تصريحات قرداحي بشأن الحرب في اليمن تنطوي على الآتي:
1- إن القول بعبثيتها وأن الحوثية تدافع عن نفسها معناه ضرب أسس القضية الوطنية اليمنية في العمق؛ حيث ان من يمثلها هنا هي الحوثية وليست مختلف الأطياف والمشارب والتنظيمات السياسية والقوى الحزبية والقيادات الفكرية اليمنية المختلفة، وأنهم أصحاب الحق والقضية ممثلة بالشرعية، اذ المسألة تتجاوز الأشخاص والقوى المجتمعية إلى مسألة شرعية الدولة ذاتها، وكيانية اليمن عينها، وعلاقاتها ومصالحها وانتمائها وهويتها ككل.
2- أن الحرب في اليمن ليست حربا أهلية ولا طائفية، بل حرب تحرر وطني من احتلال خارجي واجهته تنظيم مسلح وعابر للحدود اسمه الحوثية، وبحسب اعترافات إيران الرسمية والشعبية في ذلك، وصولا لحقيقة الدعم والعلاقات والاعتراف الرسمي بالحوثية من قبل إيران، وتذليل كافة الصعاب امام الحركة الحوثية ومحاولة تمأسسها كذراع متقدمة ويد طولى وقوة إضافية لإيران، فمصالح اليمنيين كافة وبمختلف فئاتهم تتقاطع والحوثية جذريا، وليست المسألة هنا تبادل وجهات النظر والآراء. اذا فعدالة القضية اليمنية ومسألة تحررها من هذا التداول الإعلامي السخيف هو ما يراد وأدها به ومن خلاله أيضاً.
3- تهدف التصريحات تلك كما هي بالمثل مئات تناولات لصحف غربية وخارجية وتصريحات لمسئولين غرب أيضا من اسقاط الملف والقضية اليمنية من بعديها الإقليمي والدولي والإنساني وحصرها في بعدها المحلي الوطني وعلى أنها حرب أهلية داخلية تتطلب عملية سياسية لمأسسة الحوثية في صلب النظام وصولا لتسيده وجعلها المتحكم الأول والأخير في اليمن، وكمدخل لتثبيت السلام واستعادة الاستقرار ولو كان على حساب اليمن قضية ومبدأ ومصلحة وعلاقات وارضا وانساناً.
وبالتالي فحشر السعودية في الملف اليمني وجعل مسألة التدخل تلك عبر الحط منها او تناولها بتلك الطريقة وبعيدا عن كونها أساسا في اعتمالات التدخل المقر امميا، إنما يهدف لضرب وانتزاع العمق العربي من القضية اليمنية وبالتالي تسهيل عملية التأثير في مجريات الأحداث وفقا للإرادة الحوثية الإيرانية وضرب إرادة الشرعية والعرب في العمق من خلال ذلك.. أي محاولة انهاء القضية اليمنية ومسألة التحرر برمتها ولما تقتفيه الحوثية وإيران ويؤازرهم في ذلك قوى مختلفة دولية وإقليمية أيضا.
4- في خلاصة كل ذلك يكون الاحتلال الإيراني قد استتب واشتد عوده وتحت دعاوى مختلفة طائفية، أقلية، أهلية وما إلى ذلك، وهذا هو ما يراد، وبحيث تكون اليمن قد خرجت عمليا من اصلها وجلدها وانتهت بها الأحداث إلى خربة في امبراطورية إيران الاستعمارية الجديدة!
ملحوظة: لدى الكاتب تحفظات على حقيقة التدخل في القضية اليمنية، ولكن ليس هنا مجال ذكرها.