هكذا تبدو أرصفة الفقر والمجاعة، شاهد إدانة على وحشية مليشيات الحوثي الإرهابية، مواطنون يتكومون، في الشوارع والأزقة والحارات، عند أبواب منازلهم يقبعون مثقلين بالهموم والديون، وفي أسواق فقيرة يتجولون بحثا عن ما يسد الرمق ، أمل في الحياة واستعادة الدولة.
الأعمال والوظائف التي فقدوها خلال 8 سنوات من اجتياح مليشيات الحوثي الإيرانية لمحافظة الحديدة، واحالت سكانها إلى تجمعات سكانية يعرش الفقر والجوع في احيائهم السكنية بلا كهرباء ولا رواتب ولا خدمات، بعد أن صادرت مليشيات الحوثي كل مقومات الحياة، وحولت كل ايرادات الحديدة والأموال التي نهبتها من قوت المواطنين وحقوقهم، وانتزعتها من جلودهم وأفواههم، إلى فلل وسيارات فارهة وشركات وأرصدة لعناصرها، التي دخلت الحديدة بحذاء واحد وملابس مهترئة.
المعلم يموت جوعا
مشهد، يومي دامي ومؤلم اخذ، يتسع بشكل موجع يعكس حالة غياب المواطنة التي باتت مسحوقة ومهدورة الكرامة والحياة، في ظل سلطة وسطوة مليشيات الحوثي الارهابية، فعشرات الآلاف من موظفي الحديدة صاروا يكابدون حياة بالغة القسوة بعد أن فقدوا رواتبهم.
يقول محمد خادم سعيد وهو مدرس في إحدى مدارس مدينة الحديدة "الواقع مؤلم وخاصة في قطاع التعليم، فنصف راتب سنوي يمثل انتهاكا لقرابة 24 الف معلم في الحديدة ومحاولة إذلاله، يسقط البعض منهم واقفا أمام تلاميذه من شدة الجوع، وهناك المئات من المعلمين يبيعون الحلويات داخل المدارس التي يدرسون فيها.
ويضيف "البعض الآخر ذهب إلى سوق العمل يبحث عما يسد الرمق لأطفاله وخاصة في شهر رمضان ينكسر العديد من المعلمين والموظفين في الحديدة أمام طلبات أطفالهم، بعد أن عجزوا تلبيتها.
ويضيف محمد، "هناك مديريات يستلم فيها بعض المعلمين راتب من الحكومة الشرعية ويتحول بفعل تلاعب مليشيات الحوثي بالعملة الوطنية الى نصف راتب ، وفي بعض المديريات يستلم فيها المعلم نصف راتب سنوي من المليشيات ، بينما الاموال تتدفق الى زعماء وقادة المليشيات ومشرفيها .
الكهرباء ايرادات ووقود لتسمين قادة المليشيات
اما موظفو الكهرباء والماء فيحكي محمد، عبد الله علي ، عن مأساة موظفين تنهب فيها ايرادات الكهرباء لصالح قادة مليشيات الحوثي ومشرفيهم بينما يذهب الفتات الى موظفين باتت رواتبهم لاتكفي لسد رمق عائلاتهم ، وخاصة مع اقتراب شهر رمضان ، يعجز محمد من توفير كيس دقيق لاطفاله.
مشهد آخر من مشاهد المأساة المتكدسة في مختلف أحياء مدينة الحديدة المسيطر عليها مليشيات النهب والفيد، حيث أقدمت مليشيات الحوثي بنهب عدادات الكهرباء من امام منازل المواطنين الى أعمدة الإنارة، وذلك ليسهل على مليشيات الحوثي التلاعب بالعدادات.
يقول المواطن، خالد الوصابي ، خلال هذه الأيام أقدمت مليشيات الحوثي على نهب عدادات منازل المواطنين وتحويلها الى اعمدة الانارة بهدف منع سرقة التيار بحسب ما تقول مليشيات الحوثي في وسائل اعلامنا بينما هي من تمارس سرقة المواطنين هي من تسرق الكهرباء العامة وتحولها الى تجارية ، وتسرق الخط الساخن ، هي من تسرق ايراداتها ، هي من تتلاعب بالوقود وهي من تفرض رسوم جائرة ورفعت سعر تكلفة الكيلو واط الى 300 ريال بعد ان كان سعرة 8 ريال قبل ثمان سنوات ، بالرغم من تدفق الوقود باتجاه ميناء الحديدة وانتهاء مبررات ماكانت تقوله المليشيات الحوثية عن الحصار.
ويمضي خالد الوصابي بالقول " الاف المواطنين لم يعد قادرين على دفع تكلفة الكهرباء فمتوسط التكلفة تصل الى 30 الف ريال بينما دخل بعض المواطنين باجر اقل من ذلك او اكثر بقليل وهو ما يعني بان صيفا قاتلا سيواجه سكان الحديدة ، ابتداء من شهر رمضان.

ضمان الفقراء إلى بطون المشرفين
مشهد الموت اليومي وعمليات النهب لم تتوقف هنا، يقسم صالح عبده المهد ، بان بعض مستحقي الضمان من العجزة ممن تكفلت المنظمات لدفعها اقدمت مليشيات الحوثي غلى نهبها بدعوى ان مقاتليها احق ، فمستحقي الضمان ممن يتقاضى 17 الف ريال تنهب عليهم المليشيات 10 الف ريال ، ليعود منكسرا وشاهدنا عجائز ومسنيين يبكون عند بوابة شركات الصرافة .
