قبل أن يصوب طعنته إلى نحر أخيه ويتركه جثة هامدة، كانت هناك فكرة قد اختمرت برأسه لوقت طويل سوغت له وحفزته ودفعته لاقتراف قتل الحياة وتقطيع سبل التعايش وأواصر الأخوة والجوار والمشتركات الإنسانية.
معظم الحروب والدماء بين أبناء الوطن الواحد كانت بدايتها لغة كراهية واستعلائية تبررها عنصرية عرقية أو مذهبية أو جغرافية ثم تحولت الكراهية إلى رصاص ومذابح وخراب ودمار.
تتغذى العنصرية ( الحوثية ) في اليمن من ثقافة استعلائية شيطانية تزين لحاملها أنه أفضل من بقية اليمنيين وأنه من جينات مختلفة وسليل عرق مميز، وهذا الوهم القاتل دفعه لاستباحة دم اليمنيين وأموالهم وسلب اللقمة من فم الجياع وحرمانهم من مقومات حياتهم.
وقبل عقود قال أحد أئمتهم (إن الله لا يسألني عما أخذت منهم لكنه يسالني عن ما ابقيت لهم)
ادعياء الاصطفاء والتمييز يحملون بذر العنف والكراهة، وكل فكرة تستنقص شقيق الوطن والدار.
تحت أي عباءة وتبحث عن فرز وفروق تقود للكراهة والعنف وتغرس في الوعي والوجدان مبررات استخدام العنف والإحتراب.
لاتسل الحراب دون مقدمات هي نتاج عمل دؤوب من أفكار وكلمات وتعبيرات ورموز تبحث عن تمييز فئة وازدراء أخرى.
ثم تكون الحصيلة كراهية اجتماعية وصراع واحتراب ونعيق البوم على اطلال الديار.
كم هو عظيم وجليل معلم البشرية وخاتم الأنوار محمد صلى الله عليه وسلم حين غضب ووصف من اعتقد ان اللون الأسود مميز على الأبيض وكلاهما من اديم الأرض فوصفه (انك أمرؤ فيك جاهلية) لإدراك رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم أن أي تمييز بين المجتمع الواحد يقود للكراهية والخراب.
فكيف بأولئك الذين يعتقدون انهم من اعراق وجينات وجغرافيا وألوان تختلف عن بقية البشر انهم يتمثلون فكرة الشيطان عن نفسه (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين).
* رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح.