عندما تفوّه أحد زنابيل الحوثي بتوعّد تعز، و تحويلها إلى مقابر ؛ إنما هي رسالة مهينة للأمم المتحدة و مبعوثها، كما أنها رفض واضح للهدنة المعلنة
اليمنيون لا يواجهون الحوثي، و إنما يواجهون إيران التي آزرها أطراف آخرون. و اليمنيون لا يدافعون عن اليمن فحسب؛ و إنما يدافعون عن أمة العرب أجمعين.
و ليس في هذا القول غرور أو مَنٌّ، و لكنها الحقيقة التي تقاوم مشروع إيران الذي يضع أقدامه القذرة على مشارف تخوم الوطن العربي.
و عودة إلى تهديد الحوثي لتعز ؛ فإن على أبناء تعز أن يتأكدوا جيدا، أن الحوثي ليس من يقرر فتح الطرق أو وقف إطلاق النار، فإيران التي وراءه لها أهدافها، و مراميها و مخططاتها، ليس في اليمن فحسب، و لكن في المنطقة برمتها؛ و لذلك فهي من تتخذ أي قرار.
و لأن إيران هي من تقرر؛ فقد جاء تصريح وفد الحوثي بعد مشاورات عمّان بذاك القدر من الغرور، و الصلف : ليس لتعز طرق و لا معابر، و إنما لها و لأبنائها المقابر ..!!
لن نستلفت أنظار أولئك الذين كانوا يُجَمّلون صورة الحوثي، و أنه كان لا يمانع في فتح الطرق، و إلقاء التهم زورا و كذبا على أن الإصلاح يقف ضد فتح الطرق، و وقف قريبا من هؤلاء بضعة نفر آخرين كانوا يتقربون لمكتب المبعوث بمعلومات كاذبة، رجاء الحصول على أن يحظوا لديه كمستشارين ، بصرف النظر عن أن المكتب أتى بقلة من الصادقين معهم من باب ذر الرماد على العيون.
على كل؛ لن نستلفت أنظار أولئك، و سنتركهم لضمائرهم في تحديد موقفهم؛ و قد تبين اليوم للعالم أجمع من يعمل على حصار تعز و من يرفض فتح طرقها؛ بل و يتهدد و يتوعد.
تلك تصريحات الحوثي ينقلها حرفيا عن ملالي طهران، فما الذي على أبناء تعز أن يفعلوه أمام هذا المخطط ؟
نثق أن الشرعية لن تتخلى عن الدور المنوط بها، و علينا في تعز حشد كل الطاقات و العمل بما يوازي و يزيد في الوقوف عند مستوى التحدي المعلن، و أن يتعزز الاصطفاف من كافة أبناء تعز.
إن أي تحرك لعصابة أو بلاطجة هذه الأيام في تعز إنما هو تحرك معاد و ممول، و ليس مجرد تحرك مشبوه، و إن أي توظيف بهدف الاصطياد في الماء العكر، أو بغرض تحقيق مآرب معينة في مثل هذا الظرف هو عمل بليد أحمق .
و أمام ذلك فإن على السلطة المحلية و الجهات الأمنية أن تعمل بكل قوة لضرب هذا التخادم المقصود أو غير المقصود من المتربصين، و لا تعفى السلطة المحلية و لا الجهات الأمنية من أي تقصير يضر بالأمن، و لا بد من توفير كامل الاحتياجات للجهات الأمنية محليا و مركزيا للقيام بواجبها.
كما أن على المجتمع أن يصطف إلى جوار السلطة المحلية و الأمن، كما هو واجب اصطفاف المقاومة الشعبية و الجيش.
و هنا أمام هذه العنجهية الإيرانية الحوثية، فقد آن أوان ترجمة توحيد الصف الجمهوري ؛ لأداء دوره الوطني و الديني و العروبي الذي يهزم المشروع الإيراني، و ينتصر لحاضر اليمن و مستقبله.