ايرادات في مهب المجهود الحربي
تتوزع مليشيات الحوثي الارهابية منهوبات الايرادات من الجمارك التي وصلت خلال الاشهر الاخيرة منذ الهدنة الى قرابة 300 مليار ريال ، اضافة الى 45 مليار من الزكوات ومئات المليارات من الضرائب والرسوم الغير القانونية التي تعددت وتنوعت كجباية في مواسم تمارس المليشيات الحوثية تحت سقفها نهب مدخرات ومعيشة المواطنين وحولت حياتهم الى جحيم لايطاق.
أعمال الخير في مرمى الإرهاب الحوثي
امعانا في سياسة التجويع والعقاب الجماعي التي تفرضه مليشيات الحوثي الارهابية على ابناء الحديدة ، اقدمت المليشيات الى مصادرات واغلاق مؤسسات وجمعيات خيرية وانسانية كانت تصنع الفرحة للأسر الفقيرة في شهر رمضان والاعياد ، لكن مليشيات الحوثي صادرت العشرات من هذه المؤسسات والجمعيات واختطفت المسؤولين عنها ولاتزال تلاحق بعضهم واغلقت ابواب الخبر الرمضاني في وجوه المواطنين ، وفي المقابل استنسخت مؤسسات وجمعيات تنفذ سياستها في مصادرة الاغاثة الانسانية التي باتت تعتبرها من اهم روافد دعم مجهودها الحربي ، بينما تنفذ مؤسسات تابعة لها برامج لجمع الاموال وتكديسها لصالح مشاريع التصعيد العسكري ومصالح قادتها الذين يقتسمون هذه الاموال التي اجتزأتها من عرق وجبين المواطنين.
اجراءات قمعية
مع اقتراب شهر رمضان المبارك قالت مصادر محلية بمحافظة الحديدة ، بأن مليشيات الحوثي استحدثت جهازا أمنيا يتبع شرطة الحديدة تحت مسمى الشرطة المجتمعية ، وأضافت مصادر أمنية بأن مليشيات الحوثي أبلغت عقال حارات مدينة الحديدة ، القيام بتوعية المواطنين بخاطر امتلاك هواتف حديثة بيد الشباب ، وكذا الابلاغ عن اي جهة تجارية او شخصية تقوم بتوزيع الاموال للأسر الفقيرة في الحارات دون معرفة مليشيات الحوثي ، واكدت هذه المصادر بان قيادات مليشيات الحوثي اقرت في اجتماعات استدعت فيه عقال الحارات بخطر هذه التحركات الرمضانية ، التي وصفتها بالمشبوهة ، وكذا مراقبة مالكي التلفونات الشخصية الحديثة ، وتبرر المليشيات بإجرائراتها القمعية هذه ، بأن هناك مؤامرة في إيصال هواتف بأرخص الأثمان لا يدي الشباب في مناطق سيطرتها ، وكشفت مصادر بأن مليشيات الحوثي كونت لجان مجتمعية للإبلاغ عن ذلك وهدفها كما تقول حسب تعبيرها ، توعية المرجفين في اشارة لمعارضيها وفي الواقع بحسب هذه المصادر بان يصبح المواطنين وعبر هذه اللجان جواسيس على بعضهم البعض ، يأتي ذلك في إطار المخاوف من اندلاع ثورة ومحاولة المليشيات الحوثية من رفع وتيرة قبضتها الأمنية.

مساجد حولتها المليشيات الى ثكنات
ولأهمية المساجد في شهر رمضان في الحديدة التي كان المواطنين يشعلونها بالذكر والصلوات والتراويح والافطارات الجماعية ، تشن مليشيات الحوثي الإرهابية حربا منظمة ضد المساجد في الحديدة .
فأكثر من ٦٣ مسجدا تعرضت منذ اجتياح مليشيات الحوثي لمحافظة الحديدة لعمليات التفجير والتلغيم والقصف وتحويل بعضها ثكنات عسكرية بينما شنت حربا على ائمتها وخطبائها ومؤذنيها قتلا وقنصا واختطافا تاركة ومرتاديها من المصليين تقتلهم ركعا وسجدا تاركة في صدور ذويهم فاجعة الموت والفقد والرحيل ومساجد حيس والتحيتا والدريهمي وبعض من مديريات الحوك والحالي كانت عرضة لهذه الانتهاكات التي طالت بيوت الله وهو ما يؤكد بأن مليشيات الحوثي الإرهابية انتهكت كل مقدس وطالت أيادي الاجرام فيها دم اليمنيين ومصاحفهم ومساجدهم تنفيذا للمشروع.الفارسي الإيراني وكل الاجندات الأجنبية بالرغم من كل الشعارات المفضوحة التي ترفعها مسيرة الخيانة والعمالة والاجرام .
وليس آخر، تضاعف مليشيات الحوثي من اجراءتها القمعية بحق قرابة 3 مليون ونصف المليون نسمة خاصة في مناطق سيطرتها ، حيث فقد المواطنين الاجواء الرمضانية الشفيفة التي تزدهر فيها المساجد كاماكن عبادة ودعوات للتراحم واعمال البر والخير والاحسان ، لتحولها مليشيات الحوثي للجميع الاموال وتصدير قيم القبح والحقد والارهاب والشتم واللعن لليمنيين والتحريض عليهم في عمل اجرامي وممارسات ارهابية تضاعف من حجم الكارثة الانسانية التي باتت تسحق محافظة صارت فيها الحياة صعبة والموت سهل.