الحوثية الاثنى عشرية ؛ تنكرت للزيدية، و رمت بالهادوية وراء ظهرها، و استبدلت عن كل ذلك بالاثنى عشرية الإمامية.
الحوثية الاثنى عشرية مستعدة لأن تأخذ عن إيران كل توجيه، و تنفذ كل أمر، و تتنكر لكل خلق أو مبدأ.
و هذه السطور لا تبالغ فيما تقول، و لا تتقوّل دون دليل.
و لا يقف أمر الحوثية الاثنى عشرية - في هذا - عند الرضا و القبول الأعمى بإمامة الخميني، أو اتخاذه رمزا أعلا، أو عند رفع صوره و نشر أقواله، و لا عند التغني بعد النواح، على قاسم سليماني، و لكن للقارئ الحصيف أن يتأمل في كثير من الطقوس، بل الخرافات التي نشرتها الحوثية الإثنى عشرية عن ملالي طهران من ضرب أجساد الأتباع بالحديد أو السيوف، أو الانبطاح و الزحف على البطون، أو تبني الحسينيات مما لم يكن لكل هذه الخزعبلات أي وجود في اليمن؛ حتى في أيام فترة أي إمام هادوي، أو جارودي حكم جزءا من اليمن على حين غفلة مما كانت تواتيهم الفرص - بين حين و آخر - لحكم منطقة ما من مناطق اليمن .
كما لم تكن هناك احتفالات بذكرى ميلاد فلان أو علان أو فلانة مما كان محصورا فقط عند الإمامة الاثنى عشرية في إيران.
معروف أن انحراف الاثنى عشرية وصل حد اتهام القرآن الكريم، و الزعم بأنه ناقص؛ و ذلك بهدف دس آيات من مختلقاتهم التي راحوا يهرفون بها؛ بغرض تأييد مزاعمهم و دعاواهم بالحق الإلهي.
غير أن اختلاقاتهم تلك جاءت على شاكلة ما كان يهذي به مسيلمة الكذاب من سذاجة القول، و سَقَط الكلام.
و من هذا المنطلق الأعمى للإمامة الاثنى عشرية جاءت الاثنى عشرية الحوثية، فراحت تُعمِل معاول الهدم؛ و لكن بطريقة مختلفة حيث تبنت زعم الاحتفال بالمولد النبوي، و هو احتفال ظاهره التبجيل، و حقيقته الإساءة و زرع الكراهية في نفوس الناس عبر وسائل و طرق مستفزة، تولّد السخط و النفور لدى الناس.
هناك عيدا الفطر و الأضحى، و يمثلان شعيرتين من شعائر الإسلام، يحتفي الناس بهما كل بحسب قدرته و طاقته، و هما عيدان كان يحتفي بهما النبي صلى الله عليه و سلم فيلبس فيهما أحسن ما يجد. و هكذا المسلمون يفعلون عبر كل القرون ، و كل أحد يفعل ذلك وفق قدراته المادية دون إكراه من أحد.
و حب النبي و تبجيله و تقديره حقيقة مغروسة في نفس كل مسلم، و أصدق ما يتم التعبير به تبجيلا و تقديرا هو في اتباع هديه و سنته.
لكن الحوثية الاثنى عشرية تهدف بصورة خفية أو ملتوية إلى الإساءة للنبي الكريم بما تفرضه من إتاوات و جبايات، و من نهب قسري للأموال من الموسرين و المعدمين على حد سواء، إضافة إلى إلزام أصحاب المحال التجارية و المنازل، و أجساد المعتوهين بطلائها ( بالقطران) الأخضر..!!
و هذه الإساءة للمولد؛ لا تقل سوءا عن تلك الرسوم التي كانت تحركها - بين حين - و آخر آياد و أطراف صليبية بغرض النيل من مقام النبي صلى الله عليه و سلم، و هي محاولات يائسة، و خبيثة تتكسر عند فيوض ذلك الحب الصادق الذي يحمله المسلمون كافة للنبي عليه الصلاة و السلام .
فهل هذا الإلزام بالإتاوات و أخذ الجبايات و الأموال قهرا و قسرا يُحبّب المناسبة للناس؟ أم ينفرهم منها؟ و هل يقف السخط عند حد، أم يتجاوز إلى ما يريد أن يصل إليه الحوثي من الإساءة للنبي الكريم، مثل إساءة أسياده من الإمامة الاثنى عشرية في قم و طهران للقرآن الكريم؟
إن الحوثية الإثنى عشرية تهدف إلى شيئين من وراء هذه الحملة المسعورة في جمع الأموال و نهبها بالقوة، و ربطها بالمولد ؛ الأول: الإساءة للنبي الكريم بغرض الوصول إلى ما يريدون من إعطاء التبجيل و القداسة لرموزهم و أئمتهم. و الثاني : توجيه ما يختلسونه من أموال لما يسمونه المجهود الحربي، و هو ما لم يسلم منه حتى نصف الراتب الذي تصرفه مليشيا الإمامة الحوثية كل نصف عام للمعلمين، حيث خصمت منهم ما يساوي 60% مما يصرفونه، و ذلك بحجة المولد..!!
كان الرسول صلى الله عليه و سلم أمام أي معركة جهادية يحتاج معها إلى تغطية نفقاتها؛ يحث الناس للتطوع دون أن يلزم أو يجبر أحدا على الإطلاق، و هي قضية جهاد و حرب ، فأين أخلاق هؤلاء النهّابة من سنة الرسول وهديه المبين؟