر والزيت، ويرون متطلبات رمضان جزء من الكماليات التي لم تعد موجود في حياتهم.
لا حكومة تساند المواطنين
ويعاني المواطنين اليمنيين سلسلة من الأزمات، من تسعة أعوام عقب انقلاب المليشيا الحوثية على الدولة والتي أحدثت تراجعا اقتصاديا ومعيشيا في مختلف المحافظات من دون استثناء ويعيش اليمنيين في ظل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وزاد على ذلك الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية والتي تضاعفت من نحو عام بشكل كبير.
وقال سامي – وهو موظف في قطاع خاص – "للأسف الحكومة لم تضع أي حلول جذرية لمعالجة انهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي اضافة إلى أن التجار يتخذون من شهر رمضان موسما للتلاعب بالأسعار في ظل غياب دور الرقابة عليهم".
وأوضح "ان المواطن العدني أصبح يصوم طوال العام وليس شهر رمضان فقط بسبب انعدام أبسط مقومات الحياة وصارت الحياة للأسر صعبة جراء غلاء المعيشة وتدهور العملة المحلية ليتلاشى دخل الفرد أمامها الأمر الذي زاد من معاناة الاسر".
ومازال المواطنون ينتظرون أن تحقق الوديعة السعودية التي أعلنت في مطلع مارس/ آذار الحالي، لكن يبدو ان الإصلاحات لم ترى النور ومن غير المتوقع ان تنعكس على أسعار السلع في الأسواق على الأقل في وقت قريب بالتزامن مع دخول شهر رمضان.
ركود تجاري
يقول التاجر "عبد الجبار الهميش"، ان الحركة التجارية والشرائية لم ترق خلال هذا العام في أسواق مدينة عدن إلى المستوى المطلوب حيث شهدت المدينة ضعفا في إقبال المواطنين على شراء البضائع والمواد الغذائية والاحتياجات المطلوبة لشهر رمضان المبارك.
واضاف - وهو تاجر مواد غذائية - في حديث لـ "الصحوة نت"، "ان القدرة الشرائية لدى المواطن العدني تراجعت بشكل كبير جدا مقارنه في الأعوام السابقة".
وأشار إلى "أن كثير من المواطنين أصبحوا اليوم غير قادرين على شراء معظم احتياجات شهر رمضان التي اعتادوا على شرائها كل عام بسبب تردي أوضاعهم المعيشية وارتفاع اسعار السلع اضافة الى عدم صرف المرتبات بشكل منتظم وغياب فرص العمل".
ولفت التاجر الهميش "ان الأصوات المألوفة التي تسمعها هذه الأيام في الأسواق هي عبارات التوسل والرجاء لأصحاب المحلات بتخفيض الأسعار، وحسرات الألم لأرباب الأسر الذين اصبحوا عاجزين عن توفير متطلبات شهر رمضان لأطفالهم".
ودعا، الحكومة والمجلس الرئاسي الى العمل بجدية للحد من معاناة المواطنين ومعالجة وضعهم المعيشي والاقتصادي مطالبا التجار بمراعاة الناس والبيع بأمانة وعدم رفع الاسعار أكثر من اللازم، والتحلي بالمسؤولية الأخلاقية تجاه معاناة الناس.