دعونا في هذه المقالة، نُذكّر سلالة الحوثي بأحد أجدادهم الأسبقين؛ أبو سفيان بن حرب - باعتبارهم جميعا من بني عبد مناف - الذي أخذت أبا جهل الغيرة منهم، حين قال تقاسمنا و بني عبد مناف الشرف؛ أطعموا فأطعمنا، و سقوا فسقينا، حتى تحاذينا بالركب فقالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء ! فمتى نبلغ ذلك، لا و الله لا نؤمن بمحمد أبدا.
جدهم الأسبق أبو سفيان رغم عداوته المبكرة للرسول و دعوته، إلا أنه لما وقف في مجلس هرقل، إمبراطور الروم الذي راح يسأله عن محمد من مختلف الجوانب، فإن أبا سفيان تحرى أن ياتي بالصدق، و لم يتفوه بأدنى كذب ضد الرسول صلى الله عليه و سلم، مخافة أن يقال عنه أنه كذب، فهو لا يريد لنفسه أن يؤثرعنه أنه كذاب.
وددنا - البوم - كل الود، و نتمنى كل الأماني ؛ أن لو تخلق الحوثي و كل الحوثة بشيئ من خلق جدهم الأقدم، أبو سفيان، وأن يكون لديهم جزءا و لو يسيرا من أخلاق أبي سفيان، ناهيك عن أن يكون لديهم أقل القليل من أخلاق علي (رض) الذين يزعمون الصلة به؛ إذن لما كلفوا أنفسهم التنصل المكشوف عن جريمتهم في اختطاف الأستاذ محمد قحطان.
مضت سبع سنوات، و كل السبل الداخلية و الخارجية، سرا و علنا، تطرق أبواب الحوثي ؛ لإطلاق محمد قحطان، و حتى أن النيابة التي تحت سيطرتهم دعت لإطلاقه و إخلاء سبيله، حتى علي البخيتي أيام كان أحد مقربيهم، ذهب لزيارة الأستاذ قحطان، فردوه و منعوه، غير منكرين و لا متنصلين ، و لم يصدر عنهم أبدا في يوم من الأيام أي نفي أو إنكار عن وجوده في قبضتهم، كيف و قد زاره بعض أفراد عائلته، في الأيام الاولى من اعتقاله، وتمت الزيارة بإذن من الحوثة ، فكيف يمكن اليوم أن يُقبل أي نفي أو حتى تشكيك بمسؤولية الحوثي باختطاف و إخفاء الأستاذ محمد قحطان..!؟
أن يأتي اليوم إنكار وجود قحطان لديهم عبر أحد منسوبيهم و قياداتهم ، لا تعدو أن تكون خدمة توسلية من هذا العكفي يتوسل بها لرضا سيده، و أنه مستعد لأن يذهب - هذا المسكين - إلى أبعد ما يتصوروه في التبعية و الذيلية والطاعة العمياء!
حفيد أبي سفيان لم يرتق في موضوع محمد قحطان إلى أقل القليل من أخلاق أبي سفيان أيام جاهليته، فهل نأمل من حفيد هرقل في توليه ملف الأسرى و مناقشته أن يكون بموضوعية و إنصاف هرقل..!!؟