الزلزلة التي حدثت في تركيا وسوريا و شاهدناه نحن البشر في كل المعمورة عبر شاشة صغيرة وبذاك الرعب والصور المتناقضة التي تخرج من بين الدمار الذي حدث بثواني لنرى هلع وحزن وذعر وسرور تقدم لنا صورة مكثفة للحياة وتقلباتها والانسان والحنان والعاطفة بين الناس وحتى بين الإنسان والحيوانات الأليفة وكل المتناقضات أو التي تبدوا كذلك.
فهذا الدمار يصنع بنفس اللحظة حالة فرح كبيرة فنجاة طفلة أو أسرة من بين الأنقاض تعد ولادة جديدة من رحم الدمار تحدث فرحة عارمة فكل شيء يحمل نقيضه بصورة أو بأخرى.
كما أن صورة من الدمار الخاطف يظهر القوى الكامنة فيما لا نراه ولا ندركه كما يوضح هذ الحدث المهول حقيقة المآل والمصير.
ويلفت النظر الى حقيقة ان الكون مهيأ ليتحول ويتغير بلحظة وأقل من لحظة رغم ضخامته وعظمته.
هذه الأحداث التي تذهل أمامها البشرية وتنسى غطرستها الكاذبة وادعاء القوة تشير فيما تشير الى حقيقة (الزلزلة) الكبرى للكون وليس للأرض أو جزء من الأرض فحسب فكل بحر وبر و مجرة ونجم وكوكب يحمل داخله عوامل الزلزال والانفجار والفناء العظيم الذي يكون فاتحة مرحلة جديدة لحياة كونية مختلفة و التي لا يحيط بها احد سوى الله في علاه.
فالأحداث الكونية تبقى كائنات بحد ذاتها وآيات تحمل داخلها كثير من التناقضات الغامضة والأسرار المتداخلة الألوان التي تحمل عوامل الفناء والوجود والموت والحياة.
وما بين ( كن ) و(كان) تظهر عظمة الخالق و احاطة القدير المقتدر وبينها حقارة المخلوق وغرور الإنسان الذي يبقى رغم ضعفه سيد المخلوقات ومحور الكون لما يملك من حاسة الإدراك وقابليته للمعرفة والحوار. ولله في خلقه حكمة وشؤون.