تكرر إيران القول أن يدها ممدودة، و قد تتابع مثل هذا القول، و هذه التصريحات في الآونة الأخيرة . فمن ينكر أن يد إيران ممدودة !؟ أو من هذا الذي يقول أن يدها غير ممدودة ؟
ألف مرة - و أكثر - نستطيع القول أنها ممدودة ! و لكن على أي صورة؟ و بأي كيفية؟
هذه السطور تتمنى أن تكون يد إيران ممدودة فعلا، على المعنى الظاهر الذي يفهمه عامة الناس، و نتمنى ألا يكون هناك معنى ظاهر غير مراد، و باطن و هو المقصود عندهم، وفق مايذهبون إليه في التفسير الباطني للأمور، و بما يحلو لهم !
كل شعوب المنطقة ؛ ناهيك عن حكوماتها تأمل و تتمنى أن تمد إيران يدا مسالمة و نظيفة لجيرانها . لكن هذا الأمل، و هذه الأمنيات لم يسبق لأحد أن وجد لها حضورا او ترجمة، و لو بأدنى أثر على أرض الواقع.
هل يستطيع أحد أن يقدم الدليل، أو يقنع اليمني، أو اللبناني، أو العراقي ، أو الشامي ..الخ. أن إيران تمد يدا مسالمة - فضلا عن السلام - بحق و حقيقة ؟
يرى اليمنيون، و يشاهدون، و يلمسون ، أن يد إيران فعلا ممدودة منذ سنوات عجاف . و لكن - و الواقع يؤيد ذلك - أنهم يرونها من خلال الألغام التي تبثها أيديهم، و تزرعها مليشياتهم الحوثية التي هي ذراع و مليشيا مرتهنة بكل ما تعنيه الكلمة لملالي إيران الذين لا يرقبون في اليمنيين و لا العرب أجمعين إلا و لا ذمة.
نرى يدها الممدودة من خلال قنّاصاتها على مشارف بعض المدن، و مداخل الأحياء السكنية، التي أدمنت سفك دماء الأطفال ، و النساء، و عامة السكان الآمنين .
نرى يدها و أياديها تستبيح الدماء، و الأموال، و تمارس الانتهاكات بمختلف الصور البشعة، تدمر المنازل، و تحرق المزارع، كما تحاصر المدن بكل خسة و نذالة و إجرام، يستحي من ذلك حتى قطاع الطرق .
نرى يد إيران الممدودة بالقصف المدفعي، و بالدبابات على المدن مستهدفة المدنيين الآمنين ؛ لتوقع في صفوفهم الكثير من الشهداء و الجرحى، و المشردين.
فعن أي يد تحدثنا إيران؟ عن يدها في اليمن؟ عن يدها في الشام؟ عن يدها في العراق الذي لم يرَ الخير منذ أن امتدت إليه يد إيران ؟ عن يد إيران التي جلبت المآسي للشعب اللبناني ؟
فلنفترض جدلا، و لنعلق الآمال مجددا، و( لنغالط) أنفسنا بعض الوقت أن إيران - هذه المرة بعد الألف - ستكون صادقة، و أن تصريحات مسؤوليها تعني حقيقةً المعنى الحقيقي و الظاهري لمد اليد الذي يعني السلام، و السلام فقط .. لكن، هاتوا دلائل و براهين نلمسها ونجدها ، و نعيشها على أرض الواقع ؟
نريد عملا صادقا على الأرض يُقنع الناس، قبل أن يسعى هؤلاء أو أولئك لإقناعهم ، فكيف السبيل إلى ذلك يا ملالي طهران؟
أما بالنسبة للمعنى الذي تعرفه شعوب المنطقة، و حكوماتها من تصريح المسؤولين الإيرانيين أنها تمد يدها، فالكل يعرف دون تصريحات، أن يد إيران يدٌ ممدودة في العراق، و الشام، و اليمن ، و لكنها يد ممتدة بالشر و السوء ، و القتل والدمار و الاغتيالات.
فهل تستطيع إيران أن تقدم لشعوب المنطقة قبل حكوماتها، أنها ليست بهذا السوء المطبق، و لا بهذا الشر المستطير؟ و أنها تمد يدا متوضئة بالندم من ممارساتها، و الاعتذار عن ماضيها، و أنها ستسقط السكين من يدها ، و ستترك الحقد التاريخي من نفسها، و ستغير من سلوكها و نواياها تجاه العرب خاصة و المسلمين عامة ، و أن تبرهن على ذلك بالقول و الفعل و العمل؟؟
هل تستطيع إيران أن تواجه نفسها و تتخلى بصدق عن ممارسات ماضيها و حاضرها الأسود، و الحالك السواد !؟