تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، خروقاتها لاتفاق الهدنة الأممية؛ بقصف ومحاصرة قرية خبزة في محافظة البيضاء للأسبوع الثاني على التوالي، ما تسبب في وقوع ضحايا من المدنيين.
وقالت مصادر محلية "للصحوة نت" إن ميليشيا الحوثي واصلت اليوم الأربعاء قصفها العشوائي لمنازل المواطنين بقذائف الدبابات والمدفعية والطيران المسير، ما أدى لسقوط ضحايا- بينهم نساء وأطفال-، وتدمير عدد من المنازل".
جريمة بشعة
وأمس الثلاثاء استشهدت طفلة، متأثرة بإصابتها إثر استهداف منزل أسرتها في القصف الذي تشنه مليشيا الحوثي بالأسلحة الثقيلة على القرية ومنع الميليشيا الأهالي من إسعافها.
وقال سكان محليون إن الطفلة، آية زيد صالح الصراري توفيت بعد رفض مليشيات الحوثي السماح للأهالي بإسعافها إلى أحد مستشفيات مدينة رداع الواقعة تحت سيطرة المليشيا، وأنها ظلت في احدى نقاط التفتيش تنزف حتى فارقت الحياة.
وتعد قرية خبزة الواقعة على سفح جبل في مديرية القريشية بعزلة قيفة القريبة من مدينة رداع من القرى التي كان لها سبق الصدارة في مواجهات الميليشيات منذ عام 2014.
وكانت خبزة أول قرية تعرضت للحرب الحوثية، بعد سيطرت المليشيا على صنعاء، وتمددها نحو المحافظات الأخرى، حيث تعرضت آنذاك لقصف جوي ومدفعي، لكن المليشيات واجهت مقاومة عنيفة من قبل الأهالي ما أجبر المليشيا على الانسحاب.
وقبل نحو أسبوع استغل الحوثيون الهدنة الأممية القائمة وعادوا للانتقام من سكان القرية الذين كانوا قد أبرموا مع الميليشيات اتفاقاً سابقاً بعدم دخول قريتهم مقابل عدم استهداف النقاط الحوثية المسلحة.
كارثة إنسانية
وفي هذا السياق، حذرت الحكومة اليمنية من تداعيات العدوان الذي تشنه مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على قرية خبزة في محافظة البيضاء.
وأدانت وزارة حقوق الإنسان بأشد العبارات اعتداء مليـشيا الحـوثي الإرهــابية على القرية ومحاولة اقتحامها مســـتخدمة مختلف أنواع الأسلحة المتوسـطة والثقيلة، وفرضـها حصار خانق و مذل على أهاليها، مانعة دخول المواد الغذائية وإسعاف المصابين.
وقالت الوزارة إنه "في حالة استمرار مليشيا الحوثي الانقلابية اجتياح القرية، فإن ذلك سيؤثر على استمرار الهدنة وينسف الجهود التي بذلها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، و المجتمع الدولي والمبعوثين الأممي والامريكي".
وطالبت الوزارة بسرعة التحرك الإقليمي والدولي للضغط على مليشيا الحوثي، و إيقاف الاعتداء الصارخ وفك الحصار والالتزام بالهدنة، وحذرت من كارثة إنسانية وقتل جماعي ينتظر أهالي خبزة مع حالة الصلف والعدوان المستمر للحوثي بهدف التصفية العامة للأطفال والنساء والشيوخ العزل، باقتحامهم للقرية.
إبادة جماعية
من جهته، أدان المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) الحصار الخانق والهجمات بمختلف أنواع الأسلحة التي تنفذها ميليشيات جماعة الحوثي على قرية خبزة سعياً لاقتحامها، وما يتضمنه ذلك الحصار من اعتداء على المدنيين ومنع وصول المواد الغذائية والأدوية إليهم، ومنع إسعاف المصابين.
وأشار البيان إلى تعرض أبناء القرية إلى إبادة جماعية عبر استهدف آبار مياه الشرب بالقصف بالمدفعية والقناصة في محاولة لردمها أو منع الأهالي من الوصول إليها، مؤكدا أن هذه الهجمات ليست سوى أعمال انتقامية على خلفية مواجهات سابقة تعود إلى عام 2014.
وأكد المركز أن المليشيات تفرض على المنطقة تعتيماً إعلاميا لمنع نقل الحقائق، وهو ما ينذر بارتكاب انتهاكات جسيمة، وحدوث جرائم خطيرة بحق المدنيين، في ظل إصرار الجماعة على اقتحام القرية منذ أسبوع كامل، محذرا من حدوث كارثة إنسانية
وطالب المركز بوقف هذه الهجمات وفك الحصار دون قيد أو شرط، داعيا المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط الكافية لإجبار جماعة الحوثي على وقفٍ شامل لكل تلك الأعمال، وعدم التعرض للقرية وأهاليها، والسماح لهم بممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
وكانت الحكومة اليمنية قد حذرت اليوم الأربعاء من استمرار الحصار الحوثي على قرية خبزة، واعتبرت العدوان على سكان القرية جريمة حرب متكملة الأركان.