مع ذكرى الشهيد صادق منصور

مع ذكرى الشهيد صادق منصور

 

    الصباح إشراق و شروق، يمتد على البسيطة بأندائه ونَداه، و ينتشر بنوره و سروره . و مع الشروق تشرق النفوس الندية مبتسمة في صباح باسم، تستقبل يوما جديدا بعزم جديد .

    فالصباح ألق و تألق، فيتضافر الكون و الإنسان تقاسم بهجة الصباح العاطر، و جمال الشروق الفواح ، و حيوية النشاط الدافق.

   في الصباح؛ يتنفس الصبح بذكر الله، و يحلق الطير، و يبتسم الورد، و يتفتح الزهر، و يفوح الأريج ؛ شذى لدى الأشجار، و حبا عند الإنسان، و ثمارا و عطاء في عموم الكون" صنع الله الذي أتقن كل شيئ" فسبحانه و تعالى الخلاق العليم !

 

   وحدها النفوس البائسة ، لا تحس هذا الجمال، و لا تعيش هذا الحب، و لا تشم العبق العاطر، و لا تستنشق شذى آيات الله في كونه..!!

 

   تعيش ليلها بسلوك حية تتلمظ عدوانية، و تستقبل نهارها بنفسية الذئاب الغادرة، تستخفى من النهار في الأزقة تخفّي البوم في الشقوق، تخلع إنسانيتها عن سبق إصرار، فتتشرب الكره بدل الحب، و تستمتع بالقبح بدل الجمال، و تتفجر نفسيتها حقدا بدل السماح.. فتغدو متمنطقة بمدية القتل، و سكين الإجرام، و متخفية  خلف رصاصات الغدر، و منقادة لدراهم قذرة، و دولارات مدنسة .

 

   في صباح 18 من شهر نوفمبر 2014 امتدت يد هذه النفسيات المعتلة بعمل غادر جبان لتغتال الشهيد صادق منصور، معتقدة و مَن وراءها، أنها ستطفئ نورا، و ستنهي مشروعا، و ستوقف عجلة العمل و البناء.

 

   لم تكن أداة الجريمة أقذر من اليد المنفذة لها، و لا كانت اليد المنفذة أقذر من النفسية التي خططت للجريمة و مولتها، و لكنه القبح  و الخسة و النذالة عندما يسقط أمثال هؤلاء  في قعر الأوحال؛ فيتجمّع كل ذلك القبح الذي أفلس دينا و خلقا و ضميرا، كما أفلس حبا و جمالا و إنسانية؛ فيمضي الحقد و الغدر و النذالة مجتمعا لارتكاب جريمة ظلما و عدوانا..!!

 

   مثلك أيها الشهيد صادق منصور،  مضى أخوك الشهيد ضياء الحق الأهدل شهيدا بعملية جبانة و غادرة بيد مأجور للتنفيذ، و خلفهم خلايا تخطط، و أخرى تمول .. بل مضى - منذ غادرتنا - شهداء كثر، من صف أبى إلا أن يمضي في درب العزة و الكرامة و ما بدلوا تبديلا  :

 

     وراءك يا رسول الله نمضي   و يتبع صفنا للمجد صف

 

   لم يكن القاتل المأجور - في كل جريمة -  يرى أبعد من أن يستلم مؤخر ثمن تنفيذ جريمته و إجرامه، فيما يرى المخطط و الممول أنه، أو أنهما سيطفئان نورا، و سيهدمان مشروعا، و ما علم هؤلاء،  و ما إخالهم يوما يعلمون، أن نور الإيمان لا ينطفئ،  و أن معية الله مدد لا ينفد..!

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى