مارب في حالة دفاع تاريخي واسطوري فالدفاع هي الطريقة المثلى لظروف المعركة التي على شاكلة مارب اليوم ، يتحقق به استنزاف للعدو ،وافشال الهجوم
الهجوم العسكري خاصة في ظروف الحوثي العسكرية والسياسية والدولية ليست مجابرة او تفرطة تروح وترجع بالسلامة
الظروف العسكرية اذا هي التي تحدد طريقة المعركة دفاعية او هجومية طالت او قصرت وليس العواطف ، او التنظير عن بعد و الاهم أن تكون الامور مدروسة ويتم تصحيح الاخطاء على الطريق.
نثق بالابطال في الميدان فهم اثبتوا بالدليل والدم انهم بصلابة جبال اليمن وروح القردعي وعبد الرقيب عبد الوهاب ومغامرة عبد المغني وشكيمة الشدادي وحدة شعلان يواجهون معركة مركبة وخصم مدعوم من كل جانب كوكيل مزدوج لأكثر من طرف وفي ظروف حصار وامكانيات شحيحة وخصومات للجيش اليمني من فوق وتحت الطاولة ،
والخلاصة هاهم امامنا يصنعون المعجزات وعلى السياسة والمجتمع والاعلام تحديدا الابتعاد عن دوائر الياس و الاستمرار في تقديم الصورة الحقيقية للملحمة وابراز دور الابطال
و مواجهة الشائعات والارجاف الذي تعد منظومة حرب مصاحبة للمدافع والجيوش
محاربة الياس هو واجب الجميع ومنطق انتصار القضايا العادلة ورفع منسوب الامل والابقاء على الروح المعنوية في كل الحالات، كرا او فرا تستوي حالة الفرج والنصر او حالة الضيق وحصار الاحزاب للمدينة فالمعنويات تستمد من الايمان بعدالة القضية وحتمية النفير حتى النصر والشهادة تاتي اوسمة على الطريق ...
الياس هو اخطر عدو على الاطلاق. وهو من يمنح العدو نصرا مجانيا وهو ابنا للخنوع والجبن يجب قتله في المهد وتجفيف مصادره وقطع دابر الارجاف
لاننسى ان الحوثي يعتبر هذا الهجوم على مارب هجوم استراتيجي وهجوم بقاء واثبات وجود. هجوم مختلف عن سابقية عنوانه نكون او لا نكون والنصر فيه او الفشل سيكون له نتائح كبيرة له او عليه والدائرة تدور عليه بفشل هذا الهجوم الذي لا يعلم سوى الله حجم الاعداد والدعم الخرافي ، وهو بلا شك منهك يتألم ويتوجع ويتمنى لو ان يصحوا وقد ابتلعت الارض مارب كما كان اسحاق رابين يتمنى على غزة يوما
في ذروة هذا الهجوم كانت امنية الحوثي ان تسقط المدن بالرعب والشائعات خاصة تعز ومارب ولهذا ضخ الاشاعات والتواصلات المباشرة وغير المباشرة بكثافة غير معهودة ليقول ان الامر حسم ومن دخل بيته فهو آمن ومن اتانا مستسلما فهو آمن مع توزيع اموال ووعود وهذا يعكس الشعور بالضعف والهزيمة بينما يرفع وتيرة (بهرر لا يقولوا فتران ) مختبئا وراء الشائعات و حلم السقوط عن طريق الاشاعات وسلاح اليأس لكنها تبقى امنيات عاجز امام صمود الجيش والمقاومة والمؤمنين بالقضية وفرار مقاتليه بشهادة النقاط المنصوبة والمعارك التي تجري لإرجاعهم
امتصاص الصدمة والصمود يصيب اي مهاجم بالإحباط ، ويضربه تحت الحزام والضربة تاتي بحجم الهجوم واهدافه المعلنة
في هذه المعركة الاستثنائية الحوثي هو المهاجم وهو المطالب بتحقيق نتائجه الخاصة واهدافه المعلنة. وهي دخول مارب والاحتفال بالمولد النبوي في مارب وهي ليست الامنية الاولى لكنها الاكثر خيبة وخسران على قدر التحشيد والتهريح والظروف الخانقة
اما أهداف مارب فهي دفاعية وبلغة التحدي، حيث قالت وعن طريق الحال ومقال زعيمها العرادة:
مارب ابعد لك من نجوم السماء يا جني ...
وهي اليوم ابعد من امس
وهذا بحد ذاته نصر كبير لمارب الشرعية ،
ففشل هجوم من هذا النوع وعدم تحقيق اهدافه المعلنة هو هزيمة عسكرية وسياسية للحوثي لها ما بعدها .وهو الان يتذوق طعم الفشل وستاتي المرارة الأكثر لاحقا ليعرف الناس عندما ينكشف الغبار افرس تحته ام حمار.