من بين مقدمي البرامج الثقافية الذين حظيت بهم الشاشة الفضية اليمنية يكاد يكون الراحل عبدالله علي باكدادة هو الوجه الأكثر حضورا، لما كان عليه رحمه الله من خلفية ثقافية واسعة، ولغة رصينة، ووعي عميق بقضايا المشهد الثقافي خاصة والإبداعي بشكل عام، كما أن اشتغاله بالإبداع الأدبي شاعرا قد وضعه في تفاصيل المشهد الأدبي والثقافي، وجعل اسمه قرين الثقافة والأدب إبداعا ونقدا وتعريفا.
وعلى مدى يزيد عن عقدين من الزمن كانت برامجه الثقافية التي تبث من تلفزيون عدن محط اهتمام بالغ للأدباء والمثقفين الذين وجدوا في ملفاته المقدمة صدى لما يعتمل في واقعهم من قضايا، ونافذة حنونة تتعهد المواهب الشابة تشجيعا وتعريفا، وتأخذ بأيديهم خطوة خطوة إلى مناهل الإبداع وموارد التميز، وقل أن تجد موهبة إبداعية من مواهب الشباب في عدن وغيرها من المناطق اليمنية ليس لباكدادة دور في بلورتها وتقديمها وتشجيعها.
ولد باكدادة في مدينة القرين في مديرية دوعن من حضرموت عام 1957 وانتقل في صباه إلى مدينة عدن حيث درس فيها مراحل التعليم النظامي، ثم التحق بكلية الاقتصاد جامعة عدن وتخرج فيها عام1985 ثم عمل في عدد من الوظائف الإدارية في المجال الأعلامي والثقافي كان آخرها مديرا عاما لمكتب الثقافة في محافظة عدن، ثم نائبا لوزير الإعلام والثقافة.
وفي قاهرة المعز ألقى عصا الترحال هذا اليوم إثر مرض ألم به رحمه الله.
صدرت له مجموعتان شعريتان هما:
- هذا دمي. 1992.
- بالصهاريج تقف الأطلال. 1999.
وجمع نصوصه التي كتبها بالعامية الحضرمية، وغناها عدد من مطربي اليمن والخليج في إصدار شعري سماه (حضرميات).
من شعره وكأنه يصور ما آل إليه اليمن اليوم:
هل عاث في أرضي الزحام؟
هل داست الأقدام زهر مدائني؟
وجذور أيامي تصاغ على الورق أرقا وداء
وملامحي مرسومة في الزيف في وجه الظلام
وأنا الذي خضت الملاحم بالضياء
هل صادر السوط المرير عواطفي؟
جاءت جيوش الليل تفتح خاطري
وتجوب أفكاري بمقصلة إذا مزجت معي
نسج الردى من أضلعي
وجماجم القتلى بهذي الأرض تمضغ مضجعي.