يلتزم حزب الإصلاح في محافظة حضرموت (شرقي اليمن) بالأدوات السياسية المتاحة للتعبير عن نفسه ومساندة مؤسسات الدولة، والعمل على تفعيل العمل السياسي والمجتمعي كحاجة للبناء وتوحيد المواقف الرافضة لأي محاولات للتأسيس لحالة الفوضى، انطلاقاً من رؤية الحزب العامة.
ومؤخرا تصاعدت دعوات للفوضى في مدينة سيئون، في محاولة فرض معادلة جديدة على المجتمع عبر التهديد بجر المحافظة للفوضى كخيار للحصول على مكاسب نفوذ لا علاقة لها بالاحتياج المحلي الشعبي الرافض للقفز على المكتسبات الوطنية وحالة الوفاق بين المكونات السياسية في محافظة حضرموت.
والثلاثاء الماضي 6 ديسمبر/ كانون أول، أعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، عن اصدار عدد من قرارات التعيين في مناصب ومهام عسكرية ومدنية في محافظة حضرموت، تحديدا مديريات الوادي والمنطقة العسكرية الأولي، ضمن ما يراه مراقبون إبقاء استقرار المحافظة وإفشال أجندات تسعى لتقويض هذا المسار المنتظم.
والقرارات الرئاسية الأربعة قضت بتعيين كل من، عصام حبريش الكثيري وكيلًا لوزارة الإدارة المحلية، وعامر سعيد سالم العامري وكيلًا لمحافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء، بالإضافة إلى تعيين العقيد الركن عامر عبد الله محمد بن حطيان أركان حرب المنطقة العسكرية الأولى، والعقيد الركن ناصر صالح محمد حسين الوادعي اركان حرب اللواء ١٣٥ مشاة، وكافة من تم تعيينهم من أبناء محافظة حضرموت.
موقف سياسي
سارع حزب الإصلاح في حضرموت لإعلان ترحيبه بقرارات مجلس الرئاسة اليمني، وعبر عن مباركته للتعيينات التي شملت تغيرات في الجانب المدني والعسكري، وفي بيان له "تمنى التوفيق للشخصيات الحضرمية في تلك المناصب القيادية للقيام بمهامهم على أكمل وجه لما فيه خدمة الصالح العام ولما ينشده أبناء حضرموت منهم في تعزيز الأمن والاستقرار والبناء".
ومساء الأربعاء 7 ديسمبر الجاري، شارك اصلاح حضرموت في لقاء ضم عدد من المكونات والقوى السياسية والمجتمعية في مكتب فرع حزب مؤتمر بالمحافظة، ورحبوا بالقرارات الرئاسية، وقالوا في بيان أنها "تسهم في تعزيز حالة الاستقرار والتماسك المجتمعي بمديريات الوادي والصحراء".
ودعت المكونات السياسية والمجتمعية في حضرموت، الى الالتفاف حول قيادة السلطة المحلية لتجنيب مديريات وادي وصحراء حضرموت الانزلاق نحو الفوضى والصراعات، على حد تعبير البيان الصادر عن لقاء تلك المكونات.
وتعمل القوى السياسية في حضرموت في هامش التوافق المجتمعي والسياسي، بما يسهم في تحقيق الأهداف المحلية في إبقاء الاستقرار هدف جامع خارج سياق التباينات والمواقف، وفرض السياسة كسلوك للتعامل مع مؤسسات الدولة بعيداً عن التهور الذي يقود إلى العنف وتقويض أي عملية بناء.
العمل مع المكونات
وفي هذا الإطار يأتي عمل حزب الإصلاح في حضرموت، والذي يتبنى الموقف السياسي والنقاش مع المكونات الأخرى بحثاً عن عوامل الاستقرار والتوافق وترسيخ ذلك المبدأ في التعامل مع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، العمل على إبقائها بعيداً عن اجندة النفوذ والسيطرة لتحقيق مكاسب سياسية.
