ما حدث اليوم في مباراة اليوم بين المغرب وإسبانيا- وما آلت إليه من فوز استثنائي للمنتخب المغربي يشبه إلى حد كبير ما فعله المغاربة نحو قبل 47 سنة، حينما زحف الشعب – في مسيرة سلمية نحو الصحراء الغربية، لانتزاعها من الاحتلال الإسباني. مع فارق أن مسيرة الأمس كانت سياسية وطنية ومسيرة اليوم رياضية، وكلا الحادثين أفضى إلى إخراج إسبانيا، انتصار الأمس أخرج الإسبان من الصحراء التي كانت تحتلها، وانتصار اليوم أخرجهم من بطولة كأس العالم، وهم الذين طالما نافسوا في معظم بطولاته، وحصلوا عليه في العام 2010.
ما حدث في كلا الواقعتين عمل سلمي وحضاري، أشاد به الجميع، الأول أقرت به المواثيق الدولية والقرارات الأممية التي اعتبرت الصحراء جزء من المغرب، والحدث الثاني- مباراة اليوم- عمده الاتحاد الدولي لكرة القدم- الفيفا وملايين المشاهدين الذين ظلت أعينهم مصوبة إلى أقدام اللاعبين لأكثر من ساعتين.
انطلقت المسيرة في 6 نوفمبر 1975- التي تسمى بالمسيرة الخضراء، ويحتفل بذكراها المغاربة كل عام،
وذلك بهدف السيطرة على الصحراء، وإنهاء الاستعمار الإسباني لها، وشارك في تلك المسيرة قرابة 350 ألف بينهم عدد كبير من النساء.
اليوم صنع المنتخب المغربي (أسود الأطلس) الانتصار الذي كان ينتظره ملايين المغاربة وخلفهم عشرات الملايين في الوطن العربي الكبير - من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي- حيث تقام مباريات بطولة كأس العالم 2022، وبهذا الفوز المغربي تتأهل كتيبة "وليد الركراكي" للدور ربع النهائي.
واليوم يتذكر المغاربة والعرب والعالم- بإعزاز وإكبار وإجلال- ما حدث في مثل هذه الأيام من أواخر العام 1975 حين انطلقت المسيرة المغربية السلمية الخضراء، لانتزاع حق عربي أصيل في أرض الصحراء الغربية، مثلما اتنزع أبطال المنتخب فوزاً يليق بالأسود التي كانت تزأر في دوحة العرب- دوحة قطر المستضيفة لبطولة كأس العالم في نسخته الأخيرة.
تحية لنجوم العرب- أسود المغرب والأطلس، وهم يواصلون التألق في مشوارهم الرياضي الحافل بالانتصارات، وتحية للمغرب العربي الحبيب إلى قلوبنا وأبنائه الطيبين.