يترقب المسلمون في أنحاء العالم قدوم مناسبة المولد النبوي الشريف بالشوق والترحاب ويعتبرونها مناسبة للخير والتراحم والإنسانية، لكن في مناطق مليشيات الحوثي يبدو الوضع مختلفا تماما حيث يرتقب الناس قدوم هذه المناسبة بمزيج من الهلع والخوف والحذر.
" محمود السعيدي" من صنعاء، يتحدث ويده على صدره وعينيه مليئتان بالهم، يقول:" قبل قليل جاء الحوثيون إلى صاحب هذه العمارة وهددوه بأبشع طريقة انه اذا لم يعلق الزينة الضوئية الخضراء غالية الثمن على كامل العمارة، فسوف يجعلونه يدفع ضرائب عشر سنوات مقدما، أصبحنا نخشى يوم المولد فعلا بدون مبالغة.
صاحب العمارة رفض في البداية الحديث وبعد أن تيقن بأننا لسنا حوثيين، قال: " القصة أكبر من هذه وليست الزينة هي المشكلة، لقد دفعت لهم قبل أربعة أيام مبلغ ٢٨٠ ألف ريال رسوم المولد النبوي، وهو مبلغ يتحدد بحسب الشقق المؤجرة، يعني جاؤوا يشاركوني في الايجار، وهذا المبلغ لا يندرج تحت بند الضرائب او الزكاة او اي شيء بل هكذا بلطجة بدون اي وجه قانوني، والان يهددوني بدفع ضرائب عشر سنوات مقدما اذا لم اعلق زينة ضوئية خضراء تلف على العمارة بالكامل وهذه قد يصل سعرها إلى ١٠٠ ألف ريال".
شعارات كاذبة
ثم يضيف قائلا:" الحوثيون لا يحبون النبي ابدا ولا يعتبرون مناسبة المولد النبوي إلا موسما للجباية والنهب والبلطجة على المواطنين في ارزاقهم، ولهذا أصبح يوم المولد مخيفا فعلا بالنسبة للشعب اليمني".
على مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت العديد من الصور لمبالغ مالية ضخمة جدا مخزنة في غرف تابعة لقيادات حوثية بكميات كبيرة، وهي الأموال التي تم جمعها واخذها من التجار والمواطنين بحجة المولد، وسببت هذه الصور حالة استفزاز وقهر لكل من شاهدها، ومنهم "الحاج علي" المواطن السبعيني من صنعاء، الذي يقول :" العظيم في هذه الصور انها تثبت للشعب كله بأن شعارات الحوثي وجماعته شعارات كذابة وانهم ابعد الناس عن الإسلام وتعاليمه، الإسلام أمر بالعدل والإحسان والنبي صلى الله عليه وسلم اوصى بإطعام الجائع والفقير، وهؤلاء يأكلون الجائع والفقير ولا يعرفون العدل ولا الإحسان، بل صدقني ان حقد الحوثيين على المسلمين اكثر من حقد اليهود".
النبي كان فقيرا
من جانبها ترى " ام عمار " ان أكبر دليل على كذب الحوثيين بمحبتهم الرسول والإسلام هو عدم اهتمامهم بأحوال المسلمين بل والتضييق عليهم بشتى الوسائل وعدم الرحمة بهم، حد قولها، مضيفة:" بالطبع نشاهد الحوثيين وهم يتحرقون شوقا لقدوم المولد النبوي الشريف ويعدون له الايام والساعات ولكن ما هو السبب الحقيقي لهذا الشوق والترقب؟ السبب بالطبع هو ان هذه المناسبة فرصة ذهبية لجمع الملايين والمليارات باسم النبي صلى الله عليه وسلم ظلما وافتراء، ولو كانوا يحبون النبي فعلا فالنبي لم يأخذ من تاجر ولا غني ولا فقير كسرة خبز غير الزكاة ابدا، وكان يربط على بطنه بحجرين من الجوع".
و المرأة التي انتشرت صورها مؤخرا وهي تبحث في القمامة عن شيء للأكل وورائها حائط كتب عليه الحوثيون " وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين". والتي صارت دليلا واضحا على كذب شعارات الحوثي ومخالفتها لأفعالهم تماما.
ضربوني واعتقلوا ابني
ويخبرنا "ع" تاجر جملة قصته مع الحوثيين قائلا:" قررت وضع حد لبلطجة الحوثي هذه المرة لأني ضقت ذرعا من كثرة طلبهم للأموال الطائلة مني وعقدت العزم ان أواجههم مهما كانت الظروف، وقبل شهر جاؤوا وطلبوا مني مبلغ مليون ريال رسوم المولد النبوي، فرفضت وقلت لهم والله ما أدفع ريال، وصممت على قراري وقلت لهم اذا كانت ضريبة رسمية سأدفع اما غير هذا لا، فماذا كانت النتيجة؟ اشبعوني ضربا أمام الناس حتى خرج الدم من وجهي واغلقوا محلي وصادروا بضاعتي بحجة أنها فاسدة واعتقلوا ابني الذي يبلغ من العمر ٢٠ عاما الى اليوم، ورفضوا اي مراجعة او صلح " حتى أتأدب" حسب كلامهم، هذا ليس فيلم رعب بل قصة حقيقية حصلت معي لكن الله موجود "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون".