سبتمبر الثورة والجمهورية

سبتمبر الثورة والجمهورية

هناك حقيقة لا يختلف عليها اثنان، و لا يستطيع أن ينكرها مستبد أو استعمار ؛ ألا و هي أن ثورة 26سبتمبر 1962،  نقلت اليمن من غياهب سجن كبير إلى فضاء الحرية الواسع، و من الظلم و الكهنوت، إلى الثورة و الجمهورية، و بعبارة أكثر وضوحا؛ فقد نقلته من الموات إلى الحياة..!!

كانت شعوب العالم تتبادل التعاون المعرفي و الثقافي، و الصحي ، و الاقتصادي، و الإنتاج الزراعي و الصناعي، فيما كان العهد السلالي الإمامي يتبادل التعاون مع المرض و الجهل و التخلف و التشرد ضد الشعب و الوطن  ؛ حتى لقد بلغ الجهل بكثير من العامة  الاعتقاد بأن الدنيا كلها هي اليمن ، بل المنطقة التي يقطنها فقط و ما يحيط بها من جبال و آفاق، و أما من ترامى إلى مسامعهم أسماء بلدان أخرى فكانوا يظنون أنها بلدان تقع - أيضا - تحت حكم الإمام..!!

 هذه الحقائق ستظل ، و ستبقى عارا في جبين الحكم السلالي إلى آخر الزمن ، و هو عار يتجدد مع ظهور أي عصابة من عصابات السلالة المنحرفة في أي زمن أو مكان ؛ لأنها تستجر تاريخها البائس، و ماضيها الخرافي السخيف .

وحقيقة أخرى - يجب أن ينتبه لها كافة أبناء الشعب اليمني  -  و هي أن 21 سبتمبر تمثل كارثة الخزي، و نكبة النكبات لليمن.

كان الناس قد وصلوا إلى توافق، و جاءت حكومة الوفاق،  لتلم كل الأطراف، و أعطت حصانة، و قام مؤتمر حوار وطني، و خرج بنتائج، رسم فيها خارطة طريق، و تحرر الموقع الأول في البلاد من ثقل و أوضار الجهوية، أو المناطقية، و باتت الفرص في شتى المواقع مهيئة، و تهيأت ظروف الاستقرار ، و تنفس الناس الصعداء لأنهم على وشك الخروج من عنق الزجاجة، و على بُعْد فِتْر أو شبر من وضعهم أول خطوة في مسار جديد، نحو مستقبل أجَدّ.

  لم يرق هذا الوفاق و الاتفاق .. للسلالة الحوثية التي ارتهنت لإيران ، كما لم يرق للمخططات الاستعمارية ؛ ناهيك عن أنها وجدت من يعينها انتقاما أعمى، أو تشفيا أحمق ؛ فكانت كارثة 21 سبتمبر التي لم يقل أحد من تلك الأطراف الأجنبية التي تتذرع بالحالة الإنسانية أي اعتراض لما يجري، أو وضعت خطا أحمر، كما تفعل حين يشتد الخناق على عصابة الحوثي ؛ و رأى فيها رجل الشارع و (ك إنها) ضالعة في صنع النكبة..!!  

  و بأسرع ما يمكن ؛ أجلب أعداء اليمن عليها بخيلهم، و رجلهم، و أموالهم و مخططاتهم، و استنفروا كل عبيدهم. و صفق المخدوعون، و هتف الأغبياء للذئاب التي توافدت سرا و علانية ، متسترة بالبوم و الغربان المسكونة بالوهم، و التي سوّل لها حسابها الساذج أنها ستظفر بنصيب من ثمار مخطط الإجرام. و مايزال أولئك البعض المساكين مسكونين بذلك الوهم، و منتظرين ما قد يُلقى من فتات.. فلم ينالوا غير الحصرم، و مرير الحنضل..!!

  و ظل جمع الذئاب يعمل مختفيا، و بقي المخدوعون في غيهم ؛ ليبرز من تحت عباءة المخطط الغادر و المغدور واقعا آخر عنوانه المشروع الفارسي الحاقد؛ و الذي كان هو المستفيد الوحيد.

و كان من نتاج ذلك المخطط اللئيم- كارثة 21 سبتمبر المشؤوم- أنها أتت على الاتفاق و الوفاق، و حالت دون تنفيذ و تطبيق نتائج مؤتمر الحوار الوطني، و انتزعت أو قل تسلمت من أطراف الحصانة المعسكرات، و أوهمتهم أو طمأنتهم أو خادعتهم ... ثم عادت لتتغدى بهم غدرا وتنتقم منهم غيلة..!!  

و مع كل ذلك هناك من يتغافل عن كارثة 21 سبتمبر  عمدا، و آخر يغفل عنها متغاضيا، و يذهب الطرفان الغافل و المتغافل بعيدا عن كارثة 21 سبتمبر للبحث عن شماعة يلقون عليها اللوم، و يحملونها تبعة بلاهة الأغبياء و سذاجة المخدوعين، وسوء ما صنعته أيديهم و أفهامهم..!!

و هذه أيضا حقيقة أخرى، و لكنها مؤلمة، ألا و هي أن كثيرين لا يلتفتون إلى كارثة الكوارث 21 سبتمبر،  بل يذهبون ليتعسفوا أسبابا و مبررات بعيدة، و هم في ذلك يخدمون مليشيا الحوثي أبلغ الخدمات.

 إن أحق الحقائق، تتمثل في أن ما حل في البلاد من بلاء هو بسبب مليشيا الحوثي الإرهابية و من يقف معها، و لا شيئ غير ذلك.

دعونا من الوقوف عند الأطلال، و عند نبش الذكريات، و السؤال الملح اليوم: هل اتعظ القوم ؟ هل اعتبر أصحاب الحسابات المغلوطة؟ أم أن البلاهة ماتزال تعمل على نفس الوتيرة؟ و الأفواه التي ساهمت في تأجيج النار ماتزال تنفخ؟ و أن سذاجة أولئك البعض مايزالون يصفقون للذئاب؟ و يؤملون بنصيب لن يأتي..!!

  هل ماتزال العقلية هي العقلية؟ و ماتزال الأوهام هي الأوهام؟ فحتى متى ستظل الأوهام تسكن أولئك البعض؟

و حتى متى ستظل السذاجة و البلاهة تخدم إيران!؟

   يا أولئك ؛ إن الرضا بالفتات المزعوم يؤثر في منسوب الوطنية من حيث يشعر الإنسان أو لا يشعر ! فلننتبه يا قوم، فإن اليمن تنادي أحرارها: أن سووا صفوفكم، و صلوا الصف بالصف، و شدوا الكتف إلى الكتف، و اليد باليد حتى تتحرر البلاد، و تمتلك قرارها و سيادتها، و تتحرر من أن تكون منصة تخريب على حساب الوطن العربي الكبير!.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى