قال الإعلامي عبدالله إسماعيل إن الإعلام الجديد (السيوشيال ميديا) لعب دوراً مهماً في دعم مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية، وتحرير كثير من المصطلحات، ونقل المجريات على الأرض، بشكل مباشر وسريع".
وأكد في حوار مع موقع "الصحوة نت"، على أهمية العمل على استراتيجية جمعية، لمواجهة اكبر للتخريب الحوثي، وخلق بيئة موحدة في معركة اليمنيين الوجودية مع ارهابه، ومحاولة إيجاد صوت موحد للجهود يتجاوز الأحقاد والمماحكات، ويصب في معركة الخلاص اليمنية.
وأشار إلى أن من أهم القضايا التي يجب تسليط الضوء عليها إعلامياً، هي مواجهة التجريف الحوثي، وتصحيح المفاهيم، واستهداف الداخل تحت الاحتلال الحوثي، الذي يتعرض لغزو فكري همجي، فغياب الوصول اليه، يخدم أهداف الحوثي في التجريف والتطييف.
ويقدم إسماعيل برنامجاً على منصة اليوتيوب أطلق عليه "اسم" المسند ويركز على القضايا التاريخية والفكرية وحقيقة الصراع مع الأئمة طيلة العقود الماضية.
حاوره : صالح الصريمي
كأحد الإعلاميين اليمنيين والناشطين في السيوشيال ميديا كيف تنظرون إلى هذه الخدمة من حيث التأثير على الرأي العام ؟
الإعلام الجديد فرض نفسه تأثيراً سلباً او إيجاباً، نظراً لانتشاره الواسع وسهولة الوصول اليه، وسهولة التفاعل والمشاركة، وسرعة وصول المعلومة وتداولها، واستدامة التعرض له ، مع الانتشار الواسع للهواتف الذكية ، والبرامج المتعلقة به، ولهذا ومع كل ذلك، اصبح تأثيره مباشراً ومستداماً، ووسيلة لتغير كبير في أنماط الرسالة الإعلامية، مع ما رافق ذلك من استخدام متعدد في خلق الراي العام، بطرق لا تخلو في كثير من الأحيان من تعمد التأثير السلبي، ونشر الإشاعة، وتوجيه الراي العام لأغراض مختلفة، ولأنه فضاء مفتوح، ومتاح بشكل دائم، أصبح له ذلك التأثير الكبير، واختلط فيه الحقيقي بالمزيف، والنافع بالضار، وهو موضوع نال كثيرا من البحث والدراسات والاستقراء.
لماذا تحولت شبكات التواصل أكثر تأثيراً بالرأي العام ؟
من أهم سمات الإعلام الجديد سهولة التعرض له، وتعدد منصاته، وتطور امكانيته، والسهولة في التعامل معه، وهو بذلك يكتسب تلك القدرة الكبيرة على التأثير، وتحول عكسا للإعلام التقليدي الذي كان في أغلبه نخبويا اختياريا، الى اعلام شعبوي، بمنصات تزيد يوما بعد يوم.
كيف يمكن استغلال هذه الخدمة في الحرب مع مليشيا الحوثي ؟
في رايي أن الإعلام الجديد ومن خلال العديد والعديد من الحسابات، كان لها دور مهم في دعم المواجهة مع جماعة الحوثي الإرهابية، وتحرير كثير من المصطلحات، ونقل المجريات على الأرض بشكل مباشر وسريع، إضافة الى الجهود المعقولة في مواجهة تجريف الوعي، والانتصار للضحايا، وفضح الجرائم الحوثية، ومع ذلك فما زال المطلوب كبير في هذا المجال، ومن الأهمية العمل على استراتيجية جمعية ، لمواجهة اكبر للتخريب الحوثي، وخلق بيئة موحدة في معركة اليمنيين الوجودية مع ارهابه، ومحاولة إيجاد صوت موحد للجهود يتجاوز الأحقاد والمماحكات، ويصب في معركة الخلاص اليمنية، كما انه من المهم جدا على مستوى الاعلام الرسمي والخاص التقليدي، أن يتحول بشكل مدروس وعلمي الى تفعيل منصاته في الاعلام الجديد، الذي يتجاوز تأثيره أي قنوات او اذاعات او صحف.
من المهم أيضا أن نعمل على جهد جمعي وخاصة لمشاهير الاعلام الجديد، لتحديد رسائل موحدة بأدوات متعددة تتجاوز الكتابات النصية الى انتاج الفيديوهات والفلاشات والأفلام.
ما يلاحظ ان معسكر الحوثي، وهو صغير فعلياً، الا أنه اكثر تماسكاً، وينجح في بعض الأحيان في توحيد رسائله، ونشر الإشاعات، وفعل التحريش، في المقابل، المعسكر المناوئ له، رغم اتساعه، الا أنه مشتت، دون رؤية واضحة، او توجه متوحد، كما ان إعلامنا الرسمي مازال دون استراتيجية تسهم في قيادة الراي العام.
ما هي أهم القضايا التي يجيب التركيز عليها ؟
من أهم القضايا في وجهة نظري، مواجهة التجريف الحوثي، وتصحيح المفاهيم، واستهداف الداخل تحت الاحتلال الحوثي، الذي يتعرض لغزو فكري همجي، فغياب الوصول اليه، يخدم أهداف الحوثي في التجريف والتطييف.
