قد تتعدد الخيارات أمام المرء فيحار أيها يسلك، و يكون لسان حاله حال خراش الذي ذهب ليصطاد فحار من كثرتها أمامه أيها يصيد :
تكاثرت الظباء على خراش فما يدري خراش ما يصيد!
الشعب اليمني اليوم، بنخبه و قواه السياسية و الاجتماعية و مكوناته الشبابية و المرأة ، و طبقاته الفقيرة و المتوسطة - إن وجدت - و الغنية، و ما شئتم من مسميات أخرى ، ليس لهم - أمام الوضع المعيش - خيارات متعددة، و لا بدائل أخرى متوفرة، غير خيار واحد هو - بعد توفيق الله - ما سيمثل مركب النجاة، و سيقدم أسباب الظفر .
أمام اليمنيين اتجاه إجباري للسير نحو خيار واحد؛ و هو أن يقفوا صفا كأنهم بنيان مرصوص، و أن يأتوا بكل توجهاتهم ، و أطيافهم جميعا إلى هذا الصف الذي اتفقوا على أنه الصف الجمهوري، و بالتالي يتم حشد كل الطاقات لإسقاط المشروع الإيراني في اليمن.
إيران ، و هي من تتحكم بعصابتها لا ترحب بالسلام ؛ ذلك لأنها لا تريد أن يفقدها السلام حضورها، أو هيمنة عصابتها التي تريد أن تحتفظ بها لمآرب أخرى في المنطقة . و حتى السلالة الحوثية نفسها تخشى السلام ؛ لأن من يريد أن يفرض - بقوة السلاح - نهجا منبوذا، و طريقا مرفوضا، يعلم يقينا أن رغبته و أمانيه لا يمكن أبدا أن ترى النور في حال السلام، و جو الاستقرار ؛ بل إنه في ظل السلام و الاستقرار سيتلاشى و يذوب، و يذهب أدراج الرياح.
تقلص خيارات اليمنيين إلى خيار الاتجاه الإجباري نحو خيار واحد ؛ ذلك ظرف إيجابي، و وضع مثالي في مثل الحال الذي يعيشه اليمنيون؛ لأنه - و لو حتى على طريقة مكره أخاك لا بطل - يفرض عليهم أن يقفوا جميعا في خندق واحد، هو خندق الصف الواحد الذي بوحدته - بعون الله - سينتزع الحقوق، و يحقق الأهداف ، و لأن هذا الخيار ينادي في اليمنيين جميعا بلسان الحال و المقال، و دواعي الحاضر و المستقبل أن هلمّوا إليّ و لا تقصرون.
كل المصالح و المنافع التي تراها، أو تطمح لها هذه القوى أو تلك أمام واجب و فريضة استعادة الدولة تعدّ مسائل ثانوية، بل و مدعاة للسخرية لمن يغرق في متاهات صغائرها ، و لن تقود اليمن إلا إلى متاهت بني إسرائيل، معاذ الله.
هناك خيار واحد ؛ هو وحدة الصف، و هناك هدف واحد ؛ هو استعادة الدولة، و ما سوى ذلك إلا تمزق و شتات، و إلا مزايدات محلها أسواق البضائع الكاسدة.