مساع حوثية للسطو على استثمارات نادي "شعب إب" وسط رفض وتنديد رياضي ومجتمعي كبير

مساع حوثية للسطو على استثمارات نادي "شعب إب" وسط رفض وتنديد رياضي ومجتمعي كبير

تحاول قيادات عليا في مليشيا الحوثي، السطو على أراضي واستثمارات تابعة لنادي شعب إب أحد أبرز الأندية الرياضية في اليمن، في الوقت الذي تشهد الحياة الرياضية بالمحافظة انهيارا وشلل تام، منذ احتلالها  في منتصف أكتوبر 2014م، وحرمانها لجميع الرياضيين من ممارسة أنشطتهم وفعالياتهم الكروية والرياضية المختلفة.

ومؤخرا أبلغ مكتب الأشغال بمديرية الظهار بمدينة إب، الخاضع لمليشيا الحوثي، المستثمرين في سوق "الجملة" بمدينة إب التابع لنادي شعب إب، بأن عليهم مغادرة السوق والانتقال إلى سوق "اللواء الأخضر" في منطقة "السبل" غربي مدينة إب، والتابع لأحد المستثمرين من قيادات مليشيا الحوثي، في الوقت الذي تم تهديد التجار بإخلاء السوق بالقوة بعد يومين من تلقيهم الإشعار الحوثي.

مطالبات مليشيا الحوثي من التجار وأبناء مدينة إب، قوبلت بالرفض المطلق، خصوصا وأن المليشيا بررت أن هدفها من نقل السوق بأنه سبب رئيسي في الاختناقات المرورية والزحام الذي تشهده المدينة، في الوقت الذي لا علاقة للسوق بالاختناقات والزحام المروري، كونه في موقع منفصل تماما ويرتاده الأهالي منذ أوقات الصباح بشكل يومي، وهو الأمر الذي يمكن أن يشاهده أي زائر للسوق ويدرك أن الزحام له أسباب أخرى لا علاقة لسوق الجملة بها إطلاقا.

أطماع قيادات حوثية

مصادر مطلعة أكدت أن الهدف من محاولة نقل السوق، تتعلق بأطماع لقيادات حوثية عليا تسعى للسطو على أرضية السوق الذي يقع في قلب المدينة التي تعد فيها الأراضي الأغلى والأعلى قيمة دون سائر المدن اليمنية بل، حيث يصل فيها قيمة القصبة / اللبنة الواحدة في مكان السوق لأكثر من مائتي مليون ريال، وهو ما يجعل مطامع القيادات الحوثية كبيرة ولا تتوقف عن نهب الأرض التي تعد من أملاك واستثمارات نادي شعب إب الرياضي الثقافي.

المصادر أشارت إلى أن السوق الآخر الذي يراد نقل التجار إليه، تابع أيضا لقيادي حوثي ويسعى لجمع التجار تحت نفوذه واستغلالهم ماديا، وبذلك تحقق قيادات المليشيا أهدافا عدة من خلال كسب مكان وأرضية السوق القديم وإحياء السوق الجديد التابع لأحد قياداتها.

رفض كبير

رياضيو محافظة إب ونجومها الكبار، كانوا في صدارة الرافضين لتلك المطامع الحوثية وأعلنوا رفضهم المطلق لما تسعى إليه قيادات المليشيا التي أكدوا أنها متورطة بصفقات مالية وتسعى لنهب الأرضية ومصادرتها لصالح قيادات عليا.

المواقف الرياضية العالية والرافضة في ذات الوقت لمطامع قيادات المليشيا، أجبرت إدارة النادي التي كانت على علم بالمخططات وتماهت مع قيادات المليشيا التي بعضها أيضا تم تصعيدها لمجلس إدارة النادي، ضمن صفقات خلفية مشبوهة تهدف للسطو على مقدرات نادي شعب إب والذي لديه استثمارات تتعرض لحرب ممنهجة وخفية من قبل نافذين وقيادات حوثية.

الصوت الأكبر في عملية الرفض والممانعة، كان لدى كابتن المنتخب الوطني سابقا ونجم فريق شعب إب الكابتن إيهاب النزيلي، والذي أكد أن مخططات قيادات المليشيا المعينين في مناصب وكلاء المحافظة، لن تنجح بنقل سوق الجملة، مضيفا بالقول "لن يبرح المستأجرين مكانهم، خسئتم يا بائعي المقابر والذمم، شعب إب محفوظ بعين الله".

وحذر الكابتن النزيلي من يحاولون السطو على السوق ونقله في تأكيد منه على مواقف جميع الرياضيين بالمحافظة وكل المواطنين على المطامع الرامية للسطو على مقدرات وممتلكات نادي الشعب.

