اتجاه إجباري

اتجاه إجباري

 

   قد تتعدد الخيارات أمام المرء فيحار أيها يسلك،  و يكون لسان حاله حال خراش الذي ذهب ليصطاد فحار من كثرتها أمامه أيها يصيد :

 

      تكاثرت الظباء على خراش   فما يدري خراش ما يصيد!

 

   الشعب اليمني اليوم، بنخبه و قواه السياسية و الاجتماعية و  مكوناته الشبابية و المرأة ، و طبقاته الفقيرة و المتوسطة - إن وجدت - و الغنية، و ما شئتم من مسميات أخرى ، ليس لهم - أمام الوضع المعيش - خيارات متعددة، و لا بدائل أخرى متوفرة، غير خيار واحد هو - بعد توفيق الله - ما سيمثل مركب النجاة، و سيقدم أسباب الظفر .

 

   أمام اليمنيين اتجاه إجباري للسير نحو خيار واحد؛ و هو أن يقفوا صفا كأنهم بنيان مرصوص، و أن يأتوا بكل توجهاتهم ، و أطيافهم جميعا إلى هذا الصف الذي اتفقوا على أنه الصف الجمهوري، و بالتالي يتم حشد كل الطاقات لإسقاط المشروع الإيراني في اليمن.

 

   إيران ، و هي من تتحكم بعصابتها لا ترحب بالسلام ؛ ذلك لأنها لا تريد أن يفقدها السلام حضورها، أو هيمنة عصابتها التي تريد أن تحتفظ بها لمآرب أخرى في المنطقة . و حتى السلالة الحوثية نفسها تخشى السلام ؛ لأن من يريد أن يفرض - بقوة السلاح -  نهجا منبوذا، و طريقا مرفوضا، يعلم يقينا أن رغبته و أمانيه لا يمكن أبدا أن ترى النور في حال السلام، و جو الاستقرار ؛ بل إنه في ظل السلام و الاستقرار سيتلاشى و يذوب، و يذهب أدراج الرياح. 

 

   تقلص خيارات اليمنيين إلى خيار الاتجاه الإجباري نحو خيار واحد ؛ ذلك ظرف إيجابي، و وضع مثالي في مثل الحال الذي يعيشه اليمنيون؛ لأنه - و لو حتى على طريقة مكره أخاك لا بطل - يفرض عليهم أن يقفوا جميعا في خندق واحد، هو خندق الصف الواحد الذي بوحدته - بعون الله - سينتزع الحقوق، و يحقق الأهداف ، و لأن هذا الخيار ينادي في اليمنيين جميعا بلسان الحال و المقال،  و دواعي الحاضر و المستقبل أن هلمّوا إليّ و لا تقصرون.

 

   كل المصالح و المنافع التي تراها، أو تطمح لها هذه القوى أو تلك أمام واجب و فريضة استعادة الدولة تعدّ مسائل ثانوية، بل و مدعاة للسخرية لمن يغرق في متاهات صغائرها ، و لن تقود اليمن إلا إلى متاهت بني إسرائيل،  معاذ الله.

 

   هناك خيار واحد ؛ هو وحدة الصف، و هناك هدف واحد ؛ هو استعادة الدولة، و ما سوى ذلك إلا تمزق و شتات، و إلا مزايدات محلها أسواق البضائع الكاسدة.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى