أكد أكاديميون يمنيون أن ثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة واحدة من أعظم الثورات التحررية في تاريخ العالم العربي توجت بالانتصار وطرد المحتل البريطاني من جنوب اليمن ونسج الأحرار بدمائهم معاني العزة والكرامة والفداء والحرية والاستقلال واشرأبت عنقهم نحو توحيد اليمن تحت راية خفاقة واحدة ونشيد واحد وصدحت حناجرهم " لن ترى الدنيا على أرضي وصيا "
يقول الدكتور نبيل العاصمي إن ثورة 14 أكتوبر درة في جبين التاريخ اليمني والعربي بشكل عام فقد ضربت أورع وأنصع التضحيات لأجل تحرير الوطن من الغزاة والمحتلين ونيل الاستقلال .
وأشار في حديث لـ" الصحوة نت " أن أحفاد لبوزة والقردعي والنعمان يحملون جينات الإباء والعزة وسيكررون أحداث ثورتي سبتمبر وأكتوبر مع كل غازي دخيل ورجعي غاشم ولن يسمحوا بتقسيم اليمن ومصادرة قراره واستقلاله فالنضال لا يعرف حدودا والمناضلون لا يومنون بالتجزئة وتوقف عقارب الساعة وسوف يستمر النضال لتحقيق أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين كاملة غير منقوصة.
وأوضح العاصمي أن ثورة 14 أكتوبر المجيدة تمثل امتدادا طبيعيا لثورة 26 سبتمبر وانطلقت مواكب التحرير في شمال اليمن وجنوبه نحو هدف واحد وغاية واحدة وسكبت دماء طاهرة على كافة التراب اليمني في سبيل نيل الاستقلال والتحرر.
الشرارة الأولى
انطلقت الشرارة الأولى لثورة 14 أكتوبر من جبال ردفان، بقيادة راجح بن غالب لبوزة، الذي استشهد مع مغيب شمس ذلك اليوم، وشنت السلطات الاستعمارية حملات عسكرية غاشمة في مناطق ردفان (تتبع إدارياً محافظة لحج) استمرت لأشهر ضربت خلالها القرى بمختلف أنواع الأسلحة، واتّبعت سياسة "الأرض المحروقة".
واندلعت الثورة بعد 124 عاماً من الاحتلال، حيث سيطر البريطانيون على عدن عام 1839، واستمرت الثورة والكفاح المسلح أربع سنوات في غالبية المحافظات الجنوبية عبر عمليات فدائية مسلحة للجبهة القومية وجبهة التحرير، والتي كانت تدير غالبية عملياتها في المحافظات الشمالية.
خلقت سياسات الاستعمار منذ اليوم الأول لدخول مدينة عدن موجة غضب شعبية، قابلها المحتل بعنف مفرط، وبقية العلاقة بين الاستعمار والمقاومة الوطنية في حالة مد وجذب، تبعاً لشخصية قادة النضال الوطني وقوة حضورهم وتأثيرهم، بالتوازي مع تفنن الاستعمار في تخليق سياسات التركيع والتطويع، ومع إطلالة العقد الثالث من القرن الماضي بدأت المقاومة الشعبية تأخذ طابعها التنظيمي تحت مظلة حركة وطنية جامعة تُسيِّر وتُنظم الفعل الثوري التحرري.
من جهته قال الدكتور مراون العسلي إن نضال اليمنيين سيستمر حتى تحقيق كافة أهداف ثورتي أكتوبر وسبتمبر المجيدتين وسيحمل أجيال اليمن جيلا بعد جيل راية التحرر والاستقلال ولن يسمحوا لأي قوة مهما كانت بالانقلاب والنكوص على أهداف الثورتين المجيدتين وستكرر أحداث سبتمبر وأكتوبر في كل زمان مع أي محاولة لإعادة اليمن إلى ماقبل 1962م، 1963م. واستطرد قائلا لا مجال اليوم لأي محاولة لاعادة شعبنا الذي ناضل في أكتوبر الثورة إلى عصور التخلف والاستبداد .
وأكد العسلي في حديث ل" الصحوة نت " ستنتصر إرادة اليمنيين شمالا وجنوبا على كل المشاريع العنصرية والمناطقية المقيتة كما انتصر رواد ثورتي أكتوبر وسبتمبر وستذهب كل تلك المشاريع الضيقة إلى مزبلة التاريخ وستبقى راية اليمن الواحد القائم على الحرية والعدالة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد من المهرة حتى صعدة .
ستبقى ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد حية في قلوب اليمنيين يستلهمون منها أعظم المعاني والدروس العظيمة وتمنحهم القدرة على استكمال أهدافها وتشكيل حائط صد قوي لمنع أي محاولة للانقلاب عليها والمساس بتلك الأهداف السامية التي خطها أجدادهم بالدماء الطاهرة.