تواصل بي عبر واتس آب في ساعة متأخرة من الليل مستفسرا عن اخر ملابسات قضية زميله المخفي قسرا التربوي زكريا قاسم الذي اختطف من امام منزله، وطلب تسليط الاعلام المزيد من الضوء على قضيته واعدا ببذل الجهد لمعرفة مكان اخفاءه.
لم أكن اعلم انني حينها كنت ربما من اواخر من سيتواصل بالشهيد الشيخ شوقي كمادي، كان حريصا على متابعة قضية زكريا قاسم ومهتما بها.
افقنا صبيحة الثالث عشر من فبراير على خبر مؤلم مفاده اغتيال الشيخ كمادي برصاص مسلحين امام ثانوية مأرب حيث يعمل ومثل العادة فقد لاذ القتلة بالفرار حتى اللحظة..
ارواح كمادي..راوي..الزهري..اليونسي..حليس.. وغيرهم المئات ممن تطول بهم قائمة الاغتيالات ومسلسل الدم الرهيب، لازالت تحلق في سماوات المدينة تبحث عن حقها في القصاص ومعرفة القتلة ومن يقف خلفهم ويمولهم حتى ترتاح تلك الارواح وذويهم من خلفهم..
مسلسل بلغ من القبح والعار أن المعنيين بالأمن لم يقدموا احدا للعدالة واصموا اذانهم واغمضوا اعينهم وكأن العدالة في هذه المدينة اضحت طفلا لقيطا يستنكف القائمون عليها عن انصافها وانفاذها..
سيسجل التاريخ اننا وعلى مدى خمس سنوات سوداء جال القاتل بيننا يخطف بكل روية ارواح رواد المجتمع ودعاة التنوير ووجهاء المدينة..في حين كنا يلتفنا صمت القبور و ترويج التهم .. ولم يتوقف ذلك المسلسل الا بعد ان قضى القاتل نهمته في الذبح من الوريد الى الوريد..
عذرا ..كمادي..راوي..الزهري..اليونسي..حليس..يا كل رفاقكم الابرار ..لقد كنتم اشجع منا الف مرة ..حيث واجهتم الموت بإيمانكم وصلابتكم وحبكم لمدينتكم.. قتلتم قاتليكم قبل ان يقتلوكم..
لكن تلك الدماء الزكية الطاهرة التي سفكت على مدى خمس سنوات في شوارع عدن ستتحول الى غضب عارم يبحث عن احقاق الحق والعدالة وفضح المتآمرين على عدن وكل اليمن ..الى قطرات تروي شجرة الحرية الباسقة في وجه الظالم الغشوم..
رحمكم الله واسكنكم فسيح جناته وانتقم من قاتليكم عاجلا غير آجل..