حاخامات و ملالي

حاخامات و ملالي

مرة أخرى تتعرض إيران لفعل يكسر من شوكتها، أو يمرغ غرورها من قبل كيان هو نفسه يمتلئ غرورا و خسة ؛ و قد ساعده في بناء غروره؛ المحيط المفجوع، رغم أنه يشاهد بأم عينيه ما تقدمه المقاومة الفلسطينية  - المحاصَرة- من بطولات تكسر من شوكته، و تذل كبرياءه رغم الحصار .

 

   جرائم سلطة ملالي طهران التي ترتكبها بحق الوطن العربي تُمارس بشكل عدواني، و تدميري في أقطار عربية عدة.

 

   العراق، نظام مصادر، و دولة محطمة، بعد دماء سالت أنهارا في محافظاته، و مدنه و قراه !

   و لبنان تعيث الملالي فيه فسادا مفتوحا دُمِّر فيه لبنان دمارا على شاكلة الدمار الذي دمر مرفأ بيروت، و الغريب العجيب - على ذكر مأساة مرفأ بيروت- أن يأتي حليف للبنان من قديم ؛ فيسارع متطوعا بتصريح- يستبق كل تحقيق- يبرئ فيه من تشير كل الأصابع إلى أنه يقف وراء الجريمة؛ ناهيك عن غير ذلك من المعطيات و الدلائل للذراع الحاضرة لإيران .

   و أذرع إيران ؛ بل عصاباتها، لا توجد إلا للدمار و التخريب ؛ و لأن إيران حاضرة بمكر في لبنان، فهاهي لبنان تعيش بلا سلطة ؛ لأن نوابها عجزوا عبر مسلسل طويل في محاولات انتخاب رئيس للبنان بسبب واضح و تخريب متعمد من قِبل ملالي طهران يستهدف لبنان، و سط صمت الرضا، و الخذلان من حلفاء لبنان الغربيين..!!

 

   و جرائم إيران التدميرية في اليمن ماثلة للجميع، و هل بعد تدمير النفسية لدى من قبلوا ان يكونوا زنابيل تدميرا أسوأ..!؟ فعدوان إيران، و صواريخ إيران، و ألغام إيران  و مخدراتها و حشيشها و طائراتها المسيرة تتدفق إلى البلاد عبر كل المنافذ- و هي اليوم تسعى في السماح لها بمنفذ جوي غير محدود..!!

 

   فهل ستجد لها خارج اليمن زنابيل يعملون سُخْرة لصالحها؟  من يدري؟

    سلطة ملالي إيران تضع الوطن العربي هدفا لمشروعها، و تستهدف الأُسُود البيضاء فيه واحدا تلو الآخر.. و يطمح الشعب العربي أن تَثِب بقية أُسُوده بعزم تفيق به من الغفوة ، و تتحرر من التراخي و الغفلة، حتى لا يأتي يومُ ندمٍ، يقول فيه قائلها: أُكلت يوم أُكلت الأسود البيضاء..!!

 

    الكيان الغاصب لفلسطين؛ له علاقاته القوية و  المتينة - منذ زرعه في قلب الوطن العربي- مع إيران، إنما تأتي تخوفاته من أن تتطور الصناعة العسكرية لإيران و يصبح هذا السلاح بيد أحرار إيران في حال سقوط نظام الملالي .

 

   لذلك فهناك من يفكر بطريقة مختلفة تماما؛ و يرى أن تعرض إيران للهجمات الأخيرة، هدفها أن يكسب ملالي إيران تأييدا و التفافا شعبيا يحرج المعارضة الإيرانية، و يحجم حركة الشارع ضد النظام،و يرى محدودية الضربات، و انها مجرد ضربات غرضها جذب عاطفة شعبية لنظام منبوذ شعبيا.         

   ما مدى واقعية هذه النظرة أو دقتها؟ ستبرهن الأيام القادمة على ذلك من خلال كيفية و نوعية رد الملالي.

 

   يؤيد هذا الرأي الكيفية التي تناولت بها الروايات الإيرانية لتلك الهجمات و مصدرها، و الاتهمات الناعمة الموجهة للكيان الذي يحتل فلسطين، و أهم من ذلك إحجام إيران عن أي رد تتعرض معه لهجوم ما ! بدليل ذلك الرد المسرحي الذي جاء عقب مقتل سليماني،  و بدا واضحا بأنه رد جاء بإشارة خضراء حددت مكان و زمن القصف الصاروخي، و الذي واكبته حملة إعلامية تضليلية واسعة هدفت إلى إقناع الشارع الإيراني من أجل الرضا بملاليه.  

 

   مهما يكن هناك من خلاف حول البرنامج النووي، إلا أن حاجة بعض الأطراف الدولية لملالي طهران في كثير من الخدمات ماتزال قائمة، لأن هناك مساحات تخادم بينها و بين تلك الأطراف تتمسك بها كل الأطراف المتخادمة، خاصة مع خفوت ندية الحضور السياسي في المنطقة.

 

   يدرك ملالي إيران أنهم كشرطي قديم لأمريكا ؛ فإنهم يقومون في جانب من جوانب أداءاتهم بدور العصا الغليظة المستأجرة، وأنهم في جانب من جوانب أدائهم السياسي مجرد زنابيل بيد مستأجريهم؛ ليسمح لهم مستأجروهم بلعب دور القناديل في منطقة غير متماسكة، و قدراتها لا تُستخدم ، و أوراقها الفاعلة مجمدة و معطلة،و بوصلتها السياسية متخبطة.

 

   و الإيرانيون راضون بهذا الدور الذي يقومون فيه، و يرون فيه أنه يمنحهم فرصا لبناء قدراتهم، و من جانب آخر يمنون أنفسهم أن يستعيدوا يوما لعب دور الشرطي الذي كانت تلعبه إيران الشاه لصالح قوى دولية؛ خاصة و قد أنهت إيران  دور و فترة العنوان المخادع ؛ شعار الشيطان الأكبر ، كما تلاشى و تمزق شعار الموت لأمريكا لعصابة الملالي في اليمن.

 

   هناك سقف للتعامل السياسي و العسكري بين نظام الملالي، و نظام الحاخامات، حيث يتفق الطرفان عدم تجاوزهما؛ و هو ما يغدو معه استقواء أطراف بالمنطقة بنظام الحاخامات ضد إيران،  مثله مثل الاستقواء بنظام الملالي ضد كيان الحاخامات، و البديل الصحيح عن هذا التخبط ما اختصره المثل العربي: ما حك جلدك مثل ظفرك..!!

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى