يشتكي المواطنون في صنعاء من استمرار ارتفاع الأسعار بالرغم من التراجع الكبير للدولار أمام الريال المحلي، وباتت لدى الجميع قناعة تامة بأن ارتفاع الأسعار سياسة متعمدة من مليشيا إيران الحوثية التي تستغل الوضع لنهب الناس بشتى الطرق دون اهتمام لمعاناة الموطن. .
عدوان داخلي
وبالنظر للانخفاض الملحوظ في قيمة الدولار لاتزال أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية مرتفعة خصوصا مع اقتراب عيد الفطر المبارك وازدياد الطلب على المحروقات والملابس وغيرها.
وحول هذا الموضوع يقول "تامر" من أهالي صنعاء :" الآن أصبح اللعب على المكشوف ولم يعد هناك حصار ولا عدوان يرمون اعذارهم عليه، واتضح للشعب اليمني بأكمله أن الغلاء والفقر والحصار والحياة السوداء هي بسبب جماعة الحوثي فقط ولا أحد سواهم".
مضيفا :"الآن الشارع يغلي والحوثيون غير مبالين وكأنهم يقولون للشعب (طزفيكم)، لكن الشرارة سوف تكبر وتحرق اول الجماعة هذه وآخرها، وراسها وقواعدها".
أما هيام من صنعاء، فتؤكد انها كانت تعرف من البداية انه ليس هناك حصار ولا عدوان خارجي، بل هناك حصار وعدوان داخلي واضح فالبضائع والمشتقات النفطية تدخل بصورة منتظمة من ميناء الحديدة ولم تنقطع ابدا، بل ان الحوثيين هم من يحاصرون الشعب لكي تشتغل سوقهم السوداء، حد قولها، وتضيف قائلة :" الحوثيون لا يحتجزون البضائع والأدوية والمحروقات فقط بل حتى المساعدات الإغاثية يحتجزونها لكي تقوم المنظمات بدفع الاتاوات للحوثي وتخصيص نصيب كبير من المساعدات لصالح قادة الجماعة ومشرفين الصف الأول"٠
ثورة شعبية
وبعد اعتراف الجماعة بقيام التحالف بما سموه الحصار المزعوم على موانئ الحديدة، لم يحدث اي انخفاض في أسعار المحروقات بل على العكس ارتفعت قيمة العشرين لتر بترول من ٩٥٠٠ إلى ١٢٥٠٠ وهو ما تسبب في حالة سخط عارمة اجتاحت الشارع اليمني الذي صب جميع غضبه على جماعة الحوثي بشكل غير مسبوق ما دفع المراقبين إلى توقع ثورة شعبية قريبة تنهي حكم الانقلاب الذي امتد لثماني سنوات.
يقول المواطن "إدريس" إن الثورة باتت قاب قوسين أو أقرب وان اليمنيين لم يعد بمقدورهم التحمل أكثر، ستخرج جموع الشعب لاقتلاع هؤلاء اللصوص الذين اترفوا وكبرت بطونهم ورقابهم وبنوا الفلل والعمارات على حساب المظلومين والجائعين، وسيقوم الشعب برميهم الى مزبلة التاريخ.
المسمار الأخير
ومع حلول شهر رمضان المبارك وبعده عيد الفطر، تتزايد الضغوط على المواطن لتوفير المتطلبات الخاصة بمثل هذه المناسبات ولم تقم جماعة الحوثي بصرف رواتب الموظفين في المؤسسات الحكومية حتى الآن، مما ضاعف حالة الحنق والغضب الشعبي لدى المواطنين
حيث يقول المواطن "سمير " بأن تأخر صرف الراتب واستمرار ارتفاع الأسعار سيكون نقمة كبيرة على الحوثيين وسيصبح بمثابة المسمار الاخير في نعش الانقلاب.
ويردف قائلا :" جماعة لصوص وقطاع طرق كبسوا على البلاد بحجة الجرعة والان عشرات الجرع نعانيها في عهدهم وهم في قصورهم وعقاراتهم ولابد لكل هذا ان ينتهي، لابد أن تستعاد الدولة ويكف الشعب عن التسول على أبواب المنظمات، لابد أن يرحل الحوثي بالسلم أو بالحرب وقد بات ذلك قريبا جدا إن شاء الله.
وتتواصل مختلف الأزمات في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي وتتلذذ المليشيا بمعاناة المواطنين تحت مسمى الحرب والعدوان على البلاد.