وفي هذا السياق.. قال رئيس الدائرة السياسية بإصلاح وادي حضرموت، فؤاد سالم باربود "نحن في حضرموت كمكونات سياسية ومجتمعية يحصل بيننا تنسيق مشترك في كثير من القضايا الوطنية خصوصاً الأحزاب السياسية الرئيسة الموجودة، والمكونات الاجتماعية التي ظهرت خلال السنوات الماضية".
وأضاف في تصريح لـ"الصحوة نت"، في الحقيقة نحن نعمل مع بعض في مجمل القضايا الوطنية او المعيشية تخص المواطن، ونحاول دائماً التركيز على القضايا التي نتفق عليها جميعاً، ونؤجل القضايا التي فيها تباينات وأراء مختلفة".
وتابع باربود "إيماننا بالشراكة الوطنية يجعلنا حريصين على هذا الاتجاهـ ولدينا لقاءات وتنسيقات دورية لتبادل الآراء حول القضايا التي تهم المحافظة، وآخرها اللقاء حول القرارات الرئاسة التي رحبنا بها، رغم عدم رضانا الكامل عن تلك القرارات، والإقصاء لحزب الإصلاح من المرافق المهمة في الحكومة الدولة".
واستطرد: "لكن حرصنا على المصلحة العليا وتجنيب المحافظة الصراع وإبقاء الاستقرار، نبادر دائماً للتأييد للقرارات الصادرة عن مؤسسات الدولية الممثلة بالمجلس الرئاسي، وأيضا ندعمهم على تأييدنا في أن تبتعد حضرموت عن الصراع، باعتبار السكان في وادي حضرموت ينشدون الاستقرار والدولة المدنية".
السياسة من أجل الاستقرار
ارتبط تبني خطاب الدعاية التحريضية ضد الأحزاب السياسية بمشروع الفوضى والملشنة، على الأقل في اليمن خلال السنوات الماضية من الحرب، بدءً من سيطرة ميلشيات الحوثي على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، والتي بدأت بمهاجمة الأحزاب السياسية بشكل أساسي، تمهيدا لصناعة الفوضى.
تلك الاستراتيجية التحريضية هي مسار للفوضى في العادة، وصناعة كيانات من خارج الإطار السياسي والمجتمعي يتخذ من السلاح او الدعم الخارجي الحامل الأساسي للنفوذ وتصدر المشهد، عن طريق ضرب مؤسسات الدولة وما تمثلها من قيمة للمجتمع في حفظ الأمن والاستقرار.
وقال رئيس سياسية إصلاح وادي حضرموت "نتمنى أن تظل حضرموت بعيدة عن الصراع وما يحدث في محافظاتنا القريبة، لذا يكفي البلد تشظي وانقسامات ومن هذا المبدأ، نعمل وننسق جميعاً في حضرموت، ونعمل سوياً في تقديم أفكار ورؤى من أجل التنمية والاقتصاد وقضايا المجتمع المحلي".
الارتباط بالمجتمع
رغم أن حالة الحرب صنعت فجوة بين الأحزاب السياسية والمجتمع وتحولت الى اهتمام يندرج في سياق حرب الدولة ضد الميلشيات، إلا ان حزب الإصلاح في حضرموت مرتبط بشكل أكبر في المجتمع بكافة فئاته، سواء على مستوى المكونات السياسية والقبيلة، أو تلك الفئات المجتمعية كالطلاب والشباب.
وتعبر الأنشطة التي يقيمها إصلاح حضرموت، عن ذلك الارتباط العميق بقضايا المجتمع المحلي حيث تجري قيادات الحزب لقاءات مستمرة مع المسؤولين المحليين والتكتلات السياسية والاجتماعية بالمحافظة، بالإضافة إلى أنشطة اجتماعية مختلفة تركز على الاهتمام بالشباب، وهذا جعل مواقف الإصلاح تنسجم ونابعة من الاحتياج المجتمعي.
