نعى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والبرلمان الى الشعب اليمني والامة العربية، وفاة الشاعر والأديب والمناضل الكبير وقارئ ثورة 26 سبتمبر الدكتور عبدالعزيز المقالح الذي وفاه الأجل اليوم الاثنين في صنعاء عن 86 عاما.
وتقدم المجلس الرئاسي بخالص العزاء لكافة أبناء الشعب اليمني وأسرة وتلاميذ ومحبي فقيد اليمن الكبير وكذلك لكل مثقفي وأدباء الوطن العربي الذين كان الأديب الراحل واحداً من أهم أعلامهم ورموزهم.
وقال بيان النعي، "لقد خسر اليمن برحيل الدكتور المقالح أحد أهم صناع الثورة السبتمبرية الخالدة وأصواتها الصادحة بقيمها وأهدافها الذين تصدوا لعهد الأئمة بالنضال والعطاء والفكر والأدب والشعر منذ وقت مبكر.
وأشار إلى أن المقالح واصل دوره الوطني والثقافي الكبير بعد عودته لليمن أواخر سبعينيات القرن الماضي من خلال رئاسته لجامعة صنعاء ومركز الدراسات والبحوث اليمني وجهوده الجبارة في توثيق تاريخ الثورة اليمنية.
كما أشار إلى رعايته للتطور الثقافي والأدبي وعنايته بمئات الشعراء والأدباء من الأجيال الجديدة وتوسع جامعة صنعاء تحت قيادته لتضم عشرات الآلاف من الطلاب في كل التخصصات.
وأكد أن عطاء الدكتور المقالح الغزير في الفكر والشعر والتاريخ والنقد الأدبي لا يضاهى ولا يوازيه شيء في تاريخ اليمن المعاصر فقد ظلت روحه النقية تلقي بعبقها على كل إنتاجه وبالذات في مجال الشعر وهو العاشق لليمن ولكل ربوعه ولصنعاء التي لم يغادرها منذ عاد إليها عام 1978 ولتحتضن جثمانه في ترابها الطاهر كما كان يهفو ويتمنى.
وتابع، "لقد خسر اليمن واليمنيون برحيل القامة الوطنية والفكرية والأدبية السامقة المقالح شخصية فذة قلما يجود الزمان بمثلها وإننا هنا نوجه الحكومة والسفارات باستقبال العزاء نيابة عن الشعب اليمني ومجلس القيادة الرئاسي من محبي الراحل الكبير".
بدوره أشار رئيس الوزراء معين عبدالملك إلى أن حياة المقالح شكلت سفرًا من الابداع الخالد والمسلك الوطني والإنساني الفريد، وكانت مواقفه الوطنية والنضالية إضاءة مهمة في تاريخ اليمن، فكان صوتاً وطنياً هادراً، وقامة شعرية وادبية يفخر بها العرب جميعا.
وقال عبدالملك في بيان نعي، إن اليمن فقد برحيل هذا الطود العظيم من النضال والكفاح واحدا من أبرز مناضليه الذين قدموا له الكثير في المجال العلمي والاكاديمي والأدبي والوطني والثوري.
وأضاف، "كان شاعرنا الكبير عبدالعزيز المقالح نموذجا للإنسان العظيم والمبدع المخلص نتعلم كثيرا من تجربته النضالية والمعرفية وهو استاذ الأجيال ودليلنا إلى قيم الوطنية والعدالة والجمال".
وتابع "لقد ترك الدكتور المقالح إرثاً أدبيا كبيرا تغرف منه الأجيال القادمة، وهو في إرثه سيظل حاضرا في ذاكرتنا وضميرنا، ويدفعنا أكثر من أي وقت للتمسك بوطننا وقيمه في الحرية والحفاظ على الثورة والجمهورية واعلاء راية الوطن والانتصار للمواطن، مهما طال الظلام او حاول غبار التاريخ إعادة العجلة إلى الوراء".
وأوضح رئيس الوزراء، أن رحيل المقالح، خسارة عظيمة للوطن الذي فقد احد قادته الافذاذ وشخصية بارزة لعبت دورا كبيرا ومؤثرا في تاريخ اليمن، وواحد من رجاله الاستثنائيين، وموسوعة فكرية وثقافية تميزت بالإبداع في كل المناصب والمهام التي تقلدها خلال سنوات عمله الثرية والطويلة.
ونوه بإسهاماته في الأدب العربي المعاصر وبصماته المتميزة اثناء رئاسته لجامعة صنعاء والمجمع اللغوي اليمني ومركز الدراسات والبحوث، ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية، والجوائز العربية والدولية التي حصدها.
وأشار إلى أن الفقيد الراحل سيظل ذكرى حية في وجدان اليمن وشعبها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وستظل ذكراه العطرة مصدر الهام لشد العزائم من أجل تحقيق الاهداف النبيلة نحو بناء يمن نفتخر به جميعا والوصول به إلى المراتب التي يستحقها من الرقي والتقدم.
من جهته بعث رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، اليوم، برقية عزاء ومواساة إلى محمد عبدالعزيز المقالح عزاه بوفاة والده القامة الوطنية والأدبية العملاقة فقيد الوطن المقالح .
وقال البركاني في برقيته، إنه" ليوم حزين مثخن بالوجع وخبر صادم لا نقوى على تحمل ونحن نتلقى نبأ وفاة أمير الشعر العربي دون منازع الدكتور عبدالعزيز المقالح المفكر والمتنوّر والمؤمن بقضية الثورة والجمهورية والوحدة العربية وقضايا الأمة أبن اليمن وشاعرها".
وأضاف،"إنه ليمثل خسارة لا تعوض، فوالدكم الراحل الدكتور المقالح رمزاً من رموز الثقافة وعالمًا ومناضلاً وشاعراً وناثراً ومحاضراً ومربياً وثورياً وقائداً تنويرياً وشراعاً يوجه سفن الأجيال.
وتابع، "لقد عاش والدكم حياة حافلة ببذخ عطاء الروح والفكر الذي لا يضاهيه عطاء حتى امتلأ به وجدان الشعب واشتعلت به العقول علماً ومعرفة بالوطن وبالحياة وأضاء الأرجاء شعراً ونثراً وفكراً وخصب التربة فأنبتت شعراء ومبدعين".
وأردف، "بعد هذا العمر الزاخر بالعطاء يودعنا تاركاً اليمن التي غنى لها وسقاها جميل حبره وهي تعيش معترك أمواجاً مضطربة وتعود إليها الإمامة الخبيثة بمشروعها المدمر للأرض والأنسان والثقافات والابداع وكل سبل الحياة".
واختتم برقيته بالقول، "ودعنا وعصابة الحوثي الإرهابية تعوث وتلوث بشعبنا اليمني كما يعبث الذائب الضار بالأغنام السائمة وتدمر الصرح والبنيان الذي أفنى المقالح حياته من أجله ووزع سبل المودة والإخاء والفكر على ارجائه".
وكان رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، الأستاذ محمد عبد الله اليدومي، قد بعث ببرقية عزاء ومواساة، إلى محمد عبد العزيز المقالح، في وفاة والده المناضل، مؤكدا أن اليمن فقدت ابنها البار الشخصية الوطنية التي أسهمت منذ بواكير العمر في الدفاع عن الثورة السبتمبرية والجمهورية ومقارعة الإمامة ومشروعها الكهنوتي السلالي.
ونوه اليدومي بدور الفقيد المقالح في تشكيل الهوية الوطنية على أساس من نضالات اليمنيين، وجهوده الكبيرة في توثيق هذه النضالات التاريخية بمسؤولية.
وأشار اليدومي إلى أن الفقيد كان مناضلا جمهوريا، وأبرز الوجوه الثقافية والأدبية ليس على المستوى الوطني فحسب، بل كان قامة عربية سامقة، بعطائه الكبير وإثرائه للمكتبة العربية بنفائس نتاج الأدب والثقافة.
كما نوه بنجاح الفقيد في خدمة أبناء الشعب اليمني لا سيما الشباب والمثقفين، من خلال المناصب التي تقلدها.
وأكد رئيس الهيئة العليا للإصلاح أن اليمن برحيل فقيدها الكبير المقالح تكون قد خسرت أحد أعلامها الكبار، معتبرا ذلك خسارة مضاعفة في هذا التوقيت حيث يواجه شعبنا ارتدادات الإمامة بكل قبحها، والتي كان الفقيد في طليعة الذين واجهوها بحنكة.