الحقد والانتقام هو العنوان البارز لانتهاكات مليشيا الحوثي بحق أبناء تهامة، انتقاما من مواقف أبناء تلك المناطق خاصة الزرانيق الذين ثاروا ضد الإمامة خاصة في عهد الطاغية حميد الدين وابنه الطاغية احمد، رفضاً لتسلطهم وكهنوتهم.
قبل أيام سقط قتيل وعشرات الجرحى والمختطفين وعشرات الأسر المهجرة قسرا من أهالي الصقره بمديرية بيت الفقيه محافظة الحديدة، بسبب مواجهتهم لآلة الموت الحوثية التي تشنها المليشيات منذ أيام، دفاعا عن أراضيهم ومنازلهم، ولا تزال تلك الحملة الهمجية مستمرة.
لم تجد المليشيات الحوثية حجة لتبرير جريمتها وانتهاكاتها، فزعمت أن تلك الأراضي تعود ملكيتها للدولة، لكن الأهالي ينفون تلك المزاعم ويؤكدون ملكيتهم لتلك الأراضي.
حيث تصل مساحة تلك الأراضي التي جرفتها جرافات المليشيات تمهيدا لنهبها نحو 15كم مربع.
جرائم إمامية
وفي حديثه "للصحوة نت" أكد الصحفي وديع عطا أن ما يتعرض له أبناء تهامة هو تكرار لسيناريو مماثل تعرضوا له في عشرينيات القرن الماضي 1926، على يد طغاة بيت حميد الدين عندما حاول السيطرة على مساحات شاسعة من أراضي الأهالي.
وأضاف "أن أبناء تلك المناطق واجهوا الغزو الامامي الذي حشد آلاف من المسلحين من قبائل عدة للسيطرة على أراضي أبناء المنطقة وعلى رأسهم الزرانيق".
وأضاف أنه وبحكم القوة استطاع الطاغية يحيى ومرتزقته من البسط على مساحات شاسعة، لكن أبناء المنطقة استعادوها تباعا في عهد الجمهورية.
وأكد أنه مع نكبة اليمنيين في سبتمبر 2014، وسيطرة مليشيا الحوثي على العاصمة ومؤسسات الدولة، تتحجج المليشيات بذات الحجج التي اختلقها الطاغية حميد الدين بأنها أرض للدولة، مناشدا المنظمات والجهات المعنية والحكومية وقف هذا التوحش البربري بحق أبناء قرى القصره.
حملة نهب وسلب
ويوم الثلاثاء الماضي دشنت مليشيا الحوثي في مديرية بيت الفقيه قرى القصره حملة لنهب أراضي أهالي المنطقة، مكونة من 35 طقم عسكري مصحوبة بعدد من الجرافات.
وبحسب الأهالي فإن عناصر المسلحة باشرت بإطلاق كثيف وعشوائي على المواطنين العزل من سكان القرى الذين خرجوا لمنع تجريف حوالي 17 معاد (المعاد يساوي 44 لبنة)من مزارعهم وأراضيهم التي يمتلكونها منذ قرون.
وفي سياق متصل عبر المتحدث باسم الأمين العام قال ستيفان دوجاريك، في المؤتمر الصحفي الأسبوعي له، عن قلق الأمم المتحدة إزاء مصادرة وإتلاف أراضٍ وحقول تابعة للمواطنين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي بمديرية بيت الفقيه جنوبي الحديدة.
وأضاف أن التقارير التي تتحدث عن سقوط ضحايا مدنيين، واعتقالات وتهجير قسري بين سكان هذه القرى مقلقة للغاية، منهياً حديثه في هذا السياق بالتأكيد على أن الأمم المتحدة "اتخذت خطوات للتحقق من هذه التقارير المزعجة".
الذكرى الأولى للمجزرة بحق أبناء تهامة
وفي انتهاك آخر ضد أبناء تهامة محافظة الحديدة، وفي ذات الشهر السبتمبري المجيد الذي فيه أطيح بحكم العصابات السلالية من بيت حميد الدين، يحيى اليمنيون الذكرى الأولى لمجزرة مليشيا الحوثي بإعدام تسعة من شباب الحديدة بتهمة كيدية.
ففي الـ 18 من شهر سبتمبر 2021، اعدمت المليشيات تسعة مواطنين دون أي ذنب اقترفوه، بعد ادانتهم بالتخطيط لاغتيال القيادي في المليشيات صالح الصماد.
يرتبط هذا التاريخ في ذاكرة اليمنيين بمحاولة بقايا الحكم الكهنوتي عقب رحيل الطاغية أحمد حميد الدين متأثرا بجراحه من رصاص الثائرين عليه من اليمنيين، بمايعة الطاغية محمد البدر، لكنهم فشلوا ونجح الثوار في استئصاله.
وأعلنت مليشيا الحوثي عن مقتل الصماد في 18 ابريل 2018، إثر ضربة جوية لطيران التحالف العربي.
وهروبا منها استغلت مليشيا الحوثي الحادثة لتثبت للعوام سطوتها الأمنية فقرر القضاء القابع تحت سيطرتها بإعدام تسعة من أبناء الحديدة أحدهم قاصر والعاشر مات تحت التعذيب.
ناشطون ينددون بالجريمة
وإحياءً للذكرى الأولى لتلك الجريمة البشعة والمجزرة غير الأخلاقية أحيا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ذكرى تلك المأساة والتنديد بها والمطالبة بالقصاص من المجرمين من قيادة المليشيات الحوثية التي يصفونها بالإرهاب الممنهج الممول من ايران.
ووصف الناشطون تلك المجزرة بالجريمة البشعة التي كشفت حقد المليشيات السلالية المتجذر ضد اليمنيين وقتلهم بشتى الوسائل والرقص على جثثهم.
واكد الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن مليشيا الحوثي تتفنن في هذه الجرائم كبقية التنظيمات الإرهابية أبرزها "داعش"، تتقن تلك التنظيمات الإرهابية في اختيار الضحية وتكبيله والصاق التهمة به ومحاكمته بصورة شكلية ثم التخلص منه بطريقة تؤكد بلا شك أن ما خفي من حقد هذه الجماعة كان أعظم.