في الوقت الذي أثرت فيه الحرب الحوثية على كافة القطاعات الاقتصادية في البلاد والذي القلى بضلاله على الأسر اليمنية استطاعت الشابة أمينة عارف أن تصنع مشروعها الصغير الذي حقيق نموا جيدا رغم تباطؤ خطتها العملية لتتمكن من اعاله نفسها وأسرتها.
فمنْ منزلها الكائنِ في مديريةِ دارِ سعدْ بالعاصمة المؤقتة عدن بدأتْ الشابةُ أميمة في مشوارِ التحدي للظروفِ الاقتصاديةِ الراهنةِ منْ خلالِ مشروعها الخاصِ الذي يعد الأولِ منْ نوعهِ والمتمثلِ في صناعةِ الأجبانِ بجميعِ أنواعهِ ومشتقاتهِ.

وعلى الرغم من الصعوبات والمعوقات التي تواجه بعض تلك المشاريع الصغيرة في ظل انقطاع الدعم عنها تبقى الشابة اميمة متشبثة بمشروعها لمواجه الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد عقب ارتفاع الاسعار وانقطاع المرتبات منذ بدء الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي الانقلابية.
بالرغم ظروف الحرب برزت في اليمن عدد من المشاريع الصغيرة المتعددة والتي بدورها ستساهم بشكل مبير في امتصاص البطالة من خلال استقطاب العشرات من الشباب العاملين ومساعدة الأسر المتضررة من الحرب في تأمين لقمة عيشها .

معاناة وظروف صعبه
تقول الشابة أميمة انها كانت تعاني من ظروف اقتصادية صعبة جراء ارتفاع الاسعار وانقطاع المرتبات وهو ما دفعها الى انشاء مشروعها الخاص إضافة الى حبها وشغفها في ممارسة مهنة صناعة الأجبان.
وتضيف في تصريح خاص لـ " الصحوة نت " أنها انطلقت في مشروعها الذي كان مجرد فكره وعملت بكل ما أوتيت من قوة في كل الاتجاهات لتطوير هذه الفكرة وجعلها منتج ومشروع تمارس من خلاله هوايتها ويحسن لها من دخلها ويساعدها في تخطي الظروف الاقتصادية لها ولأسرتها .

وتؤكد أميمة أنها مع بداية مشروعها واجهت كغيرها من أصحاب المشاريع كثيرا من الصعوبات والعقبات التي أصابتها بحالة من التردد والتوقف عن بناء مشروعها إلا أنها استطاعت تخطي هذه الصعاب والتحديات بدعم اسرتها وتمكنت من الخروج بمشروعها إلى المجتمع العدني.
وتشير أميمة إلى أن كثيرا من أصحاب المشاريع اغلقوا مشاريعهم بسبب التحديات والصعوبات التي واجهتهم والأوضاع والمشاكل التي كانت تعيشها مدينة عدن بما فيها مشكله الانقطاعات المتكررة لخدمة الكهرباء والمياه وتدهور العملة المحلية امام العملات الأجنبية وارتفاع الأسعار .
وتذكر أميمة أن مشروعها الذي تميز بصناعة منتجات صحية وخاليه من المواد الحافظة يتسع يوما بعد اخر وهو ما جعلها اليوم تقفَ عاجزةً عنْ تطويرِ مشروعها أكثرَ منْ ذلكَ بسببِ غيابِ الدعمِ عنها .
ودعت أميمة الحكومة والجهات المختصة الى الاهتمام بمثل هذه المشاريع الصغيرة كونها تعمل على تحقيقَ الهدفِ الثامنِ منْ أهدافِ التنميةِ المستدامةِ والمتمثلِ في العملِ اللائقِ ونموِ الاقتصادِ في البلاد.

تنمية اقتصادية
يقول الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي محمد الجماعي إنه خلال سنوات الحرب في اليمن برزت العديد من المنظمات والمؤسسات الداعمة للمشاريع الصغيرة التي شكلت رافدًا جيدًا للتنمية المحلية رغم ظروف الحرب.
ويضيف الجماعي في تصريح خاص لـ "الصحوة نت" أن المشاريع الصغيرة لها دور كبير في خفض نسبة البطالة والفقر خاصة إذا وجدت خطوط تعاون بينها وبين الدولة بما يحقق تنمية اقتصادية للبلد.
ويؤكد أن التوجه نحو المشاريع الصغيرة لا يزال محاطًا بتعقيدات كبيرة أبرزها غياب التوجه الرسمي في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد الا ان المنظمات عملت من خلال برامجها على تدريب وتأهيل الشباب واكسابهم مهارات حياتية مختلفة كمقدمة لاستخدام ذلك التدريب والتأهيل للانطلاق نحو آفاق العمل وصولا لمرحلة الاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس.

ويشير إلى أن حالة الحرب قد خلقت وضعا مغايرا وجديدا في اليمن وتسببت في اتساع في رقعة المحتاجين وايضا اتساع في عدد المنظمات والجمعيات التي تقدم العون لأصحاب المشاريع الصغيرة والاسر والشباب الذين يتم تأهيلهم وتدريبهم.
وأوضح أن المشروعات الصغيرة عنصر مهم واستراتيجي في عملية التنمية وفي عملية التطوير الاقتصادي للمجتمع اضافة الى انها تساعد في عملية صقل مهارات الشباب والشابات وتمكن الاسر المحتاجة من انشاء مشاريعها وادارة تلك المشاريع التي تسهم في حل مشكلة البطالة.