تشهد العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي أزمة مشتقات نفطية خانقة ومفاجأة، وشوهدت مئات السيارات منتظرة أمام محطات الوقود.
ويتهم سكان صنعاء مليشيا الحوثي بافتعال الأزمة بغرض انعاش السوق السوداء التي تديرها قيادات حوثية مقربة من زعيم الجماعة.
وضاعفت أزمة الوقود من معاناة سكان صنعاء سيما مع تدهور الوضع المعيشي وتوقف مرتبات الموظفين منذ الانقلاب وانعدام فرص العمل.
انتعاش السوق السوداء
يقول عبد الخالق وهو سائق تاكسي، إن "أزمة المشتقات النفطية المفتعلة زادت من معاناتنا فلم تعد نجد ركاب ولا بترول ولا غاز إلا في السوق السوداء".
ويضيف "بترول السوق السوداء مخلوط يضر المركبات، لا مبرر لهذه الأزمة إلا استمرار جشع الحوثيين لكسب المزيد من المليارات على حساب قوت أطفالنا".
يتابع "هذه الايام سوداء، القلوب سوداء والايام سوداء وحتى السوق سوداء، حسبنا الله ونعم الوكيل ".
وقالت مصادر محلية في صنعاء لـ"الصحوة نت" إن سعر ال٢٠ لتر البترول وصل في السوق السوداء إلى خمسة وعشرين ألف ريال يمني (أربعين دولار امريكي).
وكشفت المصادر أن خزانات ميناء الحديدة ممتلئة بالبترول وأن الأوامر صدرت من قادة الميليشيا باختلاق أزمة جديدة من خلال منع مرور مئات القاطرات من منافذ الجوف، وعفار بالبيضاء، وتعز، وميناء الحديدة.
وارجعت جماعة الحوثي سبب الأزمة ما سمته "العدوان"، واتهمت التحالف باحتجاز تسع سفن، إلا أن شهود العيان يؤكدون أن محطات البترول والديزل في صنعاء تحتفظ بخزاناتها مليئة وترفض صرفها للمواطنين.
من المسؤول؟
يحمل سائقو سيارات الأجرة مليشيا الحوثي مسؤولية الأزمة الراهنة، كون سائقي سيارات الأجرة هم المتضررون كثيراً من أزمة الوقود.
يقول أحد السائقين "مصالحنا تعطلت، وكل يوم يرتفع سعر البترول أكثر ونخسر أكثر من اليوم الماضي، اطفالنا في البيت ينتظرون عودتنا ونحن لا نملك حتى ريال واحد لأن كلما نحصله ندفعه قيمة بترول، ولا ندري متى الفرج".
يضيف "يجب على ميليشيات الحوثي حل هذه الأزمة في أقرب وقت، وعدم المتاجرة بأرزاقنا في سبيل إرضاء الملالي واستجلاب العطف الأممي".
ويؤيده سلطان، سائق باص، بالقول: "فعلاً حياتنا أصبحت عبارة عن معاناة وسرب طويل وانتظار لا ينتهي، ومشاكل ومضاربة وجوع وشمس وتعب، وقد لا يصل دورك أًبداً".
وتابع قائلا "في السوق السوداء أسعار عالية جدا، وبدون جودة ولا ضمان، قد تخرب سيارتك بسبب البترول المغشوش".
أكذوبة العرض العسكري
وروجت جماعة الحوثي أخبارا أن سبب الأزمة هو احتجاز التحالف لسفن النفط بسبب خوفها من العرض العسكري الأخير الذي نفذته الميليشيا في مدينة الحديدة، الا ان غالبية المواطنين سخروا من هذه الشائعات واعتبروها" كذبة غير متقنة".
يقول "يوسف" مواطن من أمانة العاصمة: "اذا كان التحالف مرعوب من العرض العسكري المضحك للحوثيين فلماذا يقدم على تحديهم بهذه الصورة؟ ولماذا اختفت كل تلك القوات وذابت ولم تتمكن من فك الحصار عن السفن"؟.
بينما يرى "مسعود" أن سبب الأزمة المفتعلة هو اقتراب موعد "المولد النبوي" والذي حوله الحوثيون إلى مناسبة للسلب والنهب وارتفاع الأسعار وافتعال الأزمات.
ويضيف: "استمرار الأزمة يهدد بتوقف عدد من الخدمات الأساسية، فالمشتقات النفطية ليست ضرورية للسيارات فقط، بل لمضخات المياه ومولدات الكهرباء في المستشفيات، ولنقل السلع في مختلف أنحاء البلاد، والمحلات التجارية، حيث يقف الملايين من اليمنيين على حافة المجاعة.
يشار إلى أن مليشيا الحوثي قادت الانقلاب على مؤسسات الدولة تحت مبرر زيادة أسعار الوقود (500 ريال) في العام 2014، واليوم تعيش على أموال هذه الأزمة التي اتخذت منها طريقاً لنهب أموال اليمنيين والتسلط عليهم.