يوم 16 نوفمبر من العام 2018 لم يكن يوماً عادياً، كان يوماً مشهوداً في يوميات الحرب ضد الكهنوت الحوثي وقطعانه الهمجية، في ذلك اليوم كانت المعركة تدور في أطراف مديرية دمت بمحافظة الضالع، في قرية بيت اليزيدي، تقدم الأبطال الثلاثة الإخوة (علي مسعد طنب وأخواه أكرم ومهيوب)، ومعهم صهرهم علي صالح الماطري، كانت المواجهة على أَشُدها وكان الأبطال يخوضون المعركة بكل شجاعة وثبات وإصرار، حتى حانت ساعة الرحيل ولحظة الشهادة- بداية الانطلاق في رحلة الخلود والالتحاق بركب الخالدين الذين سجلوا أسماءهم ناصعة في ذاكرة الشعوب والأوطان، ونسجوا بدمائهم راية البلاد خفاقة فوق الذرى.
كانوا يدركون أنهم يدافعون عن الأرض والوطن في معركة المصير، لم تكن المعركة مجرد مغامرة أو مقامرة بل كانت قراراً ثابتاً وموقفاً نهائياً لا رجعة عنه ولا تراجع، بل سير نحو المجد وانطلاق صوب النصر، حملوا أرواحهم ومضوا- وهم في ريعان الفتوة والشباب، يروون شجرة الحرية ويكتبون على خارطة الأرض أسماءهم بأحرف ممهورة بالدماء الزكية.
ارتقى الجميع شهداء في ملحمة الدفاع عن اليمن الذي أحبوه، وصعدت أرواحهم في معارج العلا أطياف أمل وبيارق عزة وشموخ، حملوا الراية وما أسقطوها بل ارتقت وارتفعت معهم عالياً، كما بقيت حكايتهم قصة تستعصي على النسيان، وأغنية ترددها الأماكن التي مكثوا فيها، وذكريات تعيدها الأيام والسنوات على مسامع الأهل والأصدقاء/ رفاق الحلم وشركاء القضية والمصير.
بداية أكتوبر الماضي التحقت بهم والدتهم الفاضلة فندة صالح الماطري، بعدما أمضت نحو 4 سنوات صابرة محتسبة، شاءت إرادة المولى تعالى اختبار قلبها الطيب بأبنائها الثلاثة، ثم جاء رحيلها ليفجع محبيها ويجدد الحزن القديم في قلوبهم.
رحمة الله على الشهداء الأبطال ووالدتهم العزيزة، والسلام على الأسرة الكريمة التي جادت بأجود ما لديها، والد الشهداء المناضل مسعد طنب، وإخوة الشهداء: صادق ووضاح ومعتز، وكل أقارب الشهداء ورفاقهم في جبهات الضالع ومريس ودمت، وأصدقائهم داخل الوطن وخارجه.