تواصل مليشيات الحوثي الإرهابية حملات نهب وجباية بصورة غير مسبوقة في محافظة الحديدة، مستهدفة كل البائعين من تجار الجملة والتجزئة ومالكي البسطات والدكاكين الصغيرة، حتى بائعات اللحوح وشجر السواك لم يسلموا من تلك الحملات.
وقالت مصادر عاملة في أسواق الحديدة لـ" الصحوة نت"، إن مليشيات الحوثي كثفت منذ بداية العام الجاري إرسال عناصرها المكلفون بأخذ الجبايات بشكل كبير إلى أسواق مدينة الحديدة وكذا أسواق عواصم المديريات، مما انهك الباعة والمواطنون الذين يعيشون ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة.
وأكدت المصادر أن قيادات حوثية قدمت من صنعاء هي من تدير حملات النهب والفيد والجبايات، بالتعاون مع القيادات الحوثية من أبناء محافظة الحديدة، تحت لافتات دعم المجهود الحوثي والمناسبات التي لم يسمع بها ابناء تهامة، وبدأت بالبساطين بشكل عام في حي الكورنيش وحتي بوابة سوق المحوات.
واوضحت أن مليشيات الحوثي اختطفت خمسة بائعين بعد رفضهم دفع اتاوات كونها تؤخذ من رؤوس اموالهم البسيطة التي لا تفي بتوفير لقمة عيش لأطفالهم، في حين تمارس المليشيات سياسة التجويع وأعمال النهب والسلب بحق أبناء الحديدة، ابتداء من نهب أراضي تهامة وسرقت موارد موانئ الحديدة وابتزاز الشركات التجارية والبيوت التجارية والمزارعين والرعاة وحتى اصغر بائع في تهامة.
وأشارت هذه المصادر بأن مليشيات الحوثي حددت مبالغ جباية على مختلف المبيعات، حيث أجبرت مالكو بسطات الخضار، وبسطات الملابس، وأدوات الصيد، والشوايات، وباعة الاسماك، ومفارش تخيط الأحذية وبائعو شجرة السواك والخبز واللحوح على دفع مبالغ متفاوتة بشكل يومي، كما شملت تلك الحملات الحوثية اسواق شعبية مثل سوق السلخانة، سوق الجنبية، وسوق جولة شمسان ، سوق الصبالية.
كما شملت حملات الجباية الحوثية المطاعم والمحلات التجارية وأسواق القات والمواشي، ولم ينجو من حملة النهب والجباية الحوثية ،أصحاب الدراجات النارية حيث يتم ايقاف ومصادرة دراجات المواطنين ، ولا يستطيع استعادتها الا بدفع مبالغ مالية كبيرة مع تعرض بعضهم للضرب والإهانة.
وأوضحت المصادر أن العناصر الحوثية المكلفة بأخذ الجبايات تستخدم كل أساليب البلطجة والانتهاكات، حيث تعرض عشرات الباعة الذين يرفضون الدفع للنهب والضرب والاعتقال دون أن يحرك المتحوثين من قادة المحافظة ساكنا ازاء شكاويهم التي رميت في ادراج ارهاب مليشيات الحوثية.
ووصف المواطن عبد الله شوعي وهو احد البائعين الذين فروا من مديرية الميناء التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي ، الى مديرية الخوخة المحررة ، بأن ما يحدث في الحديدة كارثة انسانية تحدث وسط كل المتحوثين من ابناء تهامة الذين لاذوا بالصمت بعد ان صيرتهم مليشيات الحوثي الى لافتات من خلالهم تمارس عمليات النهب والسطو والجبايات لحساب قادة جماعة الحوثي في صنعاء ولحساب مشروعها الارهابي وتنفيذا لأجنداتها الايرانية على حساب عرق جبين ابناء الحديدة الذين تنهب ايراداتهم وثروات محافظتهم بينما يتدفق الالاف من ابنائها الى قاع الفقر والحرمان والمجاعة .
وكان بائعون أكدوا لـ"الصحوة نت" بأن المحاكم والنيابات وأقسام الشرطة في مدينة الحديدة أصبحت بيد الحوثيين ولم يعد المواطن يلجأ اليها لأنه يعلم انه لن يجد من يحقق له العدالة، وأضحى مجبرا لتحمل كل أصناف الانتهاكات كون عمله هو ملجأه الوحيد لإنقاذ أطفاله من الجوع.
وكشف مصدر في نقابة المحامين أن المحاكم والنيابات وأقسام الشرطة جميعها في خدمة مليشيات الحوثي وتعمل لحمايتهم، ولا تأبه لشكاوى المواطنين المتضررين من حملات النهب والجباية التي تهدف إلى إفقارهم وتجويع اطفالهم، بهدف إجبارهم على الذهاب للجبهات مقابل إطعام أطفالهم بالفتات.
وقال إن المليشيات الحوثية اعتقلت ثلاثة محامين بسبب تقدمهم ببلاغات للنيابات والمحاكم في قضايا شكوى بعض المواطنين من تلك الحملات، لافتا إلى ان أغلب المحامين والقضاة يعملون لصالح مليشيات الحوثي، في حين عينت المليشيات امناء يعملون لصالحها كأمثال امين الأمناء في المربع الجنوبي والذي يسيطر علي كل الأمناء المدعو عبدلله حماس، والنائب له ابراهيم علي زخم ، وكذا عبده دواد بقش، وعبدلله حسان عبره، وهكذا في كل مربع في مدينة الحديدة.
ومنذ انقلابها على الشرعية جنت مليشيات الحوثي الارهابية مليارات الدولارات من الإيرادات الزكوية والضرائب العقارية وضريبة القات والجبايات الكبيرة التي تفرضها على المؤسسات والشركات التجار والمواطنين والطلاب، في وقت يحتاج فيه ملايين السكان إلى مساعدات إنسانية طارئة للبقاء على قيد الحياة.