وقال النزيلي، في منشور له بصفحته بموقع فيسبوك، "المصيبة الاكبر ان سوق السبل لا يصلح حتى لبائع جملة واحد من متعهدي سوق الجملة الثمانية.."، مشيرا إلى أن السوق الجديد الكائن في منطقة السبل غرب إب، "بسط على شارع عام وضمه للسوق بمباركة بعض من وكلاء المحافظة ومكتب الاشغال وسكوت ناشطي إب"

نهب مستمر

وعدد الكابتن النزيلي العديد من مساوي وعيوب السوق الجديد، بالقول : شروط الترخيص مخالفة للقانون متحديا منهم أن يثبتوا غير ما ذهب إليه من مخالفتهم للقوانين واللوائح اليمنية، منوها إلى أن "مدخل سوق السبل على ممر سائله كبيره وضخمة"، لافتا إلى أن الشيء الوحيد الذي يميز سوق السبل أن صاحبه أعطى رشاوي للجميع مضيفا : "صاحب السوق الجديد مدعوم من بعض المسؤولين ، وقد خسر بترخيصه ملايين".

الكابتن أحمد رامي حارس نادي شعب إب سابقا، ومدرب حراس الفريق الأول بنادي الشعب، أكد أن المشكلة تكمن في السرق من وكلاء ومدراء عموم والذين قال بأنهم "لم يشبعوا من النهب" مشيرا إلى أن شهر رمضان على الابواب وأنهم يشتوا مصاريف ـ في إشارة منه لقيادات المليشيا ـ والذين قال بأنهم لجأوا لمثل هذه الأفكار الفاشلة، مختتما بالقول "سوق الجملة ملك شعب إب وهو "خط أحمر".

مخططات لن تمر

الكابتن عبدالسلام الغرباني نجم خط الوسط في فريق شعب إب سابقا ولاعب المنتخب الوطني سابقا، قال "كان الأحرى بوكلاء المستثمر، اقصد وكلاء المحافظة تقديم خدمة أبناء اب وتقديم مصلحة المواطن علي مصلحتهم الشخصية بخلق تنافس بين المستثمرين لتقديم افضل وارخص الاسعار للمواطن، لا ان يساهموا في إبعاد السوق عن المواطن فترتفع اجوار النقل فيرفع التاجر السلعة ويتحملها المواطن الذي ليس له ذنب الا جشع أصحاب القرار".

وأضاف الكابتن الغرباني في صفحته بموقع "فيسبوك"، أن من يخطط لنقل السوق وما وراء النقل، لن يستطيعوا عمل شيء، مشيرا إلى أن أبناء المحافظة لن يسكتوا ولن تمر مصالح من يقف خلف مخطط النقل، على رجال وأبناء المحافظة الشرفاء، متوعدا بالتصدي لتلك المخططات بالقول : "لن تمر هذه الأفعال مرور الكرام ما دمنا نمشي علي الأرض".

المسؤول الإعلامي لنادي الشعب محمد مزاحم، نشر في صفحته موقف إدارة النادي الرافضة للمخطط الرامي لنهب الأرضية واستثمارات النادي، حيث أكد أن السوق الجديد "اللواء الأخضر" الكائن جوار مصنع الخير بمنطقة السبل بمدينة إب، ونظرا لعدم الإقبال عليه من قبل تجار الجملة منذ افتتاحه، ما دفع المستثمر للسعي لنقل سوق الجملة التابع لنادي شعب إب الرياضي والثقافي إلى السوق التابع له.

مبررات واهية

مشيرا إلى أن مبرراتهم أن سوق الجملة الخاص بنادي شعب إب سبب رئيسي في الازدحام الحاصل، وأن نقله إلى السبل سوف يحل من الأزمة..!، متناسين ان السوق يعد مصدر الدخل الأول للنادي، وقد تم تسويره من كافة الاتجاهات والدخول إليه لا يتم الا عبر بوابة رئيسية، وبالتالي حجة ان السوق يتسبب بالازدحام منعدمة..، مشيرا إلى أن السوق يوجد إلى جواره سوق للقات مفتوح على مصراعيه.

وأكد "مزاحم" أن إدارة شعب إب وقفت أمام المذكرة المرفوعة إلى وكلاء وعقال سوق الجملة بالظهار، بنقل السوق إلى السبل، واتخذت حيال ذلك الإجراءات الهادفة للوقوف بحزم ضد كل من يستهدف النادي وممتلكاته.

الناشط الإعلامي البارز إبراهيم عسقين، ذهب بتفصيل أكثر لما يحاك ضد ممتلكات النادي، مرفقا صورا عدة لما ذهب إليه، حيث تحدث عن حيثيات المحاولات الرامية لنقل سوق الخضار المُستأجر من نادي شعب إب الى مكان اخر، والذي يتم بتواطؤ من عدة اشخاص ومن عدة جهات لبعض مصالحهم الشخصية.

