احتفل المدونون اليمنيون اليوم، بالذكرى الـ 59 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، بحملة إلكترونية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع احتفالات شعبية ورسمية وكشفية وغنائية غير مسبوقة في عدة محافظات ابتهاجا بالمناسبة الوطنية الخالدة.
وغرد الآلاف من النشطاء والإعلاميين والصحفيين والمواطنين تحت هاشتاج #ثوره14اكتوبرالمجيده وهشتاجات أخرى، مؤكدين مواصلة النضال الوطني ضد ثنائي الاستعمار والرجعية المتمثلان بمليشيا الحوثي الإرهابية وداعميها الإيرانيين الذين يحاولون تصدير ثورتهم الطائفية ونظام ولاية الفقية للجمهورية اليمنية التي صنعها ثوار سبتمبر وأكتوبر.
وأستحضر المدونون في تغريداتهم وكتباتهم، أسماء وصور الضباط الأحرار ومناضلي سبتمبر وأكتوبر وصناع فجر الحرية والحياة والكرامة والاستقلال والسيادة الوطنية التي أشرقت فجر الـ14 أكتوبر 1963م، وعم نورها ربوع اليمن بتضحيات الأبطال، وذلك برحيل آخر جندي بريطاني في الـ30 من نوفمبر المجيد.
14 أكتوبر، الثورة والفرحة؛ التي أوقد شعلتها الابطال في جبهات الحرية والكرامة، وغنتها طالبات مدارس تعز، رددها رواد التواصل الاجتماعي بأكثر من 50 ألف تغريدة في الساعات الأولى من الحملة التي تستمر على مدى يومين، وتصدرت الهشتاجات المتنوعة خاصة هشتاج #ثوره14اكتوبرالمجيده الترند في اليمن والطن العربي، كما غرد الآلاف مؤكدين أهمية الحدث والذكرى التي غيرت مسار التاريخ قبل 59 عاماً.
كما حضرت الأغاني الوطنية بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى مقاطع فيديو تاريخية تعود لحقبة الثورة وما قبلها، وتصريحات لقيادات تاريخية وسياسية كان لها السبق في التأكيد على واحدية الثورات اليمنية وأهدافها المرتبطة بالحرية والكرامة والمساواة والعادلة والديمقراطية.
وتحدث النشطاء وكتبوا عن مظاهر الاحتفال غير المسبوقة بثورة 14 سبتمبر، وذلك بعد أيام قليلة من الاحتفال الأكبر بثورة 26 سبتمبر، مؤكدين أن اهتمام اليمنيين الغير مسبوق بإحياء ذكرى ثوراتهم الخالدة، مؤشر للوعي الوطني والأمل الذي يتجدد مع كل مناسبة بقدرة الأحفاد على هزيمة الأماميون الجدد والمستعمرون الذين يقفون خلفهم، مهما كانت الكلفة ففي كل بيت يمني راجح لبوزة وعبدالمغني وغيرهم من المناضلون الأوائل.
وكما وحدت ذكرى سبتمبر اليمنيين، أعاد الشعب التأكيد في ذكرى أكتوبر على المصير الوحد والهدف الواحد، فتشكلت حالة اصطفاف وطني وشعبي ورسمي نسجتها التدوينات وعبرت عنها المنشورات والتصريحات الصادرة من قيادات سياسية وحزبية ورسمية ونشطاء من مختلف التيارات، فرقتهم الحسابات الضيقة وجمعهم أكتوبر المجيد.
الشهيدات المجيدات صانعات فجر أكتوبر، حضرن بقوة في تغريدات ووجدان اليمنيين، حيث غردت الآلاف من الناشطات اليمنيات بصور مناضلات حفراً اسمائهن في وجدان الشعب اليمني حين قدمن ارواحهن في سبيل الحرية والاستقلال، وقادت بعضهن مسيرة الكفاح المسلح والنضال الشعبي متقدمات للصفوف وقائدات للمجتمع العدني واليمني بشكل عام في مرحلة حاسمة صنع الشعب ثورته ونصرها بالدماء الزكية.
ولم تخلوا التغريدات والتدوينات من مقارنة بين حقبة الاستعمار البريطاني جنوب البلاد، والملكية الرجعية الإمامية الكهنوتية شمال البلاد، وذلك عبر تصميمات وصور، تؤكد في مجملها أن اليمن ثارت ضد الإمامة والاستعمار معاً فكلاهما كانا جحيم ونار على شعب اليمن.
الاحتفال بثورة أكتوبر لم يقتصر على التواصل الاجتماعي فقط، حيث شهدت عدة مدن ومحافظات يمنية، مظاهر احتفالية مختلفة ما بين إيقاد الشعلة في جبال الضالع ولحج وعروض كشفية وفنية في المهرة، ومهرجانات فنية في الحالمة تعز، واحتفالات شعبية في قرى إب ومشاركات مجتمعية في صالات الأعراس في صنعاء الخاضعة لمليشيا الإنقلاب والإرهاب.
وكانت أبرز تلك الاحتفالات في تعز والغيضة، والتي أحيت العيد الـ59 لثورة أكتوبر بمهرجانات فنية أقيمت في عدة مدارس بمدينة تعز، فيما جابت شوارع مدينة الغيضة أقصى شرق اليمن، عروض فرق وطلائع من الكشافة ترافقها الموسيقى العسكرية.
مظاهر الاحتفال على الأرض، نقلها النشطاء بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن الشعب اليمني الذي ثار قبل نحو خمسين عام ضد الاستعمار والاحتلال الخارجي والإمامة الملكية الطائفية الرجعية، قادر -بعون الله- ومساندة الأشقاء العرب والأمة الإسلامية، على استعادة الدولة وتثبيت الجمهورية وحماية المكتسبات الوطنية وما انجزه ثوار سبتمبر وأكتوبر من أهداف سامية لن يفرطوا فيها مهما كانت المخاطر والمؤامرات.