وقال القيادي في إصلاح حضرموت أحمد با بيتر المرشدي "إن الإصلاح كان ولازال في مقدمة الصفوف لخدمة أهله في حضرموت وتبني قضاياهم العادلة ويسهم الحزب ومنتسبيه في تعزيز اللحمة الحضرمية وله بصمات واضحة في الخدمة المجتمعية وتعزيز اواصر المحبة والتعاون بين أبناء المجتمع".
وأضاف في تصريح على هامش لقاء مع وكيل محافظة حضرموت عمرو بن حبريش الأحد 4 ديسمبر "أننا في الإصلاح دائماً نضع مصلحة أهلنا في حضرموت في أولويات أهدافنا ونسعى مع كافة الأحزاب والمكونات وكذا السلطة والقوى المجتمعية للاصطفاف لتحقيق السلام والاستقرار والنماء".
وجملة تلك المواقف والنشاطات تعكس ثقل حزب الاصلاح والتجذر في المجتمع الحضرمي وهذا التزام مبدأي يحتم تبني مطالب المحافظة وأولوياتها، التي هي بحد ذاتها ضمن المشروع السياسي للحزب في المحافظة، في إطار الأهداف الجماعية التي تربط معظم المكونات السياسية، والحرث على الإجماع في الموقف لتجنب الاندفاع نحو حالة اللا استقرار.
الهم الوطني المشترك
في ظل حالة الحرب التي تعيشها البلاد والتي وصلت مؤخراً الى استهداف الميلشيات الحوثية الى موانئ تصدير النفط في محافظة حضرموت، وهذا يجعل التهديد مشترك على المستوى الوطني بشكل عام، يجعل الأهداف مشتركة لمواجهة الخطر في مساندة الجيش والدولة في مواجهة التحدي.
وفي حالة الفوضى يتم تجاوز مطالب المجتمع ومخاوفه المشتركة، لتبني أجندات تخدم فئات معينة وفي العادة تكون أهدافها جوفاء بلا مشروع حقيقي للبناء، انما خدمة للحظة الآنية التي أوجدت دعماً مالياً لتبني عملية التفكيك للمؤسسة الوطنية، وتبنى خطاب التفتيت والانقسام للنيل من مشروع الدولة.
ويعرف في الإطار الشعبي العام بمحافظة حضرموت أن أبناؤها يسعون للتنمية وتفعيل قوة المجتمع الحقيقة في البناء، سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي، وقدمت نماذج قيادية احترافية في كل مؤسسات الدولة خلال العقود الماضية، سواء على مستوى السلطة المحلية أو في السلطات المركزية للدولة.
وقال الأمين المساعد للتجمع اليمني للإصلاح بوادي حضرموت المهندس ربيع باسيود "اليمن حضارة ضاربة في عمق التاريخ يعيش اليوم أسوأ أيامه وأحلامه، لقد وحدنا بالأمس هم الوطن الذي لا يضاهيه هم فانتصرنا على أعتى احتلال جثم على قلوبنا 129عاما (الاحتلال البريطاني)، فعندما كان الهم كذلك صغرت عنده كل الخطوب".
وأضاف في منشور بصفحته على فيسبوك "أن الوطن أكبر منا ومن خلافاتنا وأكبر من شهواتنا ونفوسنا فعلينا أن نحافظ عليه وأن نتنازل من أجله بكل ما نملك"، وأشار "لقد مزقتنا الولاءات وأضعفتنا وباعدت بيننا الخصومات ولا سبيل لذلك إلا أن نلتقي ونقترب من بعضنا ولو في منتصف الطريق".
ويرى القيادي في الإصلاح بمنشور سابق في منتصف نوفمبر الماضي "إذا أردنا لحضرموت اليوم مجدا وعزا علينا أن نتقارب ولا نتباعد وأن نسدد ونقارب ويعتبر كل منا أن حضرموت هي الحضن الدافئ والظل الوارف والعمل من أجلها هو الذي سيثمر لأن ذلك هو ما تتطلبه الأوطان وما تحتاجه الشعوب وليس غير ذلك إلا الزيف وبيع الوهم".