يقطع المواطن عمار محمد، أحد سكان مدينة تعز، مسافة طويلة من منزله حتى يصل إلى خزانات المياه المدعومة من جمعيات خيرية أو منظمات، بغية حصوله على جلون 20 لتر من الماء الصالح للشرب، الذي ارتفعت أسعاره بشكل كبير نتيجة انهيار الريال وارتفاع أسعار الوقود.
الحصار فاقم المعاناة
ويقول عمار لـ" الصحوة نت"، لم نعد قادرون على شراء الماء كما كنا نفعل من قبل، وأصبحنا نعتمد بشكل كلي على الماء الذي توفره الجمعيات الخيرية أو المنظمات الإغاثية، بسبب ارتفاعه الكبير، وتضاؤل الدخل الذي لم يعد يغطي تكاليف الحياة.
وتعتبر محافظة تعز من أكثر المحافظات معاناة وتضرر في خدمة المياه، بسبب عدم توفر مصادر كافية وقلة الأمطار، فضلا عن الحصار الحوثي الذي فاقم المعاناة وجعل السكان يصطفون في طوبير يومية للحصول على جالون 20 لتر من الماء الصالح للشرب.
ويبلغ إجمالي الآبار التي تغذي مدينة تعز 64 منها 22 تقع في مركز المدينة بينما تقع البقية والبالغ عددها 42 في منطقة الحمية الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية، وبسبب استمرار الحصار لم يتمكن مالكو الصهاريج من الخروج إلى تلك المنطقة لجلب الماء.
ارتفاع الأسعار
وطالب عمار من السلطة المحلية بالعمل على إيجاد حلول لتغذية المدينة بالماء، وإنهاء المعاناة سواء من خلال حفر آبار جديدة، أو العمل على كسر الحصار الحوثي والوصول إلى منابع الماء في منطقة الحمية، أو أي حلول تعمل على إنهاء معاناتنا.
ووصل سعر الوايت الواحد سعة 3 آلاف لتر من الماء الصالح للشرب إلى 26 ألف ريال، بينما وصل سعر الوايت سعة 6 آلاف لتر من الماء المالح إلى 18 ألف، وهي تسعيرة ثابتة بل تتغير مع كل انهيار للريال اليمني وارتفاع أسعار الوقود.
وأرجعت مؤسسة المياه والصرف الصحي في محافظة تعز، أسباب أزمة المياه إلى أسباب عدة على رأسها الاستنزاف، والحفر العشوائي للآبار، بالإضافة إلى معظم الآبار التي تغذي المدينة خارج سيطرة مؤسسة المياه، وتقع في مناطق تحت سيطرة المليشيات الانقلابية.
وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر فإن اليمن واحد من أكثر البلدان معاناة من شحة المياه في العالم، إذ تؤثر أزمة المياه على الملايين يومياً، ويلجأ يوميا أكثر من 15 مليون شخصاً إلى طرق مكلّفة ومستهلكة للوقت في سبيل الحصول على ما يكفيهم من المياه.
طوابير طويلة
من جهته يقول المواطن أحمد صادق انه يذهب يوميا للبحث عن الماء لتغطية احتياجاته هو وأفراد أسرته، وأحيانا لا يجد ما يكفيه بسبب انقطاع الماء لأكثر من أسبوع ما يجعله يضطر للشرب من المياه المالحة غير الصالحة للشرب كونها الحل المتاح.
وأضاف في تصريح لـ" الصحوة نت" إن منظمة الأمم المتحدة عملت على تغطية الماء من شهر ديسمبر وحتى شهر أبريل الماضي، وكانت الأمور انفرجت، لكن المنظمة توقفت تحت ذريعة نقص التمويل، وعادت المعاناة من جديد.
ويقف المواطنون في طوابير طويلة منذ الصباح الباكر أمام خزنات وضعتها بعض المنظمات وفاعلو الخير في مختلف أحياء مدينة تعز المحاصرة، من أجل الحصول على المياه، لتغطية الاحتياجات اليومية، في حين تمر أياما أخرى تمر دون توفير الماء فيها.