وأرفق الناشط "عسقين" صورة تظهر أن المكان شارع عام حسب المخطط بعرض 14 متر غير أن صاحب السوق الجديد ضمه للسوق، ثم ما ان لبث وعمل بوابة وبالتالي قضى على الشارع ثم قام بصبه ورصفه ضمن املاكه بتواطؤ من مكتب الاشغال العامة".

وأرفق الناشط "إبراهيم عسقين" صورة أخرى تظهر ممر لسائلة كبيرة حيث قام المستثمر بردمها وهي المدخل الرئيسي للسوق دون أي مراعاة لمخاطر السوق وأرواح وممتلكات المواطنين، مؤكدا أنه لا توجد أي معايير قانونية أو فنية للسوق وبدون مواقف سيارات وإجراءات السلامة معدومة، لافتا إلى أن هذا المشروع محاربة للمنشأة العامة وهي سوق نادي الشعب واستبدالها بمنشأة خاصة.

وأوضح "عسقين" أن الازدحام المروري قرب منطقة السوق أشد من الازدحام عند سوق نادي الشعب، لوجود منشآت حيوية هامة وعدد كبير من المستشفيات الأهلية ومطاعم بالجملة وغيرها من المنشآت، فيما لفت إلى أن تراخيص انشاء السوق غير قانونية ومخالف لكل القوانين مجددا تحدي ذهب إليه الكابتن وليد النزيلي، بأن يثبتوا أن ترخيص السوق قانونية.

سمسرة صفقات

 الكاتب والأديب أحمد طارش خرصان، تساءل بالقول: ترى ما السر في صحوة الحرص المفاجئة لمن أو عزوا لمدير أشغال المنطقة لمخاطبة سوق الجملة ومسؤوليه بهكذا نبرة حادة، دون اعتبار لنادي الشعب وضياع فرص بقائه متماسكاً في هذا التوقيت السيء...؟ وكيف تبدل الموقف الذي كان خاطئاً أيام سوق السقاف ـ في إشارة منه لمحاولة سابقة مشابهة جرت منذ عامين باءت بالفشل ـ، وصار اليوم صائباً وواجب التنفيذ الفوري...؟

وأضاف خرصان، "على نادي الشعب الدعوة لاجتماع عاجل لمناقشة هذا الاستهداف واتخاذ الخطوات والإجراءات وبما يحفظ استثمارات النادي من العبث والفوضى... ننتظر موقفاً تجاه ما يخطط له".

لم يقتصر الأمر، على رياضيي محافظة إب وتعدى الأمر، إلى رفض محلي واسع من كل شرائح المجتمع الإبي، حيث وصف عبدالوهاب فارس، الوضع بأنه عبارة عن "سمسرة صفقات وشراكات وعائدات تم التخطيط لها منذ نشوء فكرة استحداث الاسواق الناشئة بمنأى عن الاصلح للمجتمع وما التحضير والاعداد لفكرة عقد اجتماعات رسمية في ظاهرها الرحمة والصالح العام وباطنها العذاب العام والصالح الخاص مجرد تحصيل حاصل لرفد جيوب الفريق المخطط والمنفذ بالعائدات المستهدفة".

أما الناشط محمد السادة، فقد تحدث عن مبررات النقل التي جاءت بهدف التخفيف من الزحام، حيث قال عنها بأنه "عذر اقبح من ذنب" مؤكدا أن سوق الخضار تكون حركة الذروة فيه صباحا وسوق القات وقت الظهر، في إشارة إلى الزحام المتسبب به سوق الظهار "سوق القات".

 متسائلا بقوله: ما الربط بين الاثنين؟ ونحن نعلم وكل الناس أن أي مكان فيه سوق قات ولو اربعة او خمسة دكاكين يعمل زحمة، لافتا إلى أن "كل مكان فيه زحمه بطول اليمن وعرضها سببه سوق قات وليس سوق خضار وفواكه جملة وليس تجزئة، فعجبي لهذا العذر، مؤكدا أن ما يراد له، "يتطلب تكاتف ادارة النادي مع الأعضاء" للوقوف ضد تلك المخططات.

وبين الرفض المطلق من قبل جميع أبناء محافظة إب، وفي مقدمتهم لاعبو فريق شعب إب قديما وحديثا ومحبو النادي، وبين المطامع الحوثية لقيادات المليشيا يبقى الصراع مفتوحا وعميقا وإن أغلق بفعل الرفض الشعبي، فستعود الأطماع بوسائل أخرى لن يكتب لها التوقف إلا بإنهاء الإنقلاب الذي جاءت به المليشيا الحوثية، وانعكس خرابا على كل مناحي الحياة وممتلكات الشعب العامة والخاصة.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى