يواصل فيروس حمى الضنك انتشاره في محافظة تعز بشكل غير مسبق، وفتكه بالسكان، متسببًا بوفاة العديد من المواطنين وإصابة الالاف منذ بداية العام، في ظل غياب دور رسمي للعمل على الحد منه ومكافحة مسبباته.
الحصار يفاقم المعاناة
وبشكل يومي تستقبل مستشفيات المدينة المئات من المواطنين من جميع الفئات، في ظل تدني الخدمات الصحية التي تقدمها، مع استمرار الحصار الذي تفرضه المليشيات على المدينة، ومنعها إدخال الأدوية والتحاليل والمستلزمات الطبية الضرورية.
وبسبب الحصار الحوثي فإن معظم مستشفيات مدينة تعز تفتقد للأجهزة المخبرية الخاصة بالفحوصات الدقيقة وكذلك المحاليل وأجهزة نقل الصفائح، مما يجعل من الصعوبة اكتشاف أنواع المرض المتعددة والمراحل الاكثر خطورة إلا من خلال الاعراض فقط، مما يؤدي الى ارتفاع نسبة الوفيات بشكل مستمر.
وفي أحدث ضحايا الوباء توفي طفل فيما يرقد شقيقه الأصغر في العناية المركزة في أحد مشافي المدينة الخاصة، فيما تعرضت أمه لجلطة بعد معرفتها بوفاة ابنها مساء الأحد.
آلاف الإصابات
وقال تيسير السامعي مسؤول الإعلام بمكتب الصحة بالمحافظة، إن عدد حالات الإصابة بالفيروس بلغت اكثر من 11 ألف حالة منها 17 حالة وفاة وأضاف السامعي أن الوباء ينتشر بشكل كبير في موسم سقوط الأمطار بسبب قيام السكان بتخزين المياه بشكل خاطئ داخل الخزانات، مما يؤدي لتكاثر البعوض الناقل للوباء، الأمر الذي يضاعف ارتفاع الإصابات.
وأوضح أن مكتب الصحة نفذ حملات رش ضبابي ورذاذي، و توعية وتثقيف، وإزالة بؤر، وكان الهدف منها الحد من انتشار البعوض الناقل للوباء، وهذه الجهود ليست كافية لكنها جاءت حسب المتاح.
مؤكدا ان مكافحة حمى الضنك تحتاج إلى تكاتف الجميع، تبدأ بالمواطن لأن المواطن يلعب دورًا كبيرًا جدًا في مكافحة الفيروس، كذلك يجب أن تقوم كل القطاعات الحكومية بدورها بجانب مكتب الصحة، مثل التحسين والبلدية وصحة البيئة".
ويكتظ مستشفى الثورة العام، أكبر مستشفيات تعز بأعداد كبيرة من المرضى المترددين على المستشفى من مختلف مديريات المحافظة، كما تشهد العيادات الخاصة اقبال كبيرًا للحالات المصابة بحمى الضنك.
إمكانيات ضعيفة
وقال رئيس هيئة المستشفى الدكتور عبدالرحيم السامعي إن تدفق مرضى الحميات اليومي على المستشفى يستمر في ظل إمكانات ضعيفة وغياب الدعم من كافة الجهات، مشيرًا إلى أن هيئة المستشفى طالبت الجهات الرسمية بتخفيف الحمل عن الكادر والمواطنين، بتوفير الأدوية الخاصة بالحميات، والمستلزمات الخاصة للتحاليل الطبية، وأدوية العناية المركزة، وفصل مشتقات الدم مثل الصفائح الدموية، حيث يصل الحال ببعض الحالات إلى الترقيد والعناية لأيام.
وأضاف في تصريح صحفي، أنه "منذ مطلع شهر يوليو حتى الآن، وصلت المستشفى 880 حالة اشتباه بحمى الضنك، منها 325 حالة مؤكدة، وأن عدد الحالات التي وصلت لقسم الطوارئ والعيادات لقسم الحميات بلغ 4110، بينما تم تسجيل 7 حالات وفاة في قسم الحميات".
في السياق دعا مكتب الصحة في تعز كافة القطاعات المختصة بالمحافظة، بما فيها مكتب النظافة والتحسين، الأشغال والبيئة إلى تكاتف الجهود للعمل على تخفيف من حدة انتشار وباء حمى الضنك، مشددا على ضرورة تكاتف جهود قطاعات الإعلام، والتربية والتعليم، والأوقاف، ومنظمات المجتمع المدني، للتوعية المجتمعية، ونشر طرق الوقاية.
وأكد أن مكافحة وباء حمى الضنك يحتاج الى استئصال منابع توالد البعوض، التي تفاقم من توسع دائرة هذا الوباء، لافتا إلى أن "حمى الضنك" تتطلب العديد من الجهود، والتكاتف الشعبي بجانب الجهات الرسمية، إضافة إلى توعية وسائل الإعلام بمدى خطورة هذا الوباء وكيفية الوقاية منه ومكافحته.
دعوات للتدخل
وأشار المكتب إلى عجزه عن مواجهة علاج العدد الهائل من المواطنين في ظل قلة الامكانات الامر الذي يستدعي تدخلات الجهات المعنية والمنظمات في توفير الادوية والمحاليل الطبية لمعالجة المرضى ومكافحة الوباء من خلال عدد من التدابير الاحترازية .
وكان وكيل اول محافظة تعز الدكتور عبدالقوي المخلافي عقد لقاء موسع بمنظمات المجتمع المدني لمناقشة اسهامها بدعم الجانب الصحي في مواجهة الحميات والاوبئة في المحافظة.
مؤكدا على ضرورة تعاون وتظافر جهود الجميع في التخفيف من معاناة المواطنين في المحافظة خصوصا في ظل الاوضاع الراهنة وخاصة في القطاع الصحي وضرورة الاسهام في مواجهة الامراض والاوبئة في المحافظة منها حمى الضنك الذي يفتك بأبناء المحافظة والذي وصل الى ارقام مخيفة.