تحل علينا اليوم الذكرى الثامنة لتأسيس وانطلاق مطارح نخلا شمال محافظة مأرب، لمواجهة مليشيا الحوثي الارهابية الانقلابية، والتي كانت حينها تخوض مواجهات عنيفة في صنعاء لإسقاط الدولة والسيطرة على مؤسساتها.
ومطارح نخلا بمحافظة مأرب، مسمى متعارف عليه قبلياً في مأرب ينشأ عند الخطوب واستشعار القبيلة لخطر ما او تحد معين يحيط بها، تشكلت، في 18سبتمبر من العام 2014م بعد انقلاب مليشيات الحوثي بأيام قلائل.
حائط الصد
وبحسب، عبدالهادي جابر أحد المؤسسين فإن تأسيس مطارح نخلا كان بهدف تكوين كتائب المقاومة، وحائط الصد للغزو الحوثي ، على محافظة مارب بعد ان سيطرت المليشيا على العاصمة صنعاء ،ومحافظات أخرى".
وقال في تصريح لـ"الصحوة نت" إن قبائل مارب ، مع القبائل المتواجدة داخلها من محافظات الجمهورية ، قامت بالتحرك الى نخلا ، وتم تأسيس قوه وتقسيمها الى كتائب ، واجهت المليشيا عند اقترابها من المحافظة:,
وأشار إلى "إن مطارح نخلا لعبت دوراً بارزا في التهيئة لاستعادة مؤسسات الدولة، واستعادة دور وزارة الدفاع، وتشكيل المناطق والمحاور والأولوية العسكرية، موضحاً بأن المقاومة وقفت مع الجيش في خط واحد للدفاع عن المحافظة والجمهورية".
وأضاف: "بهذه المناسبة في الذكرى الثامنة لتأسيس مطارح نخلا نترحم على الشهداء الذين سقطوا في الدفاع عن الوطن من ابناء المطارح والجيش، ونسأل الله الشفاء للجرحى، ونتمنى أن تزول هذه الفئة المدعومة ايرانياً في القريب العاجل".
النواة الأولى
وفي ذات السياق، أكد عبدالحق جردان أحد المؤسسين والقيادي في مقاومة مارب على أهمية ذكرى تأسيس مطارح نخلا والسحيل التي تصادف يوم 18 من سبتمبر من كل عام.
وقال في تصريح لـ"الصحوة نت" في مثل هذا اليوم من العام 2014م وبعد غزو المليشيات الحوثية للعاصمة صنعاء والسيطرة على أجزاء منها، وكذلك نقضهم للاتفاق الموقع مع أحد قبائل مأرب المحادة لمحافظة صنعاء، تداعت قبائل مأرب للخروج الى منطقتي نخلا والسحيل في الاتجاه الشمالي الغربي لمدينة مأرب.
وأشار جردان إلى أن القبائل اتفقت على بعض التدابير لمواجهة تقدم الحوثيين ومن هذه التدابير نصب خيام وتشكيل لجنة استقبال وتم تعيين اخي الشهيد القائد عبدالله بن حمد جرادان العبيدي قائداً عاما لمطارح نخلا والسحيل.
وقال "خلال فترة وجيزة تم ترتيب وتنظيم جموع الملتحقين بالمطارح وتشكيلهم في شكل كتائب ، ووزعت المهام الدفاعية وبعد سيطرة المليشيات الانقلابية على معظم محافظات الجمهورية ، توافد أحرار اليمن إلى مأرب وتحديدا إلى مطارح نخلا ، وتم تشكيلهم في كتائب مشاة وكانت عبارة عن النواة الأولى لبناء الجيش الوطني والمقاومة الشعبية".
وأضاف: "بعد الغزو الحوثي لمأرب تم توزيع تلك الكتائب على محاور القتال امتداداً من معسكر ماس شمالاً إلى مديرية حريب جنوباً وشكلت حائط صد عن آخر قلاع الجمهورية ، وحصنها الحصين مأرب وظلت مقاومة مأرب سندا وعونا للجيش الوطني خلال سنوات قتال مليشيات الانقلابية إلى يومنا هذا واستشهد ابرز قادتها وقدمت قوافل من خيرة أفرادها".
مناسبة عظيمة
وفي هذه المناسبة، كتب الناشط محمد الشبيري عن مطارح نخلا في ذكراها الثامنة مؤكداً ن "مطارح نخلاء" هي اللبنة الأولى لتأسيس الجبهة المناهضة للمشروع الحوثي المتخلف.
وقال: "هي مناسبة عظيمة للترحم على أرواح شهدائنا الذي بذلوا أرواحهم للدفاع عن بلادهم، في وجه أعتى حملة بربرية تهدف لاستعباد الناس وارجاع الأوضاع إلى ما قبل فكرة الدولة والجمهورية والتعددية والمساواة".
وأضاف الشبيري: " نتذكر الرجال العظام الذي وقفوا شامخين بإمكانات متواضعة، لكن هممهم كانت تناطح السحاب؛ وكانوا يرددون بصوت رجل واحد: لن يمر الحوثي إلا على جثثنا، وها هو العدو بعد ٨ أعوام ما يزال غير قادر على تحقيق حلمه في بسط سيطرته الكاملة على مارب".
الدكتور يحيى الأحمدي كتب أيضاً عن مطارح نخلا وذكراها الثامنة قائلاً :" ثلة من سبأ آمنوا بكرامتهم وقالوا للحوثية: لا وإن كان.. فعلى أشلائنا.. إنها الذكرى الثامنة لتأسيس النسق الأول سطرها أسود النضال.
وقال: "في صنعاء كانت الطائرات تتزود بالقذائف لضربهم، والأرتال العسكرية ممتدة ما بين صنعاء ومارب، وبين هذا وذاك تمطرهم رسائل التهديد والوعيد، وأشكال الخذلان؛ تارة بالترغيب، وبالترهيب تارة أخرى".
قرار شجاع
وأضاف: "هنا مطارح نخلا والسحيل، حيث اتخذ أبناء مارب الخيار الأصعب في تاريخ اليمنيين، ومن قلب المملكة السبئية قرروا أن يقاموا الطوفان، وقالوا للحوثيين: ادخلوا مارب إن شئتم ولكن على أنهر من دمائنا وجسور من أشلائنا".
وأكد الأحمدي بأن الأبطال في مطارح نخلا وقفوا بين خيارين، إما الموت بشرف أو الحياة بذل، وكان القرار علوا في الحياة وفي الممات.. نالوا شرف المبادرة حينما وضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، واتخذوا قرارا مبكرا بالتصدي للانقلابيتين، فتلاشت كل القضايا الخلافية بينهم وذابت قضايا الثأر والنزاع.
وأشار إلى أنه وفي مثل هذا التاريخ رجحت كفة ميزان المواجهة حيث حدد أبناء مأرب طريقة التعامل مع التمرد الذي استولى على مؤسسات الدولة، وأعلن حربا مفتوحة ضد اليمنيين.
ووصف الأحمدي قرار تأسيس مطارح نخلا بالقرار الشجاع لمقاومة الانقلاب، والأرضية الصلبة التي انطلق منها أبناء اليمن في مواجهة الظلاميين الجدد، ومن خلالها حافظوا على أهم مشاريع الشعب ومكاسبه الوطنية... وختم الأحمدي حديثه بالترحم على شهداء نخلا والدعاء للجرحى.