قافلة الشهداء مستمرة لتأكيد مسيرة معركة الجمهورية وتجددها حتى انجاز التحرير وإعادة الاعتبار للشعب اليمني وكرامته.
هذا عهد قطعه أبناء تعز واليمن ممهور بالتضحيات وتجليات الدماء الزكية، فبين الحين والآخر نودع شهيدا بطريقة مدهشة تعبر عن روح الشهداء العابرون في درب المجد.
وكأنه ناطقا باسم الشهداء والشهادة كعنوان حياة كريمة وإرادة لا تنكسر، آخر هؤلاء الناطقين باسم الشهداء الشهيد محمد عبد الملك نصر عبد الجليل.
وكلما ظن البعض (والظن هنا اثماً كاملاً) بان درب الأبطال بداء يتصحر بفعل طول المدى والحصار وأمراضا تنخر في المعنويات بفعل العدو وطول المدى من جانب ، وأمراض النفوس من ذوي العاهات المستدامة، يظهر لنا نجما ساطعا ليدحض هذا الظن ويؤكد أن الابطال يتوالدون كل يوم وكلما مضى بطلا ولدت تعز أبطالاً شأنها شان كل الشعوب الحرة التي تخوض معركة تحرير وجودي.
وكلما بدأنا نتذكر الشهداء الذين رحلوا كنماذج عظيمة نظن أنها لا تتكرر اثبت لنا ميدان الفداء حقيقة روح الأرض الطيبة والولادة بالأبطال وعهد الشهداء وبركة أرواحهم المطلة من شرفات الجنة.
هذا ما قاله أمس الشهيد محمد عبد الملك الذي جرح وما أن شفيت جراحه حتى عاد لموقع الفداء بحرص القائد.
فهؤلاء لا يجدون راحتهم إلا في مواطن الرجولة يحملون هم الدفاع عن الأمة وكأنهم وحدهم من يعنيهم هذا الوطن لا يضرهم من تقاعس أو خاف أو خالف.
أما وصيته فهي مقولة نورانية كاشفة لروح المدينة وعظمة المرابطين وما أكثرهم وهم من يقفون وراء سر كبرياء تعز وصمودها أمام الحصار الخارجي والداخلي والخذلان المتداخل.
كل شيء يتبخر أمام عزيمتهم وكل مؤامرة تتلاشى ببركة هذه الروح السارية في الأفراد والأسر الكريمة، الآباء النبلاء والأمهات الماجدات.
كل مرة نقف أمام صفحة أو صفحات لأبطال عظماء مغمورين لكنهم مغروسين في عمق الأرض فيبهرنا صعودهم الى السماء عندما نراهم على حقيقتهم لنكتشف أن بيننا كباراً كبار لا يمطون أعناقهم للشهرة وإنما ينهمكون في بناء الجدار الوطني وتسميك مداميك كرامتنا فيقدمون أرواحهم دون من أو ضجيج.
أبطال برحيلهم تكشف الحقيقة المغمورة بالعطاء المتواضع فتخبرنا بلغة المجد عن قصة الصمود وسر هذه المدينة التي توكد لنا بتفاصيل نضالها حتمية النصر الآتي على أجنحة طيور خضر.
خالص العزاء لوالد الشهيد القائد عبد الملك نصر عبد الجليل الفهيدي والعزاء موصول للشيخ القدير مارش عبد الجليل ولكافة الأسرة العريقة بالعطاء والتضحية والمواقف الوطنية الرائدة.