توفى الشيخ صادق بن عبد الله الأحمر خارج بلده وبعيدا عن قبيلته حاشد وفي وقت فيه السحب ملبدة السواد والشعب بين نازح ومكبل وثائر ،والقبيلة ذاتها مختطفة وبلا وجود ويتعمد اذلالها.
قبل موته رحمه الله جرت احداث لم تكن في البال عصفت بالمعسكر الجمهوري فمن كان يتصور من سيأتي ليفجر منازل عامرة و يسجن ويشرد ويقتل شخصيات كانت إلى الأمس القريب حاكمة ،لو قالت لها (دوري دارت) ليجدوا أنفسهم في غمضة عين بين قتيل وشريد ومقصوص الجناح وبعضهم استسلم ليعمل( دويدار) مع متمرد الأمس وامامي الماضي
كأحد اهم دورات مكر الأيام وتدابير السنن الدوارة.
وفي جه اخر مازالت المعركة مستمرة وقائمة بين مقاتلي الوطن وحاملي لواء الجمهورية التي لن تموت كقرار شعبي يتسع كل يوم مفاده ان كلفة المقاومة اقل وأشرف من كلفة الخنوع.
في هذه الأجواء مات شيخ قبيلة حاشدوالحقيقة أن الشيخ صادق الأحمر توفى إلى الله بين كل هذه الزوابع ثابتا رافضا مغادرة منزله ليعيش على عهده بين الجدران وازيز الريح في عاصمة تحولت إلى صحراء يلفها الغبار،وعوادم( المبردقين) كصورة من صور الابتلاء النازل على الشعب بما فعلت ايدي قياداته ونخبه
ومع كل هذا بقى الشيخ صادق وحيدا رابط الجأش متمسكا بشرف الجمهورية لم يهادن ولم يخنع بل مكث على طريقته يقاتل بالعصا وينتصر بالصمود الفردي ولم يتنكر لماضيه الجمهوري ففي الوقت الذي عاش فيه مكبلا ومحاصرا أصر ان يقضي ماتبقى من العمر ملفوفا ومعمما بالعلم الجمهوري متشبثا بناصية العلم وأهداف ٢٦سبتمبر والهوية الجمهورية، وهذا موقف كبير وتاريخي، ورسالة تسجل لأبرز رموز القبيلة اليمنية التي يراد تقزيمها وبعثرت هويتها الوطنية.
وهي رسالة مفادها أن إرادة الشعب لن تموت وأن ضمير القبيلة سيبقى مع روح الشعب وستعود إلى الجمهورية وان الانتفاشة التي تحترف إهانة الإنسان وتسييد العنصرية ستتبخر وتتلاشى أمام مدى الرفض الشعبي والإنتصار للجمهورية كهوية وجود لليمني و روحا لكرامته وعنوانا لشرفه،
وطال الزمان ام قصر فإن الحق سينتصر ويعاد الاعتبار للشعب والتاريخ وسيصحح الزمان مساره بمايليق بتاريخ وأصالة وروح الشعب اليمني وطموحاته بالحرية والكرامة ووطن عزيز وشرف رفيع.
رحم الله الشيخ صادق الأحمر والعزاء لاخوانه وكافة أسرته ومحبيه.