لم تترك مليشيا الحوثي الإرهابية مظهراً تاريخياً أو حديثاً في العاصمة صنعاء إلا وطالته يدها بغرض التشويه والهدم والسطو.
"مدينة الحمدي" ذات النمط المعماري المميز والحديث والمتناسق والتي مر على إنشائها ما يقارب الأربعين عاما لم تمتد إليها يد بسوء طوال تلك الأعوام إلا يد الحوثيين الذين يحاولون منذ سنين وضع يدهم على المدينة وتشويهها من خلال البناء العشوائي في حدائقها ومتنزهاتها.
مبررات واهية
تصر مليشيا الحوثي عبر ما يسمى وزارة الأوقاف التابعة لها، على الادعاء بتشويه المدينة بغرض حمايتها من الاستحداث والبناء بحسب بيان الوزارة المختطفة، وهو ما اثار سخرية الساكنين في المدينة، وقال أحدهم يدعى بلال:" يريدون حمايتها من البناء عن طريق البناء فيها " وقال اخر:" هم يقصدون حمايتها من البناء الداعشي، لذلك يبنون فيها بناء قرآني" .
لم يكتف سكان مدينة الحمدي بالسخرية، بل قاموا يوم أمس الجمعة بهدم الجدران التي بنتها هيئة الأوقاف التابعة من قبل الحوثيين.
حيث خرج السكان يوم الجمعة وقاموا بإزالة الأسوار الواقعة ضمن حرم المدينة بعد احتجاجات قام بها السكان ضد هيئة الأوقاف، أعلنوا فيها رفضهم لما قامت به الهيئة.
وبحسب شاهد عيان من سكان المدينة، قامت ميليشيا الحوثي باعتقال عشرة اشخاص واخذهم من منازلهم مساء الجمعة على خلفية هدم الاستحداثات ولا يزالون معتقلين حتى اللحظة.
اعتداءات سابقة
وليست هذه هي المرة الأولى التي تتحرش فيها ميليشيا الحوثي بسكان مدينة الحمدي، ففي مايو ٢٠١٨ قام الحوثيين بإبلاغ عدد من ملاك المنازل في مدينة الحمدي بأن السفارة الأمريكية ستتعرض لغارات من التحالف العربي، وقال مواطنون حينها ان الحوثيين اخرجوهم مع أسرهم واولادهم من بيوتهم تحت مزاعم ان السفارة ستتعرض للضرب، وكتب أحدهم على صفحته في الفيس بوك " مشرفي الحوثيين قاموا بتشتيت الناس وإخراج المرضى وكبار السن والنساء والمعاقين من بيوتهم". ورأى المراقبون ان هذا البلاغ الكاذب يهدف لجس النبض وتهيئة المواطنين لإخلاء منازلهم للسطو عليها .
وانشئت مدينة الحمدي في منتصف سبعينات القرن الماضي من قبل البنك اليمني للإنشاء والتعمير على أراضي تابعة للأوقاف تم استئجارها من قبل البنك بموجب عقد معمد من الجهات المختصة، وباع البنك المباني لموظفين عن طريق التقسيط في ثمانينات القرن الماضي.
وخصص مخطط المدينة المساحات التي يحاول الحوثيون مصادرتها، كمواقف سيارات ومساحات خضراء وحدائق ألعاب.