في يوم وليلة، وجدت "ت" نفسها بدون عمل وهي المسؤولة عن اعالة أربعة انفس وتواجه الان خطر الموت جوعا هي ومن تعول، كانت “تعمل في إذاعة محلية وقد أغلقت الإذاعة بأمر من ميليشيات الحوثي وتم تسريح العاملين فيها بدون اي سبب، سوى عدم بث تلك الإذاعة لل" زوامل" الحوثية ليلا ونهارا، وكانت العقوبة هي قطع مصدر الرزق لعشرات الأسر.
تقول:" كان العمل هو شريان الحياة الوحيد الذي يبقي عائلتي متماسكة ولكني الان لا أدري ما الذي افعل، لقد ضاقت الدنيا حتى على الموظفين وصار كثير منهم غير قادرين على تأمين لقمة العيش لأطفالهم، فما بالك بالذين بلا عمل؟".
وكانت ميليشيات الحوثي قد أصدرت أمرا بإغلاق العديد من الإذاعات المحلية منها إذاعة" صوت اليمن" و" جراند اف ام" بسبب عدم مجاراة سياسة الحوثيين الإعلامية وبث الزوامل بشكل مستمر، وأدى هذا القرار التعسفي إلى حرمان عشرات الأسر من مصدر دخلها الوحيد
تضامنوا معنا
وأصدرت إذاعة صوت اليمن بيانا رسميا عقب إغلاقها قالت فيه ان إجمالي خسارة الإذاعة جراء الاغلاق التعسفي خلال ٣ اشهر بما فيها شهر رمضان حوالي ٢٠ مليون ريال كحد أدنى، وبحسب البيان فان "رمضان كموسم ايرادي هو الرافد الأهم للتشغيل طوال السنة وتذهب كمرتبات وإيجارات وكهرباء .. إنما يكفينا أننا نتلقى هذا الظلم الفاحش من قبل وزير إعلام حكومة صنعاء ضيف الله الشامي ونحتسب.."
و طالبت الإذاعة بحملة تضامن معها، موجهة خطابها لجمهورها بالقول "يكفينا انكم معنا .. تضامنوا معنا مجددا بالمشاركة والكتابة كي لا يحتفي الظالم بظلم, ولايحتفي بتشريد ١٢ موظفا فقدوا مصدر دخلهم منذ سبعين يوما وفي رمضان أيضا .. نحن مساكين وليس لدينا أحزاب ولا منظمات ولا وساطات."
استاذ يبيع الخضار
احد المدارس الأهلية التي اغلقها الحوثيون مطلع العام الجاري اضطرت لتسريح ٣٠ موظفا منهم الأستاذ" زكريا" الذي لم يجد له بعد قرار الاغلاق مصدر رزق سوى بسطة خضار يملكها صديقه مقابل اجر يومي بسيط، ويقول الأستاذ زكريا انه لم يجد ما يسد به رمق العائلة سوى بيع الخضروات بغض النظر عن منظره أمام الناس فهو امر لم يعد يفكر فيه لان الأولوية كما قال لإطعام اسرته؟.
وأضاف زكريا في حديث مع الصحوة نت "كنت أعمل في مدرسة حكومية فلما توقفت الرواتب توجهت للتدريس في مدرسة أهلية فلحقني ظلم الحوثيين إلى هنا ولم يتركوني وحالي، والان ابيع الطماط والبصل فهل سوف يلحقونني إلى هنا أيضا؟".
نزيف كوادر
وبحسب الاحصائيات فإن من ضمن الكوادر التي سرحت بشكل تعسفي منذ بداية العام فقط حوالي ٦٠ تربويا و٥٤ طبيبا و١٢٩ محاسبا إداريا وماليا و٣٩ إعلاميا، وجميعهم ظلوا في بيوتهم بلا عمل أو توجهوا للأعمال البسيطة كالبسطات والباصات إضافة إلى الاعمال اليدوية، وهو ما وصفه احد الأكاديميين بالكارثة التي ستتجرع اليمن مرارتها لسنوات قادمة ".
مبررات واهية
وتقول" أروى" وهي إحدى المسرحات من المدرسة انها لا تدري كيف توفر لأولادها وزوجها المريض ثمن الغذاء والدواء لذلك قررت الاتجاه للخياطة رغم قلة مردودها لأنها لا تريد ان تكون هدفا للذئاب البشرية، حد قولها.
وتضيف أروى للصحوة نت :"أسهل شيء عند هؤلاء الحوثيين هو الفصل والتسريح وليس لديهم أدنى فكرة عن مصير الموظفين بعد أن يتم تسريحهم، البعض منهم يصاب بجلطة ويموت والبعض الاخر يتدمر بيته وتتفكك أسرته، وما يحز في النفس هو أن قرارات التسريح باطلة ومبرراتها واهية واغلبها سياسية وطائفية، اي اننا ندفع ثمن عدم ايماننا بالخرافات التي يعتنقها ذلك المجنون وأتباعه، ولكن مهما كان فرج الله قريب ".