ثلاثة أمور أغلق الحوثي بها على نفسه، و سجن نفسها بها، و في الوقت ذاته أقفل كل قنوات التواصل، و نسف أي نقاط التقاء..!!
ارتهن الحوثي كلية في أحضان ملالي طهران، فلا ينفك عن مشيئتهم قيد أنملة، و يتعاطى معهم على طريقة اتبعني و أنت أعمى !
لقد مضى يعتقد كل خرافات ملالي كسرى في طهران، و تنكر لهادويته، كما تنكرت الهادوية للزيدية من قبل، و أخذ الحوثي يتقبل بطاعة عمياء، و تقليد أخرق كل ما تفرضه عليه ملالي كسرى من خرافات الحوزات، و الحسينيات، و ما يسمى التطبير مما لم يكن موجودا حتى لدى جارودية الزيدية، لكنه تقليد التابع الأعمى:
يقلدون أفاعيل الإمام و لو
رأوه يرفس من صرع به رفسوا
هذه التبعية المطلقة لملالي كسرى لا تتيح قناة لأية إمكانية للتواصل و التفاهم و الحوار، فهم قد أغلقوا على أنفسهم، و سلموا أمرهم؛ و لذلك تراهم يغلقون الأبواب أمام كل مبادرة، و ليس في جعبتهم إلا الرفض أو شروط التعجيز التي تبرمجهم عليها طهران.
و أمر آخر يرد في إطار الحالة النفسية المستعصية، حيث أن النفسية الحوثية مشبعة بخرافة ما تزعمه من الحق الإلهي في الحكم.
و الأوهام حين تسكن نفسية ما، فإنها أضر على صاحبها، و على أسرته من كل الأمراض العضوية، فما بالك و عائلة الحوثي تستجر و تتوارث هذه المزاعم و الخرافات منذ قرون؟
ترى الحوثية اليوم- من عمق هذا الوهم الذي تعيشه -أن على اليمنيين أن يقروا و يعترفوا لها بما تزعمه من أحقية الحق الإلهي في الحكم، و أن يقروا سلفا أنهم عبيد، و في أحسن الأحوال أنهم زنابيل- تفضلا من وهمهم أنهم خففوا التحقير- و أن عليهم يسلموا لهم بكل شيئ و لا ينازعونهم في أمر، فالأرض و من عليها من ناس مِلْكية حصرية للحوثي..!!
و ملالي طهران توظف هذه الأوهام لمأٓربها؛ أولا لاشتراكهم بهذه المزاعم و الخرافات، و الأهم لإشعال حروب استنزاف في دول الجوار تمكينا لمشروعها التوسعي، التي قد تهادن أو تتمسكن- أحيانا- بهدف تمريره.
و هذه الأوهام و الخرافات الحوثية حواجز و موانع أمام أي جسور للتواصل و الحوار أيضا.
أما السلام، و هو ثالث الأمور؛ فالحوثي- و من خلفه و أمامه كسرى طهران- يرى في السلام خطرا يهدد الحوثية، و يهدد حضورها. ذلك أن هذه الخرافات و الأوهام الحوثية يرفضها اليمنيون بجملتهم، إلا نسبة ضئيلة تمثلها الفئة الحوثية لا غير، و حين يدخل اليمنيون عملية السلام الحقيقية، فإن هذه الفئة الحوثية ستجد نفسها في بحر تتقلص فيه و تذوب، خاصة و أنها قد كشفت عن سوءاتها و عرفها اليمنيون، و جربوها في مناطق وجودها و كيف نشرت البؤس و الجهل و أعلنت الاستعلاء و الجبروت، هذا وهي في حاجة أن تسترضي الشعب اليمني؛ لتستكمل انتشارها، فكيف ستتعامل معهم لو تم لها ما تريد من سيطرة و حضور..!؟
هذه الثلاثة الأمور تجعل الحوثي يغلق كل سبل الحوار، و يهدم اي جسر للتواصل، و ينسف أي نقاط اتفاق، و أمر رابع لا يخفى على كل حصيف، و هو أن كسرى طهران لا يريد سلاما يستقر في البلاد من حوله، فاستقرار المحيط يعرقل مشروعه التوسعي، و أطماعه المبيتة.
و إذن، فإن على اليمنيين أن يسدعوا أيام حصار السبعين لاستدعاء روح المقاومة، و روح الوحدة و الاتحاد بصف جمهوري واحد، يباشر عمله في الميدان و الجبهات، لا في الكلام و الأقوال.. و ما النصر إلا من عند الله.