يعلق رجل الشارع اليمني بتساؤلات عن كيفية التوصل لاتفاق عن شهري الهدنة الأولى في 2 أبريل، و التي تم تحاشي أن تكون في 1 أبريل مخافة أن ترتبط بكذبة أبريل، مع أن مليشيا إيران حولتها كذلك .
دعونا مما يعلق به رجل الشارع اليمني من تساؤلات ؛ و هل كان للمبعوثين الأممي و الأمريكي دور فيها، أم أنها أتت عن طريق الرباعية، أم أن هناك مطبخ ما وراء الرباعية، و المبعوثَين؟
كلما في الأمر أن المطابخ تكون في معزل، أو بعيدة عن الأنظار، لكن مصيرها أن تخرج إلى الناس، فمثلها مثل غزْل المحجّبة، التي يقول فيها المثل الشعبي: غزل المحجبة يخرج السوق..!!
الفارق أن غزْل المحجبة يخرج نسيجا متينا، بينما مخرجات تلك المطابخ تخرج ممجوجة مشوهة .
و حتى هذه المقدمة لا داعي لها، فالحديث بشأنها مع من مرّ ذكرهم مثله مثل المغنّي جنب أصنج..!!
أسمعتَ لو ناديت حيا و لكن لا حياة لمن تنادي
ولو نارا نفخت بها أضاءت و لكن أنت تنفخ في رماد
دعونا نقف عند الذين تكلموا فأسمعوا ! دعونا مع براعم مدارس تعز ! دعونا مع الطفولة الصادقة، الطفولة البريئة ؛ الطفولة التي هتفت فكسرت حصار مليشيا إيران حتى سمعها سادتهم من الملالي، و إن كانوا لا يفقهون شيئًا، و لا يهتدون سبيلا.
هتف أطفال تعز، فتجاوز هتافهم النقاط الإرهابية للحوثي، و اقتحم حواجزهم، فلم تستطع وحشية مليشيا إيران أن تمنع ذلك الهتاف من وصول أثره إلى كل مكان في الجمهورية ، و لم تستطع أن تحاصر ذلك الهتاف الذي أسمع العالم.
هذا الهتاف الذي جاء بمناسبة عظيمة، هي الذكرى الستون لثورة 26 سبتمبر ، فهز المشاعر، و حرك الفعاليات حتى في مناطق وجود مليشيا الحوثي؛ دفع بعبده الحوثي إلى حشر المولد النبوي الشريف و التوسل به لدعوة الناس - بسخف - إلى الهدوء و الاستكانة و السكون احتراما لذكرى المولد ؛ و ذلك مخافة أن تتوسع شرارة حراك فعاليات الاحتفاء بذكرى الثورة المجيدة.
إنه الهتاف البريء، الذي يترنم بالسلام، و يتغنى بالحب، و يفيض بالطهر و الفطرة و البراءة، و يؤكد على ثورة 26 سبتمر العظيمة .
لكم كل الإكبار يا شباب اليمن و شاباته، و رجاله و نسائه، في كل المحافظات و أنتم تؤكدون عمليا و بصوت مسموع ؛ الرفض؛ كل الرفض لمشروع الكهنوت.
و لكم يا فتيان تعز كل التقدير، و لكُن َّ يا فتيات مدينة بني رسول كل الإجلال في مدارس الصفاء و النقاء و الحب.
لقد أسمعت هتافاتكم من به صمم ! و لقد حشرتم ( المبعوثََين ) المتبرّع بهما في زاوية الإحراج، و فضحتم لهما عجزا مدويا، و أداء مزريا..!!
كيف تخطّى هتاف أطفال تعز كل الحواجز، و الموانع ، فيما عجز جروندنبرغ، و ليندركنج عن أن يفعلا شيئا يذكر تجاه بنود الهدنة التي احتشد أطراف ( أبريل) و أعلنوها بمنظومة بنود، لم يتحقق منها إلا ما كان مكسبا (لإيران ) و مليشياتها..!!؟
و عجز جروندبرغ و ليندركنج و الرباعية، و ما وراءهم من مطبخ أو مطابخ عن فتح طريق رئيس واحد في تعز، و هم من كانوا زعموا ذلك .
هذه السطور لن يستبد بها الغضب لتقول أن هناك تواطؤ كما يقول رجل الشارع، فلرجل الشارع أن يقول ما يشاء ، و يعبر عن مشاعره و مواقفه كيفما شاء .. و لا أجد حرجا في أن أقول أنه يعبر بصدق و بلا رتوش.
الشارع اليمني و العربي، يتهم فعلا المبعوثَين - سواء من تبرعت به الأمم المتحدة، أو تبرعت به واشنطن - يتهمانهما بالتقصير، و الأداء الرخو، و السلبية و العجز، و أنهما يكيلان بمكيالين، فحققا للعصابة الحوثية مكاسب ما كانت تحلم بها، و تراخيا كلية عن تنفيذ أي بند من بقية بنود هدنة (أبريل)، مما يخص الشعب اليمني ؛ و هذا عار في حق القانون الدولي أن يتم إعطاء العصابات الإرهابية مكاسب على حساب شعب و سلطة شرعية..!!
لست أدري كيف أسوق عبارة قالها أحدهم في الشارع ؛ أن المبعوثَين الإثنين و الرباعية معهما، أصبحوا جميعا و ما وراءهم من مطابخ، أصبحوا يتحورون بين فترة و أخرى، كما يتحور ذلك الوباء السيء الصيت ، و لا يظهرون إلا في فصول معينة..!!
قد تكون في مفردات، و ألفاظ رجل الشارع حِدّة، لكنها من وجهة نظر هذه السطور أفضل بكثير، من صمت، و سكوت بعض أولئك الذين يثرثرون بلا توقف لأتفه حدث يقع ؛ بينما يبتلعون ألسنتهم و يدخلون في بيات شتوي أمام عجز المبعوث الأممي و الأمريكي تجاه وحشية مليشيا الكهنوت و تعنته إزاء هدنة هما من صاغ بنودها ؛ ثم لم يرهما أحد إلا في ممارسة الضغوط لتنفيذ مطالب عصابة الحوثي.
حتى الرباعية - التي تظهر بين حين و آخر لتذكر بنفسها كلما دعت الحاجة، كي لا ينساها الناس - توارى دورها و اختفت عند طرق تعز !
بوركتم يا فتيات و فتيان تعز ، فقد جئتم بما لم يستطعه المذكورون أعلاه..!!