تحل الذكرى الأولى للحادث الإرهابي الذي أدى إلى اغتيال القيادي في التجمع اليمني للإصلاح في عدن والشخصية التربوية "إيهاب باوزير"، مدير إدارة مدارس تحفيظ القرآن الكريم بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة.
واغتيل الشهيد باوزير غدرًا أثناء خروجه من عمله، وأداء واجبه في مكتب التربية والتعليم، في مدينة خور مكسر المكتظة كسائر مدن عدن بالنقاط الأمنية.
وجاء اغتيال باوزير بعد يوم واحد من محاولة اغتيال الدكتور محمد عقلان –رئيس مجلس الشورى في الإصلاح بالمحافظة، والرئيس السابق لمكتبه التنفيذي -نائب رئيس جامعة عدن.

وفي لقاء مع أبناء الشهيد باوزير تحدثوا فيه بشجون وحزن عميق عن ذكرياتهم مع أبيهم والكثير من المواقف التي عددوا فيها مناقب والدهم وذكرياتهم معه، كما أنهم جددوا مطالبتهم بالتحقيق في اغتيال والدهم والقبض على القتلة وتسليمهم للعدالة.
يقول عبدالله باوزير نجل الشهيد إيهاب باوزير مدير إدارة تعليم القران الكريم بمكتب التربية والتعليم بعدن أنه "لا توجد كلمات تصف والده الشهيد في الذكرى الأولى لاستشهاده، فهو لم يكن مجرد أب فقط بل أخ وصديق ومربي ناصح ، كان لقلبي حياة وجنة وسعادة".
وأكد في حديثه لصحيفة "منارة عدن" الإلكترونية أن علاقة والده في البيت، لم تكن لتقتصر على دور الأب المثالي في الاهتمام بأسرته في جانب التربية والتعليم وتلبية احتياجاتها، فهو "كان إنسان بكل ما تعنيه الكملة من معنى، فلم يكن غليظ الكلام والطباع وكان يناقشنا ونستشيره ويهتم بنا في جميع أمورنا".
وأضاف": منذ طفولتنا عرفناه شغوفا بالقرآن يقضي جل وقته في تعليمه، وكان وجودي مع إخوتي في حلقات القرآن أمرا أساسيا لديه، وكان يقدم أمر المسجد والتحفيظ على أمور أخرى كثيرة ويفرغ وقته لأجل القرآن ويبذل ماله في سبيل ذلك للترتيب للمسابقات القرآنية".
وتابع:" كانت علاقته طيبة بالجميع وكان أبي ودودا مع الآخرين وأفضل مايكون مع جيرانه يشاركهم جميع أحزانهم وأفراحهم ويساهم في إصلاح ذات البين وحل النزاعات وكان اجتماعيا ومحبوبا من الجميع، ولم يؤذي أحدا منذ طفولته حتى استشهاده".
وحول آخر مستجدات قضية اغتيال والده، أكد أنه تم المطالبة بالتحقيق في قضية اغتيال والده الشهيد في حينه وتقديم ملف للجهات المعنية، ومازالت المتابعة لتلك الجهات مستمرة حتى اليوم.
وأضاف "نحن اليوم في الذكرى الأولى لاستشهاد والدي نجدد مطالبتنا للجهات المعنية بسرعة الاستجابة والتحقيقات للوصول إلى القتلة ومحاسبتهم".
الابتسامة والحب
تتحدث "آية باوزير" عن أبيها بكل حب واشتياق وهي تذكر مناقبه وذكرياتها معه بقولها: "كان أبي ذا قلب طيب ووجه بشوش كانت الابتسامة لا تفارقه، ولا نرى إلا كل الحب والتفاهم والمودة بيننا أنا و أخواتي، لم نرى منه الإساءة أو القسوة أبدًا مثل كثير من الآباء، بل كان صديقا لنا في كل أمورنا الحياتية كنا نعتبره مستشارنا في كل الأمور، كان يسعى لإرضاء الجميع ويحرص على ألا يزعل منه أحد، وينشر محبته علينا أنا و إخوتي وأمي وجدتي فقد كان نعم الأب والزوج والابن".
أنا وأبي والفرح المفقود
تضيف أبنة الشهيد إيهاب باوزير : "حياتي كلها مواقف جميله مع أبي الحبيب وكل موقف له تأثير جميل وإيجابي في حياتي ولكن أبرز موقف أتذكره إلى حد الآن عندما حضر إلى الثانوية يوم النتائج وكانت مفاجأة بالنسبة لي ثم جاء إليّ وقابلني في ساحة الثانوية وضمني إليه وأخذنا صورة تذكارية معا وهي التي كلما نظرت لها تذكرت بها هذا الموقف، حيث كنت سعيدة به وبقدومه وفخورة به أمام زميلاتي، وكم تمنيت أن يكون معي في سنتي الأخيرة وامتحاني النهائي في الثانوية".
وتتابع "مواقف عديدة له بيننا، وحياته وتعامله معنا كانت كلها مواقف رائعة وجميلة لا ننساها أبدًا لأنه كان الأب الأمثل بمعنى الكلمة سواء كانت تلك اللحظات التي تجمعنا به في سفرة رمضان والإفطار الذي لا يمر إلا بدعائه لنا والذي انحرمنا منه هذه السنة، وكذلك أول أيام العيد عندما يحضر بعد صلاة العيد ويضمنا إليه ونقبله ويتمنى لنا أيام سعيدة، فقد كان دائماً هو الذي يهتم أن يفرحنا ويفاجئنا دائماً بالرحلات والخروج معه إلى الحدائق والتنزه واللعب وإدخال السرور والفرح إلى قلوبنا جميعا".
لم يكن حلماً بل هي حقيقة مرة
تقول وقلبها يعتصر من الألم: "أتذكر فاجعة ذلك اليوم وتلك الليلة وتلك الأيام العصيبة التي كنت ألملم فيها شتاتي وأتظاهر بأني بخير أمام الجميع، أتذكر كيف استقبلت خبر اغتياله وكيف كانت الفاجعة بالنسبة لي رجفة القلب واضطراب المشاعر والدعاء أن يكون هذا الذي يحدث أمامي مجرد حُـلم لكن للأسف لم يكن حُـلم بل كانت حقيقة علينا تصديقها!"
واختتمت بالقول: نقول حسبنا الله ونعم الوكيل لأيادي الظلم والقتلة وكل فرد كان له يد في قتل أبي هذا الرجل الصالح، ربنا ينتقم منهم في هذه الدنيا قبل الآخرة وعند الله تجتمع الخصوم.