كما أنه من المهم أيضا التركيز على نقل جرائم الحوثي وعنصريته الى الآخر العربي والأجنبي، مع التركيز على الجرائم المتفق عليها عالميا، وهذا يحتاج الى فهم كامل لما يؤثر خارجيا، من القضايا الملحة التي يجب على الإعلام الجديد والتقليدي التركيز عليها، دعم المقاومة والمواجهة، سواءً العسكرية او الفكرية، وعادة ما اكرر ان اليمنيين في مناطق الاحتلال الحوثي يواجهون بشكل كبير، لكن اذا تركوا وحدهم لأساليب الغزو الفكري الحوثي، فسيقع الكثير فريسة لذلك.
هل أستطاع الناشطون على هذه الشبكة التوضيح للرأي العام المحلي والخارجي حقيقة المعركة مع مليشيا الحوثي ؟
على المستوى المحلي يمكن القول اننا نجحنا بشكل نسبي، ومازال هناك جهد كبير في هذا الاتجاه
اما على المستوى الخارجي واقصد هنا غير العربي فمازال التأثير في حدوده الأدنى، ولعل ذلك يعود الى سببين رئيسين، الأول أن رسائلنا بلغتنا وليست بلغة الآخر، واننا لا نركز على ما يعتبره الاخر جرائم، والثاني أن أغلب حساباتنا على منصات التواصل الاجتماعي لا ترتبط، متابعة او توصيلا، بحسابات مؤثرين عالمين، وهذا الأمر يحتاج الى جهد كبير.
هل من تنسيق في الأنشطة الإعلامية على هذه الشبكة ؟
التنسيق في أضيق الحدود، وبشكل فردي ولم يتحول الى تنسيق جماعي الا في بعض الحملات، والتي نتجت عنها نتائج جيدة بل وممتازة، وفي هذا الصدد يمكن ان ننوه الى حملة الحوثي جماعة إرهابية، والتي حققت انتشارا وتفاعلا كبيرا، داخليا وخارجيا، لأنها حققت شروط النجاح من حيث التنسيق على مستوى كبير، وأيضا تعدد اللغات، والاشارة الى حسابات فاعلة على منصات التواصل الاجتماعي، منظمات وافراد.
هل ثمة تأثير وتجاوب خارجي على ما تقومون به ؟
لا يمكن أن ننكر أن هناك تأثير، وخاصة في بعض الحملات التي تم التنسيق لها والاعداد لها بشكل جيد كما أسلفت، وكان للأقيال دور كبير في نجاح حملة الحوثي جماعة إرهابية، وبعض الحملات الأخرى، لكن يبقى المزيد من التنسيق والعمل مهما وكبيراً، ليرتقي الى واجب التعريف بالقضية اليمنية، وتوضيح ملابساتها، ونقل جرائم الحوثي وخطره يمنيا وإقليميا وعالمياً
أنشأت قناة خاصة بك على اليوتيوب أطلقت عليها قناة المسند ما هو المحتوي الذي تقدمه عبر هذه القناة ؟
القناة هدفها التعريف بالجذور الفكرية الإمامية لجماعة الحوثي، والتي هي امتداد لمشروع إمامي مدمر، عانى منه اليمنيون لأكثر من 1200 عام، وان الحوثي بفكره وجرائمه ومنطلقاته، هو التجسيد الحي للإمامة، مع بيان ارتباط المشروع الإمامي بالمشروع الفارسي، كما ان القناة تستهدف مواجهة التجريف الحوثي للوعي، ورفع الشعور الوطني والانتماء اليمني العربي الإسلامي، وتحاول من خلال بعض الحلقات التنبيه لضرورة التوحد في مواجهة خطر ماحق يستهدف الجميع.
كيف وجدت التفاعل من قبل الجمهور ما تقوم به من جهد عبر قناتك ؟
نالت الحلقات بحمد الله تفاعلاً جيداً في المنصات المختلفة، تعرض الحلقات في اربع قنوات فضائية، وست اذاعات، وتبث على اليوتيوب والفيس بوك وتويتر، وتنشر بشكل جيد على منصة الواتس اب، ومن ردود الأفعال التي تصل الي فان التفاعل كبير، والترحيب بالبرنامج جيد جداً، الا ان هذه النوعية من البرامج بمواضيعها الفكرية والتاريخية لا تستطيع المنافسة مع برامج أخرى، تستخدم التهريج او حتى السخرية الهادفة، كما انني اعتب على زملاء كثر في الإحجام عن نشر الحلقات، وتعميمها، خدمة لأهداف المواجهة الفكرية.
ما هي رسالتك للناشطين اليمنيين في شبكات التواصل الإجتماعي ؟
لعل أهم رسالة يمكن أن أوجهها للناشطين أن يركزوا على معركتهم ضد الجائحة الحوثية، وما تسببه من هدم للتاريخ والموروث والقيم والعقل اليمني، والابتعاد على معارك الأحقاد والمماحكات، واعتقد ان روح المسؤولية توجب على الجميع ان يتحمل هذا الواجب، في مواجهة الجائحة الحوثية والمشروع الفارسي .
كما أنه من المهم أن يتوحد الناشطون على الأقل في الحد الأدنى من الحملات ذات التأثير على المستوى العربي والاجنبي، مع تنويع رسائلهم.
اليمنيون أمام مواجهة شرسة والناشطون والاعلاميون راس حربة في هذا المواجهة، ولا خيار لنا جميعا إلا أن نسهم فيها، كواجب وطني لا يجوز التفريط فيه.