سالم المعمري.. وداعا

سالم المعمري.. وداعا

مات الأستاذ سالم بن حسن المعمري، وبموته تفقد اليمن واحدا من أبرز العاملين في الحقل الدعوي والتربوي. عرفته اليمن عامة ومدينة تعز بوجه خاص لما يزيد عن نصف قرن مربيا وداعيا إلى الله لا يكل ولا يمل.

ولقد كانت تعز في ثمانينيات القرن الفائت واحة غناء يتفيؤ ظلالها أقطاب الدعوة وأسماء كبيرة التف الناس حولها حبا واحتراما لما لمسوه من إخلاص وتفان وحرص على نقاء المجتمع وصلاح الناس. كان منهم الشيخ ناصر الشيباني والأستاذ محمد علوان مفلح والأستاذ عبدالملك الشيباني. وكان منهم الشيخ سالم المعمري رحمه الله.

ولقد تفرد كل منهم بميزات جاذبة، غير أن تشابها كبيرا كان قائما بين الأستاذ عبدالملك الشيباني والشيخ سالم المعمري. وكأنهما ورقتان في غصن واحد علما وسلوكا وأريحية ووقارا وتواضعا. فلا يذكر أحدهما إلا وذكر الأخر معه.

ولقد أثبتت هذه الكوكبة الكريمة أن الدعوة إلى الله ليست في القدرة على إشعال المنابر بالخطب الرنانة والمواعظ الطنانة ولكنها اقتناع يترسخ في النفوس المؤمنة فتستجيب له جوانب الشخصية المتزنة سلوكا مسكونا بالقيم معجونا بالمثل فياضا بالمحبة، وما هو إلا أن يختلط الواحد منهم بالناس فينجذبون إليه ظلا من ظلال السماء يجدون فيه صفاء الحق وجلال الإنسانية وجمال السير إلى الله، كما يجدون فيه صرحا وثيقا يقيهم عواصف الغي وأعاصير الضلال.

ولقد كانت المعاهد العلمية يومها منارات فكر ومصانع دعوة وجداول شريعة. تنطلق من الإسلام وحده وتصب في الإسلام وحده. بعيدا عن المذهبية المقيتة، والاختلاف البغيض. وكان العاملون فيها دعاة مؤهلون، ورجال مخلصون. فزكى زرعها، وطاب ينعها، وظهر أثرها الطيب في كل مدن اليمن وقراه دون استثناء. ظهر أثرها وسطية واعتدالا. وظهر أثرها في نشر التعايش والتآخي بين الناس، وظهر أثرها في بناء وعي جمعي يصد غوائل التطرف ويقضي على الأفكار المنحرفة أنى كان مصدرها، ولقد أدرك خصوم الفكرة الإسلامية خطرها عليهم فتنادوا لهدمها وسعوا في خرابها  حتى تحققت مآربهم وقعدوا على تلتها يتقافزون كالقرود فرحين بالخراب ومصفقين لنجاحهم في المهمة الشقية التي أوكلت إليهم.

ولقد حزن الشيخ المعمري يومها كثيرا كما حزن غيره من رجال اليمن المخلصين على تهاوي هذا  الصرح الشامخ لكنهم أدركوا أن الدعوة إلى الله منح ومحن وأنه لا يصل إلى الغاية منها إلا الأتقياء الصابرون. وأن الله سيهيئ للأمة أمر رشد. وذلك وعد عليه لا يخلف. فعاشوا على نفحات هذا الوعد، ومات من مات منهم وفي قلبه يقين يسع قلوب العالم أجمع بأن الله متم نوره ولو كره الكارهون

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى