٣ عقود يمنية (الأربعينات والخمسينات والستينات) كانت فيها الصورة أوضح لتوحد الارادة اليمنية والكرامة والحرية.
فقد احتضنت مدينة عدن نضالين معا، نضال احرار الشمال ضد الإمامة ونضال احرار الجنوب ضد الاستعمار وكانت مدينة تعز هي الأخرى حضن دافيء لمناضلي الشمال والجنوب ضد كهنوت الإمامة والاستعمار البريطاني، فيما شرارة ثَورتي ٢٦ سبتمبر و ١٤ أكتوبر انطلقنا من جبال ردفان جنوبا وعيبان ونقم شمالا.
قبل اندلاع شرارة ثورة أكتوبر في ١٩٦٣ كان القائد الحر غالب بن راجح لبوزة يطارد فلول الإمامة بجبال شمال وغرب الشمال لتوطيد أركان ثورة ٢٦ سبتمبر فيما كان عبود الشرعبي وعبدالفتاح اسماعيل وغيرهما ينفذون أعمال فدائية ضد جنود بريطانيا ويجبرونها على الرحيل من جنوب اليمن.
التشابك والترابط والتداخل بين احرار اليمن بشماله وجنوبه وثورتي ٢٦ سبتمبر و١٤ أكتوبر، من الصعب تفكيكه او إلغائه او شطبه لمجرد إشباع نزوة ورغبة لدى مرضى مناطقيين يعملون ضمن أجندة خارجية.
الأمر مرتبط بمصير شعب وارادته وثقافته وجذوره التاريخية وحضارته والجغرافيا المتماسكة، ورغبته في الحرية وكرامته وشموخه الذي لا يمكن أن يتنازل عنه مهما كانت التضحيات التي سيقدمها والمعاناة التي سيتعرض لها.
٢٦ سبتمبر اعد لها وخطط في الجنوب وتحديدا مدينة عدن ورسخت اركانها بمدد أهلنا في الجنوب وتضحياتهم الجسيمة، و١٤ أكتوبر اندلعت وترعرعت بدعم الشمال وثورته السبتمبرية وتضحيات مشتركة من الطرفين ولم يكن تدريب المناضلين في مدينة تعز الا احد عناوين ذلك الدعم الواضح.